حث الرئيس الاميركي باراك اوباما جيش جنوب السودان الى ضبط النفس بعد المعارك الحدودية العنيفة التي وقعت مع قوات الخرطوم. وفي مكالمة هاتفية مع زعيم الدولة الناشئة سلفا كير “اعرب اوباما عن قلقه من تزايد التوترات" بين البلدين بما في ذلك الاشتباكات الحدودية والمعارك في ولاية جنوب كردفان. وجاء في بيان للبيت الابيض ان “الرئيس اوباما اكد على اهمية تجنب اية تحركات احادية، وطلب من الرئيس كير ضمان ان يمارس جيش جنوب السودان اقصى درجات ضبط النفس وان لا يشارك او يدعم اي قتال على طول الحدود خاصة في جنوب كردفان". وطلب اوباما من البلدين التوصل الى اتفاق حول انتاج النفط. وكانت دولة جنوب السودان اتخذت قرارا قاطعا بوقف انتاجها من النفط في يناير الماضي، بعد ان فشلت في الاتفاق مع حكومة الخرطوم على الرسوم الواجب دفعها مقابل تصدير نفطها عبر اراضي الشمال. واعرب اوباما كذلك عن امله في ان يلتقي كير قريبا والرئيس السوداني عمر البشير بعد الاشتباكات التي وقعت الاسبوع الماضي ودفعت بالخرطوم الى الغاء القمة التي كان من المقرر ان تعقد بين الزعيمين في جوبا. وقال البيان ان “الرئيس اوباما رحب بالتزام الرئيس كير بالتحرك قدما باتجاه عقد القمة وايجاد حلول سلمية للسودان وجنوب السودان". واثارت اشتباكات دامية استخدمت فيها الغارات الجوية والدبابات والمدفعية الثقيلة — لتكون اسوأ اعمال عنف يشهدها البلدان منذ استقلال جنوب السودان في يوليو الماضي– مخاوف دولية من تجدد الحرب بين العدوين السابقين. كما تتزايد المخاوف من نقص الاغذية في جنوب كردفان، حيث تقول المنظمات الانسانية ان حملة القمع المتواصلة التي تشنها الخرطوم على الولاية تشل قطاع الزراعة فيها. هذا ووصل وزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين، الملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية، أمس إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا للالتحاق بوفد الحكومة المفاوض مع وفد دولة جنوب السودان. وقد التقى ممثلون للسودان ولدولة جنوب السودان أمس في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا وذلك للمرة الأولى منذ المعارك العنيفة التي جرت الأسبوع الماضي في المناطق الحدودية . وقال حسين لفرانس برس أمس «نحن متفقون على ضرورة تخفيف حدة التوتر بين البلدين». وقبل ذلك بقليل اكد وزير اعلام جنوب السودان برنابا ماريل بنجامين في العاصمة الكينية نيروبي عقد اللقاء لكنه اتهم الخرطوم بالاستمرار في قصف مناطق في جنوب السودان. وذكرت التقارير الواردة من أديس أبابا أن الجانبين اتفقا على أن يتصدر الجانب الأمني أجندة المفاوضات لتجاوز التصعيد العسكري وتهدئة الأوضاع بين البلدين أمنيا وسياسيا. وفيما قال حسين إنه سينضم للجنة الترتيبات الأمنية، أوضحت مصادر في الخرطوم أمس أن خطوة وصول حسين، جاءت استجابة لمناشدة رئيس الآلية الأفريقية ثامبو أمبيكي لحكومة السودان بترفيع وفدها. وكان كبير مفاوضي دولة الجنوب باقان أموم اشتكى أمس الأول من أن الخرطوم قلصت وفدها في التفاوض. وكانت الخرطوم قد أعلنت في وقت سابق عن تأجيل سفر وزيري الدفاع والخارجية إلى العاصمة الإثيوبية في أعقاب المواجهات في المناطق الحدودية .