احتفالات ضخمة وكرنفالات ومنح أوسمة لشخصيات وقادة أحزاب سياسية صاحبت الاحتفال بالذكرى(58) لاستقلال السودان وذلك في محاولة بائسة من حكومة المؤتمر الوطني لإخفاء الفشل الذريع الذي وصل حال السودان لدولة فاشلة. فبعد 58 عاماً على الاستقلال لم تعد جمهورية السودان هي تلك الدولة ذات السيادة أو الدولة التي تحمل صفة دولة بحق وحقيقة. فالدولة السودانية انشطرت إلى شطرين جنوب وشمال في يوليو 2011 والجزء الشمالي الذي يسمى جمهورية السودان تعصف به الحروب والنزاعات والسياسية القبلية وتصول وتحول فيه مليشيات الجنجويد وتحل محل القوات النظامية لقمع المعارضين والحركات المسلحة دون أدنى أمل في إنهائها. واقتصاد السودان تتسارع خطى انهياره بسبب تحطم القطاعات الإنتاجية والسياسات المقتبسة من روشتة صندوق النقد الدولي. وتتعالى الأصوات القبلية والجهوية بعد أن صار المركز نفسه يستخدم الكيانات القبلية في حربه ضد خصومة السياسيين، وتنعدم الحريات العامة وسط هذا الركام من القوانين المقيِّدة للحريات ويشكل التظاهر السلمي جريمة تستحق القتل والاعتقال والتعذيب. وينتشر الفقر في بلادنا انتشار النار في الهشيم وكذا البطالة والتضخم والمجاعة. وينهار النسيج الاجتماعي في خضم الخلافات التي يغذيها النظام الحاكم بين هذا الطرف وذاك. كل ما آل إليه السودان حتى هذه اللحظة تقع المسؤولية الأساسية فيه على عاتق المؤتمر الوطني أو حزب الرأسمالية الطفيلية الذي يحكم السودان بالجديد والنار طيلة (24) عاماً. أما كيف يخرج السودان من هذه الوحدة فلا طريق سوى إزاحة من تسبب في هذا كله. الميدان