استاذنا البروفسير عبدالله حمدنا الله حينما يحدثك عن الجزيرة وقتما يحدثك عن ثقافة وتاريخ السودان لايذكر اهل الجزيرة من منطلقات عنصرية او يقراهم من زوايا متقوقعة وانما يرسل التاريخ لينبئ عنهم فيذكر ان اول خريج فى السودان منهم والمهرجان الادبى الاول كان بالجزيرة ويعدد الرجل مآثر اهل الجزيرة بطريقة علمية ممتعة تجعلك تتمنى ان لوكنت من الجزيرة . ولان الجزيرة قلب السودان النابض وروحة الجميلة وبؤرة اشعاعة الثقافى والفنى والعلمى ومثاله الممتاز لروعةتماسك النسيج الاجتماعى تغنى لها الشعراء وفخر بها العلماء وخلدت بين صدور اهل السودان فصارت موضع اجماع فلا احد يحس بان مدحها يعرض به او بموطنة الاصلى . لا ادرى ماذا سيقول البروفسير حمدنا الله بين يدى اعلان بعض مثقفى الجزيرة منبرا لنزع حقوق الجزيرة المهضومة ورفع حالة استضعافها ؟ القصة اخوانى باختصار لقد فوجئت الاوساط الثقافية والسياسية قبل ايام بوجود خبر يتصدر صحافة الخرطوم يقول بدعوة بعض مثقفى الجزيرة لمنبر يرد حقوق الولاية ويشير فى ثناياه الى قلة نصيب الولاية فى نصيب السلطة المركزية . من حيث المبدآ لا احد يقول بمنع اى انسان من المطالبة بحقوقة ولا احد يقول بالحجر على كافة وسائل التعبير المشروعة لكن المقام يفرض طبيعة المقال فلاشك ان مواعين الممارسة السياسية كافية لاستيعاب المشكلات كلها وان كانت هنالك مشكلة فمؤكد انها ليست مشكلة النظم وانما مشكلة التطبيق وبعض مشكلات اخرى تحل فى ذات الاطار . صديقى المهندس ابوبكر محمد يوسف المصرح بهذا الخبر له دفوعات قوية ومنطقية فالرجل من المثقفين ذوى التجربة الجيدة فى العمل العام فكرته تتلخص فى انهم ليسوا بدعا من الولايات فتوجد منابر كثيرة تماثل هذا المنبر . قلت وهذه هى الازمة الحقيقية والتى يسال الساسة فى عصر الانقاذ الازمة التى اتجعل الجزيرة تئن بهذه الطريقة . لقد كانت كل هذه البلاد بمساحتها المليونية واثنياتها المختلفة تدار بسياسة واحدة وبقوة الدولة وهيبتها وماعرفت تمردا اوتكتلات ضاغطة إلا بجنوب السودان والجنوب مشكلة موروثة استطاع النميرى وحده بسط السلام فى ربوعة لاكثر من عقد من الزمان . اخوتى : ان المسافة بين بين اطروحات استاذنا حمدنا الله التى تطرب كل سودانى والتى توضح الدور الذى يجب ان يقوم به مثقف الجزيرة تجاه السودان وبين طرح صديقنا العزيز ابوبكر محمد يوسف ورفاقة الكرام التى تضع الجزيرة فى هذا الموضع تظهر الحقيقة التى تبين ان الجزيرة تحديدا لاتحتمل هذه الجهوية وماينبغى ان تظهر فيها . وسبحان الله حتى فى اسماء الجهات التى تاتى منها الجهوية لم يجعل الله لها منها نصيب فاسمها الجزيرة وصفتها الوسطية وفى اشارات الموقع الوسطى والتكوين الوسطى والريادة الثقافية والعلمية مايغنى احفاد ودمدنى السنى والقاضى دشين وودحبوبة وعبدالله الترابى والامين على مدنى ومكى شبيكة عن تكوين المنابر الجهوية فالجزيرة لما تزل مضغة السودان التى اذا صلحت صلحجسد السودان كله واذا فسدت فسد جسد السودان كله . كم ثمن الامن الذى يحسه المرء بين الازرقين يا ابابكر ؟؟؟ دعنا نعتبر فكرة الجزرويد مجرد نكتة طريفه وبلاغا شبه كاذب وازعاجا للسلطات دون ان تترتب عليه اى تبعات قانونية هذا مع احترامى ياصديقى .