وزير الخارجية يكتب: الإتحاد الأوروبي والحرب في السودان ..تبني السرديات البديلة تشجيع للإرهاب والفوضى    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    ماذا جرى في مؤتمر باريس بشأن السودان؟    العطا يتفقد القوات المرابطة بالمواقع الأمامية في الفاو والمناقل – شاهد الصور والفيديو    رفع من نسق تحضيراته..المنتخب الوطني يتدرب علي فترتين    استمرار حبس البلوجر هدير عاطف بتهمة النصب على المواطنين    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    أحمد موسى: ده مفيش ذبابة ماتت من الصواريخ والمسيرات اللي إيران وجهتها لإسرائيل    إسرائيل تعيد فتح المدارس!    ليفربول يسقط في فخ الخسارة أمام كريستال بالاس    حفظ ماء وجه غير مكتمل    خبراء: الهجوم الإيراني نتاج ل«تفاهمات أمريكية».. وجاء مغايرًا لاستراتيجية «طهران»    الجمارك السعودية: دخول الأدوية مرهون بوصفة طبية مختومة    حزب المؤتمر الوطني المحلول: ندعو الشعب السوداني لمزيد من التماسك والوحدة والاصطفاف خلف القوات المسلحة    ضمن معايدة عيد الفطر المبارك مدير شرطة ولاية كسلا يلتقي الوالي    محمد وداعة يكتب: الاخ حسبو ..!    شاهد بالفيديو.. مالك عقار يفجرها داوية: (زمان لمن كنت في الدمازين 2008 قلت ليهم الجنا حميدتي دا أقتلوه.. قالوا لي لالا دا جنا بتاع حكومة.. هسا بقى يقاتل في الحكومة)    شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تدهش وتبهر مذيع قناة العربية الفلسطيني "ليث" بمعلوماتها العامة عن أبرز شعراء مسقط رأسه بمدينة "نابلس" والجمهور يشيد بها ويصفها بالمثقفة والمتمكنة    شاهد بالصورة.. إبن عضو مجلس السيادة رجاء نيكولا يحمل السلاح مدافعاً عن وطنه وجمهور مواقع التواصل يشيد ويعلق: (أبناء الإسلام والمسيحية في خندق واحد لحماية السودان من الجنجويد)    شاهد بالفيديو.. الفنان أحمد فتح الله يلهب حفل في القاهرة بالإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله) وساخرون: (يا جماعة كفاية لحدي هنا لأنو براؤون دي بتحمي القحاتة النوم)    أرسنال يرفض هدية ليفربول ويخسر أمام أستون فيلا    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    بعد راحة العيد...المنتخب الوطني يُعاود تحضيراته أمس    تجاوز مع أحد السياح.. إنهاء خدمة أمين شرطة لارتكابه تجاوزات في عمله    تركيا تنقذ ركاب «تلفريك» علقوا 23 ساعة    الموعد الأضحى إن كان في العمر بقية،،    بايدن بعد الهجوم الإيراني: أمريكا ملتزمة بأمن إسرائيل.. وساعدنا في إسقاط جميع الطائرات المسيرة    إعلام عبري: طائرات أميركية وبريطانية تسقط مسيرات إيرانية فوق الحدود العراقية السورية    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    والي الخرطوم يزور رموز ونجوم المجتمع والتواصل شمل شيخ الامين وقدامى المحاربين والكابتن عادل أمين والمطرب عوض الكريم عبدالله    «العازفون الأربعة» في «سيمفونية ليفركوزن»    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    سان جيرمان يخسر على أرضه من برشلونة في دوري الأبطال    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    لن تنهار الدولة ولن ينهار الجيش باذن الله تعالى    انتحلوا صفة ضباط شرطة.. سرقة أكبر تاجر مخدرات ب دار السلام    "طفرة مواليد".. نساء يبلغن عن "حمل غير متوقع" بعد تناول دواء شهير لإنقاص الوزن    حمادة هلال : مكنتش عارف تفاصيل مقلب رامز جلال    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    الضربة المزدوجة الإنهيار الإقتصادى والمجاعة في السودان!    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كانت تمارس ( الابرتايد ) في بعض السودان حتي بداخل المسجد ،
نشر في سودانيات يوم 03 - 02 - 2014

[b]الكافر هداه الله هو من كفرني علي مقالنا ، دمعة علي روح النبي مانديلا عليه السلام .. هل من مانديلا سوداني ؟ ( الحلقة قبل الاخيرة ) .
كانت تمارس ( الابرتايد ) في بعض السودان حتي بداخل المسجد ، مع ان اول من اذن بمسجدكان بلال الاسود ، فاذا كنت بشرتك سوداء لن تصلي الا في الصفوف الخلفية ، ولن تكون الا في الكنابي .
THE MIGHTY AND ALMIGHTY
( الجبروت والجبار ) استعراض لكتاب كشفت رغبة الولايات المتحدة العارمة جدا في تقسيم السودان للفشل في التعايش بين شمال السودان العربي المسلم وجنوبه المسيحي الزنجي .
تزايدت فرضية اغتيال الدكتور قرنق موحد السودان باسس جديدة ، بايدي الامريكان بدليل ما ورد في كتاب ( الجبروت والجبار ) لاولبرايت .
" ان الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة "
شيخ الاسلام ابن تيمية .
" انني اعتقد ان الحرية لا تتجزأ .. الظلم في اي مكان هو تهديد للعدالة في كل مكان "
الدكتور مارتن لوثر كينج جينيور .
تناولنا في الحلق السابقة من هذه السلسلة من المقال حاجة العالم اجمع الي رؤية ونهج الراحل نلسون مانديلا في التسامح والتصافي لتتعايش في عدل وحرية وانسجام ووئام وسلام مستدام .. في ظل انقسام وحروب طاحنة خيضت قديما ، وتخاض ألآن.. ألآن .. في معظم بقاع العالم تارة بين الدين واللا دين .. وتارة بين الديانة والاخري ( الحرب في الجارة افريقيا الوسطي ) او ما يشجر بين المسلمين والمسيحيين في ( نيجريا ) بشكل شبه يومي نموذجا ، وتارة باسم الطائفة في الديانة الواحدة كالحروب التي نشبت بين البروتوستانت والكاثوليك في اروبا القديمة وحصدت ارواح ثلث الشعب الاروبي في القتال الضاري بين الطائفتين المسيحتين .. وتارة للسيطرة علي مقاليد السلطة والنفوذ كالصراعات الطويلة والمريرة بين ( الكنيسة والدولة ) ، بين الباباوات خلفاء السيد المسيح على الأرض والاباطرة ، في ايطاليا خصوصا واروبا القديمة عموما او ما اطلق عليها ب( الصراع بين الامبراطورية والبابوية ) ..وكل يزعم ان المسيح والله بجانبه .
وقد نشب ذات الخلاف منذ وفاة سيدنا رسول الله ( ص ) بين المسلمين انفسهم وانقسمو في شان من هو احق الناس بخلافته صلي الله عليه وسلم الي الطائفتين الرئيستين ( السنة والشيعة ) ، السنة بقيادة السعودية والحلف السني ، وإيران والحلف الشيعي ومن لف لفهم ، والصراع المحتدم بينهما قديما واليوم جار وعلي اشده في كثير من البلدان .. في البحرين .. واليمن بين الشيعة ( الحوثيين ) ورجال القبائل ومن خلفهم ( الدولة اليمنية ) ، وتطورت هذ الايام ليأخذ ابعادا استراتيجية تؤثر علي المنطقة والاقليم ، بل يتصارع الحوثيون من اجل السلطة في صنعاء اليوم بضراوة ، وفي العراق بين حكومة نوري الماكي الموصومة بالطائفية ( الشيعة ) ، والمناطق ذات الاغلبية السنية الموصومين بالارهاب ، وفي لبنان وسوريا وغيرها وموقف حزب الله اللبناني الشيعي الغريب ومن خلفها ايران في الصراع السوري السوري .. وتارة أخري بين الدين الاسلامي والمسيحي كالحروب والابادات تحت راية الدين والتي تجري اليوم بين شعب الواحد في الجارة افريقيا الوسطي المسلمين والمسيحيين والابادات والفظائع التي تحدث ونذر انهيار الدولة الشديدة .. وتارة بين المدافعين عن الديانات واللا دينيين .
وتارة باسم العرق واللون والجنس .. وتارة بين الدول والمنظومات ، وما الحرب علي الارهاب الاسلامي الا شاهد .. وقد خاض العالم حربين عالميتين كبيرتين وظالمتين دق فيها أكثر من مائة مليون عنق ..
ولم ولن يتوقف الحروب والصراعات ويتعافي العالم والانسانية منها الا بالحوار ، ثم الحوار فالحوار .. وقبول الآخر وارساء دعائم العيش المشترك بين الامم والشعوب كافة .. والسبل الكفيلة لتأمينها ، وما انهزم الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها في حروبها علي ما اطلق عليها بالارهاب الدولي الا لحماقة المحافظين الجدد ، وتعميمهم الارهاب علي عموم المسلمين في البداية ليشعلو حروبا شبيهة بالحروب الصليبية ، رغم ان تنظيم القاعدة من صنيعهم .. ففشلو احتوائها ، وانقلب عليهم وادخلو انفسهم والعالم في صراع مرير مع الاشباح ، وادخلو العالم وامريكا قائدة الحرب الغريب جدا في كساد وازمة مالية تاريخية لم يحدث لها مثيل منذ الكساد العظيم وفقا لباراك أوباما ، نتيجة الحروب في العراق .. ومع جبال تورا بورا ، والصرف الوهمي علي المخابرات والاجهزة المعنية بحروب الوهم والهلام والنوايا ( بحجة مكافحة الارهاب ) .. وكان علي امريكا والعالم ان تحاور حليفتها السابقة اسامة بن لادن بالحسني ومن معه من المجاهدين ممن ساندوها في الحرب الباردة والساخنة ضد القطب الآخر المنهار ( الاتحاد السوفيتي ) منذ البداية ، وقبل تفاقم الاوضاع وتصل حد الانفجار والحرب الساخنة والباردة مع قطب جديد يسمي القاعدة والطالبان و الارهاب الدولي .
وقد حدث استقرار معظم العالم الحر بعد حروب وصراعات ودماء ، بالحوار وقبول ألآخر .. وبعد ان ادركو انه لا سبيل الا بقبول الناس كل الناس سواسيا كاسنان المشط كما خلقهم الله ، واحرارا كما ولدتهم امهاتهم ..
1 /
قبل رحيل الايقونة نلسون مانديلا كنت اكتب في سلسلة مقالات تحت ( عصابات النيقرز والجلابة والجنجويد .. دليل انهيار وسقوط الدولة السودانية ) .. وقد بينت في مقدمة احدي حلق المقال كيف ان الشعب الامريكي تظاهر.. وانفجر .. في موجات الشجب والادانة عند مقتل مراهق اسود يدعي ( مارتن ترايفون ) وكان يعمل حارسا في احدي المجمعات السكنية ، علي يد شرطي ابيض يدعي ( جورج زيمرمان ) .. وقد انهال الاتصالات والرسائل علي البيت الابيض بعد اسبوع من التظاهرات المنددة بتبراة القضاء الامريكي الشرطي الابيض القاتل .. ورغم عدالة القضاء وصحة موقفها وعدالة الحكم ومنطقها .. تأكيدا لاهمية التعايش بين مكونات الشعب الواحد لان اي مساس بها علي اسس الدين او العرق ، او اللون او الجنس ، ستفجر حروب وتشعل ازمات تمس المجتمع الامريكي في مقتل .. فتحرك الجميع لصيانة مجتمعهم والحفاظ علي تماسكها وامنها وسلامتها الجمعي .
وعدم التعايش الديني والسياسي والطائفي والعرقي والثقافي قائم اليوم في السودان وعلي اشده .. وقد انقسم تراب الدولة السودانية وشعبها لقسمين شمالي ذات اغلبية مسلمة ، وجنوبي افريقي ذات اغلبية مسيحية . . ولم يخمد الانقسام نيران الحرب بين مكونات شطري السودان فقد تخاض ألآن حروب سياسية ضارية ملفقة بالعرق في جنوبها ..
اما شطرها الشمالي فحدث ولا حرج فيها حروب سياسية وصراعات تلو الاخري .. صراعات سياسية .. صراعات عرقية .. اقتتال قبلي .. وعدم تسامح .. ونذر انهيار شامل لكل شيئ في الدولة السودانية ، نتيجة الفشل في التعايش بين مكوناتها .. وساد التضاد والتنافر بدل الانسجام والقبول والتعايش المشترك .
وراينا كيف تعاملت حكومة المؤتمر الوطني بغباء .. ببلادة .. بسطحية .. بجهل فاضح جدا .. جدا .. مع ازمة الجنوب بالحروب الملفقة بالدين والجهاد و.. و .. حتي كانت النتيجة البتر والانقسام .. ومع ازمة دارفور منذ البداية .. وقسم شعبها الواحد بخسة وخبث ودناءة منقطعة النظير الي اثنيتين زرقة وعرب ( قبائل افريقية .. وقبائل عربية ) .. وحتي في السلام فشلت وتلاعبت .. وظلت تناشد السلام عبر كل ابواقها .. ومسئوليها ومنابرها .. وعمليا ضد السلام .. تشن حروب شاملة .. حروب عبثية شعواء .. حروب قضت علي الاخضر واليابس .. واذا تقدمت طائفة منهم للسلام خطوة ووقعو اتفاقية نبذها فريق آخر منهم وتراجعو مائة خطوة للوراء .. وتنكرو علي عدالة قضايا السودان ، وقضية دارفور بحجج اوهي من بيت العنكبوت .. تارة بانها حروب قبلية بين زرقة وعرب .. وتارة بان الثوار ارهابيين .. وتارة بانهم تجار مخدرات .. وقطاع طرق .. ونظرنا كيف طحن الحرب في العام الماضي ابناء شعبنا من القبائل العربية ، والذين ضلل الحكومة بعضعهم واستخدهم ضحايا ووقودا في الحروب لا معني لها ضد الثوار .. ليقتتلو في النهاية فيما بينهم باثارة من من في الحكومة من ابناء جلدتهم الذين حققو بعض المكاسب الشخصية لانفسهم من استخدامهم لاهلهم وقودا في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ؟!! .
اننا نعاني من مشاكل نفسية جدية جراء ما ابصرنا وسمعنا ويحدث ألآن .. ألآن لابناء شعبنا من هولاء .. لن ننام احيانا لليالي ابدا .. نعاني من الغثيان جراء الاستهتار بشعبنا .. جراء الاستفزاز بمكونات الشعب الواحد .. با نسانيته .. بارادته .. بالقيم والمثل .. جراء الغطرسة والطغيان الحادث .. جراء التمادي في الاستهتار بالقيم كلها .. وعلي الجميع ان يتساءل ويقف مليا اين الدين .. اين الانسانية .. اين البشرية .. اين المشاعر .. قتل بالقنابل والطيران في بلادنا لشعب اعزل .. قتل بالسلاح .. قتل بالتجويع .. الاغتصاب سلاح للحرب .. وفظائع تجعل الولدان شيبا .
2 /
والمؤسف .. المحزن .. المبكي .. المضحك ، ان انفصال الجنوب لم يكن عظة ولا عبرة للنخبة الحاكمة في الخرطوم ، بل ازدادو تيها علي تيههم ، وغباءا علي غباءهم ، وجهلا علي جهلهم ولجو في تيههم وعتو هم ونفورهم يعمهون .. واستمرأو في الفوضي بأكثر منها .. وتعاملمو بعجرفة وعنجهية مع ملفات البلاد الشائكة كلها .. وآل كل شيئ للسقوط في الدولة السودانية .. والوحدة في مهب الريح .. الامن .. الاقتصاد .. تفكك النسيج الاجتماعي .. وانهار الوئام الشعبي .. والقبلي .. تصومل معظم السودان فعلا .. وغدا سيكتمل المشهد للمرتاب عيانا بيانا .. وانهار كل امل بوجودهم هكذا وجود في سدنة الحكم ... ولا شيئ يخشون عليها الا الكرسي .. الا القبضة الحديدية .. ورفض ألآخر جملة واحدة ، وما خطاب البشير الذي عجز الجميع عن فهم مغازيها ومضامينها الا دليل دامغ !! .
وتعامل حكومة المؤتمر الوطني مع ازمة دارفور والنيل الازرق وكردفان وبقية أزمات السودان طيلة الفترة الماضية ، ولا سيما اليوم الا خير دليل وشاهد .
وحينما اري تصرفات قادة المؤتمر الوطني مع الازمات والقضايا الكبري بالبلاد .. اتأسف وأتعجب جدا .. واصاب بغثيان .. وأتساءل اي جهل هذا ؟ !! ..
اي سطحية ؟ ..
اي غباء ؟!!..
بل اي انحطاط سياسي؟!! ..و اخلاقي ... اي خبث ؟!! .
اي عدم وطنية تلك ؟!!..
أي سقوط وعمالة للاجنبي تلك ؟!! .
سلمت مفاتيح البلاد ومصير الشعب للاجنبي بسياساتها المجنونة .
حينما اري العقلية التي تعامل بها في دارفور خلال الاكثر من العشرة اعوام الماضية .. وبالاخص الاربعة اعوام الماضية تجلي مدي الجهل .. تجلي الغباء .. والكذب .. والانحطاط . . والانحدار .. عدم ألإكتراث بكل شيئ .
حكومة ضللت وخدعت وكذبت حتي علي حليفتها الرئيسة الاولي في العالم دولة قطر التي سعت سعيا حيثا لانقاذها وانقاذ شعبنا بكل ما ملكت من ارادة وعزم واصرار ، وبذلت جهدا مقدرا .. ودفعت مالا جزيلا .. كذبت علي دولة قطر وخدعتها بان أتي بشخص كان سبب ودافع الانقلاب الرئيسي .. فاعاد انتاج الوضع الذي دفعهم للانقلاب والاجهاز علي نظام ديموقراطي قائم ، وضع اكثر سوءا إقتصاديا ... سياسيا .. وأمنيا .. حروب سياسية ممتدة يوميا .. حروب قبلية طاحنة .. .. نهب .. إبادات جماعية .. وتطهير عرقي .
كل ذلك باوهامهم .. وحساباتهم الخاطئة والمتخرصة فيما يفعلون .. ويضعون من سياسيات عقيمة وفاشلة .
3 /
انها حكومة عقليتها عقلية الذئب وفقا لافلاطون في المدينة الفاضلة ، حين قسمت الحكومات في الكتاب المهم ووصف حكومة الفرد او الافراد المسيطرون والحاكمون بالحديد والنار علي شاكلة حكومة المؤتمر الوطني بحكومة الذئب .. وحكومة الله وفقا للفراعنة ومن طغو وبغو ، من الجبابرة والطغاة وقال كل منهم لشعبه .. ( انا ربكم الاعلي ) .. و (ما اريكم الا ما أري وما اهديكم الا سبيل الرشاد ) .. سبيل رشاد فرعون .. وطريقته المثلي في الحكم وفقا لتقييم الفرعون الكبير ، ومنذ جالوت والنمروذ بن كنعان وفرعون موسي ونيرون وهتلر و.. و..
او حكومة السكران او السكرانين وفقا لصاحب نظرية فصل السلطات وفقا للفقيه القانوني والسياسي الفرنسي ، وعراب نظرية فصل السلطات في الدولة الوطنية ( مونسكيو ) الذي قسم السلطات في الدولة الوطنية الحديثة وقامت عليها وعلي روح النظرية المهمة كل ديموقراطيات العالم الحر والمتقدم .
حكومة المؤتمر الوطني التي احتقرت عقول الشعب والامة السودانية في دارفور وتلاعبت منذ البداية لعشرة اعوام ، واليوم باتفاقية ما سمي بالدوحة وهي واهمة .. فقد احتقرت نفسها في الواقع بان اتي بذات الشخص الذي كان سبب انقلابهم في دارفور .. بذات الشخص الذي كان سلبياته في الحكم منطق ودافع انقلابهم المشئوم الذي لقي ترحيبا لاسباب مقنعة للشعب ، الا انها صنعت اوضاعا اسوأ وأخطر وأبشع وتسببو في انفضاض الجميع من حولهم في الداخل والخارج .. اعادو انتاج وضع اسوأ من سابقاتها .. وفي مواجهة مع الجميع .. فيمواجهة مع الشعب .. فيمواجهة مع الثوار المسلحين .. في مواجهة مع العالم اجمع .. في مواجهة مع المحكة الجنائية الدولية .
اغرب من غريب ان تصنع الحكومة حركة وهمية .. وفجائية وفي الدوحة ومن شخص كان سببا في انقلابهم المشئوم .
حكومة يقاد بالاجهزة الامنية وحسهم الامني صفر .. حساباتهم الامنية بنيت علي المعلومات الكاذبة .. والفرضيات الخاطئة فانهار كل شيئ فوق رؤوس بناتها لحظة توهم تمام البنيان .
وتعاملهم مع الشعب .. حيث شردو هم وقتلوهم تقتيلا .. ونهبو .. ويقيمون في سجون الحياة (معسكرات النزوح واللجوء ) ويحرسهم اكبر بعثة دولية في العالم اجمع .
4 /
وحينما اقرا او اسمع للسيد مسئول ملف دارفور .. حينما اسمع لافشل مسئول في العالم اجمع كلامه ( كلام عرب نضيف ) ، كلام منمق .. كلام منسق .. لكنه كلام فارغ المحتوي والمضمون .. بعيد كل البعد عن الواقع .. بعيد عن الحقيقة بعد الارض عن جو السماء ..كلام يطلق علي عواهنه .. ويبني علي الاوهام .. وعليها اوهام .. علي الكذب .. كلام ( زي كلام الزول الملاريا طلع ليهو في راسو ) .. زي كلام المسطول في ( قيف الوادي) .. او ( جووا الوادي ) ، كلام المسطول في كورنيش النيل .. أو جوا النيل ذاتو ..
كلام مسئول ملف دارفور ..كلام غريب .. كلام عجيب .. كلام ماشي وراء الحيط .. وبجنب الحيط .. كلام ( مشاطة ) في منبر الجامع بيوم الجمع علي اساس انها خطبة الجمع .. مع خالص التحايا والود لشرفاء ( مشاطات ) بلادنا لأنهن يؤيدين مهنة اجتماعية ووطنية وخدمة هامة جدا ولم يكونو عطالي كمسئولي ملف دارفور كلامهم .. كلام ملكية في الجيش وعن الجيش .. كلام خارم بارم .. كلام الطير في الباقير .
المؤسف جدا ان الحكومة توهمت في انها تمكنت من تغييرنا بالدكتور التيجاني سيسي اتيم لانه مؤهل وبروفيسر كمان !! .. وكمان حاكم سابق لاقليم دارفور معين من قبل السيد الصادق المهدي وانقلبنا عليهم ورجعناهو في ( شنو تاني كمان في دارفور ) ؟!! .. ما القضية والمشكلة انتهت بتولية الدكتور السيسي مقاليد الامور .. عقلية افندية ساكت ..
اي عقلية هذه ؟
.. اي ذهنية هذه ؟ ..
عقلية مريضة .. عقلية سقيمة .. عقلية فقدت صلاحيتها .. عقلية قديمة .. عقلية تراكمت عليها الغبار .. عقلية في الرف .. عقلية بنت عليها العنكبوت .. عقلية القرون الوسطي .. عقلية عهد جيرون .. عقلية العصور الحجرية القديمة .. عقلية مسمومة ..
كان علي المثقف الكبير ومسئول ملف دارفور ومسئول الثقافة والعلوم والفكر الدكتور امين حسن عمر ان ( يشيل كوريك وازمة ) ولا حتي دلميت .. او جرافة ، ويبدا في تحويل جبل مرة .. بدل الاستماتة في تبديل ارادة شعبنا .. بدل محاولة تغيير نا كزعامات لشعبنا بالدكتور التيجاني سيسي .. وكل دوافعهم في صناعة الزيف والكذب والوهم والهلام لدوافع عنصرية محضة .. دوافع قبلية "
قال التيجاني سيسي فوراوي ومؤهل وبروفيسر كمان !!!" .
( نغشو بيهو الفور ) وغير الفور !!! .
نصنع له حركة التحرير والعدالة لننهي به الجميع في دارفو .. لانه كان حاكما للاقليم معينا ممن انقلبنا عليه .
أي انحطاط هذا ؟ !!.
اي غباء .. واي وهم هذا ؟!! .
بسئت العقلية والذهنية هذه .
والله عندما تري امين حسن عمر اكبر وزير فاشل .. وأكبر مسئول عاطل وواهم في افريقيا والشرق الاوسط .. وزير لافي (ز ي الدربكين ) .. زي غنماية كجور ) نشط جدا .. متحرك جدا .. شغال ليلا ونهارا وسرا وجهارا .. لكنه يحرث في البحر . . ينفخ بانهماك في قربة مقدودة .. كل مردود ونتاج عمله سالب .. سالب .. سالب .. وجعجعة بلا طحين .. وحاله كحال ( المنبتة لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقي ) .
وقد ادخلو البلاد كلها وانفسهم في عنق الزجاجة .. وجمحو الي التشفي والانتقام الفارغ . .
كم يحزنني ويؤسفني ان تري الدولة بكاملها .. الدولة كلها بمواردها .. أجهزتها كلها ..التشريعية والتنفيذية والقضائية ان وجدت.. بشرطها وجندها وجنجويدها .. بعدتها وعتادها .. وأساطيلها .. ومساطيلها .. وقعت ضحية الاوهام لعقود .. ضحية التضليل .. ضحية انتهازيين .. قادتها منهمكين في فعل شيئ نتيجها صفر كبير .. نتيجتها بحسابات الربح والخسارة سالب .. سالب .. سالب .. للدولة .. للشعب .. للسلام .. للامن .. للاستقرار لكل شيئ .. سالب الا للانتهازيين وتجار المواقف .. وادخلو البلاد والعباد في عنق الزجاجة .. في نفق مظلم ... في هاوية سحيقة .
5 /
لم استخدم يوما عبارة الابرتايد في ما يحدث في السودان ، ولم اصف حكومة الخرطوم بحكومة الابرتايد ، لان الابرتايد مصطلح لنظام لها قوانين فصل صارمة جدا ، وظلم وفوضي منصوص ومفنن بالدستور والقوانين والاجهزة القمعية ، ولها خط واضح .. ونهج واضح ، حدثت في جنوب افريقيا .. وقد علق الكثيرون في ( انو كترتها شوية ) في سلسلة مقالنا هذا .. الا انها اي مصطلح ( الابرتايد ) تاكيدا لاتطابق في المعني والمغزي والماهية والمفهوم العام مع عبارة ( الفصل العنصري ) او ( التمييز العنصري ) باللغة العربية .. ونكون مخطئين جدا اذا قلنا ان مصطلح ( الابرتايد ) يقابل ويطابق عبارة الفصل او التمييز العنصري في اللغة العربية .. واذا قلنا ان ( الابرتايد ) معناه الفصل العنصري نكون مخطئين كمن يسمي الكمبيوتر حاسوب من العرب .
6 /
حينما ركزت علي السودان لاننا نعيش في دولة علي برميل بارود .. دولة علي افواه براكين تفجرت كثيرة والباقي في ( موقوتة ) ، دولة تشعتل فيها النيران بكل الاسباب .. وتعدد فيها الصراعات من اثنية .. ولونية .. وجهوية .. وقبلية .. ودينية ، وحزبية وطائفية ، وقد انفصل الجنوب لاستحالة العيش المشترك للاسباب اعلاه كمنطقة يقطنها غالبية غير مسلمة وافريقية .
وفي دارفور رغم انها مسلمة بنسبة مائة في المائة وشخصي والله لم ادخل يوما كنيسة ، ولم اري كنيسة يوما بامعان وقريبا في دارفور ولا غيرها ، الا في منتصف شهر ابريل من العام 2004 في كينيا ، فقد خرجنا مع اخ لي من مقر اقامتنا بفندق بوسط نيروبي فاذا بنا ندخل عفوا مع الداخلين في كنيسة علي انها مقهي او مكان عام ، او درس مفتوح لانها كنيسة في مبني كبير ، ولا نعلم مطلقا انها كنيسة ، وان ما يحدث صلاة للمسيحيين .. جذبنا مظهر الجمهور وجلوسهم المنتظم ، والقسيس ومظهره الانيق ، وقلنا ( دا بروفيسر وعالم وبالله كمان لابس بدلة وكرفتة ) ، ويتكلم بجدية أقرب الي الهستريا ، بلغة انجليزية رصينة .. ليتبين لنا أخيرا انها كنيسة وصلاة قوم آخرين تقبلها الله .
فاذا كانت الحروب التي اشتعلت ودارت رحاها لاكثر من عقدين من الزمان في الجنوب ذات الاغلبية المسيحية والافريقية والمسيحيين الوديعين المتسامحين الذين صلينا معهم عفوا في الكنيسة ، والبست لبوس الدين والجهاد كذبا وافتراءا علي الله والدين الاسلامي .. فان الحروب التي دارت رحاها في دارفور( وشعبها مسلمون بنسبة مائة في المائة ) .. حرب بين الحكومة والحركات المسلحة منذ العام 2002 .. وروج لها الحكومة انها حروب قبلية بين القبائل الافريقية والعربية . فقد كان القتال بين القبائل العربية انفسهم في العام المنصرم عام 2013 علي اشدها وهي الاعلي منذ العام 2003 من حيث عدد القتلي والضحايا والمشردين بين القبائل العربية انفسهم الذين خدعهم النظام ، وفقا للامم المتحدة وفق حركة جيش تحرير السودان التي نتزعمها وتنظيم النشطاء الشباب التي اقودها ، وقد حكي لي ان الضحية الذي يقع في ايدي احدي طرفي الصراع أولا يسال عن لغته ؟ .. فاذا تحدث لغة معينة كلغة الفور مثلا او لغة التاما او لغة الزغاوة او لغة المساليت أو .. او غيرها من اللغات المحلية يترك فورا لانه غير مستهدف ، فاذا فشلت ولم يكن لك غير اللغة العربية تكون في كارثة .
وهي بكل اسف حروب مفتعلة من تجار الحروب وارباب المصالح الشخصية ذهب ضحيتها عشرات ألألاف من ابناء شعبنا في اللاشيئ .
وقد أكدت إحصاءات البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى لحفظ السلام فى دارفور (يوناميد) إلى أن القتال القبلى كان المصدر الرئيسى للعنف فى اقليم دارفور في العام المنصرم ، وأدى إلى فرار مئات الآلاف من منازلهم .
وكانت بمثابة فصل جديد من فصول تطور النزاع الذي يعيشه اقليم دارفور ، و يبدو أنها الاخطر من ناحية عدد الضحايا والنازحين .. حروب لا معني ولا مغزي لها .
وكثيرا ما نسمع من شدة السقوط ودخول الاثنية والقبلية في السياسة بتعطيل تشكيل حكومة ولاية كذا .. وكذا في دارفور لشهور طويلة بسبب مطالبة قبائل بعينها لمناصب وزارية مهمة .
وقد راينا الصراعات بين قبيلتي البني هلبة والقمر بجنوب دارفور .
وبين البني حسين والعريقات في حربٍ هي الاعنف حول جبل عامر بشمال دارفور،
والحرب بين الرزيقات مع القوات الحكومية داخل مدينة نيالا، والمسيرية والسلامات في معركةٍ مستمرة، وفي الاخبار خلال الاشهر الماضية نماذج اخري.
وهي دليل الانقسام المستمر وبمتواليات هندسة في المجتمع الغير متماسك ومتسامح .. في مجتمع جاهلي لأن الجاهلية اصلا الحمية
الا لا يجهلن احد علينا بجهله فنجهل فوق جهل الجاهلينا .
ولن تحل الازمة الا بالتسامح وابعاد عناصر الحكومة المجرمة ، ومن يستغلون البسطاء في حروب رهانات سياسية تكون عواقبها الموت الجماعي لهم .
ومن ظل يشعل الحروب تارة باسم الدين وتارة باسم محاربة التمرد واليوم بين القبائل العربية ان يتقو الله في الناس .. في ابناء شعبنا مسلميهم ومسيحييهم سودهم وبيضهم وملونيهم .. فالدين وكل القيم واضخة .
6 /
ابرتايد في الجامع وفي صفوف الصلاة في السودان
حكي لي احد اعمامنا انهم في السابق في بعض مناطق الجزيرة كانو يمنعون من الصلاة في في الصفوف الامامية ، ويدفعون الي الصفوف الخلفية لالوانهم وجلودهم واثنياتهم .. فاذا كان لونك اسود ليس لك حق الصلاة في المسجد الا في الصفوف الخلفية ، هذا في السودان ، والهجوم الذي ظل يتعرض له البعض ولا سيما من فرو بجلودهم ( الجنوبيين ) بعبارات عبد .. و (قرقور ) وغيرها .
وفي مصر وهي من احد اكثر الدول العربية احتراما للانسان السوداني مقارنة ببقية الدول العربية ، الا ان السوداني أي انسان سوداني من حلفا الي نمولي ومن طوكر الي الجنينة يقال له يا (سمارة ) في مصر المؤمنة من عامة الشعب ، وكان صديقنا واستاذنا محمد علي وهو شخص اقمنا معا وكان يصلي صلواته الخمس في البيت ، والسبب انه تلقي اهانات عنصرية ولونية مرارا في المسجد ، وشخصي يوما صليت بالناس في مسجد بالقاهرة وعندما سهوت في الصلاة رأيت احد المصلين اعاد صلاته . . وذات صباح باكر وانا في وسط البلد في التحرير لبيع متاع رايت من اردت الاستفتاح تردد جدا ليبيع لي وتشاءم اي والله .. اشتريت منه ولم يطب نفسا بما شريته .. لان العرب كانو يتشاءمون بالغراب الاسود .. لكنني لم افهم معني تشاءم المصري بانسان اسود وسوداني ( سمارة ) هو شخصي !! .
وكثيرا ما اسمع واري العنصرية في السودان وغير السودان حتي بداخل المسجد .. الذي كان اول من اذن فيه هو سيدنا بلال الحبشي .. وقد وجد اساءة بالغة من مشركي مكة وقال احدهم اما وجد غير هذا الغراب الاسود مؤذنا .. وقال الآخر الحمد لله الذي قبض أبي حتي لا يري هذا اليوم ..
والدين واضح جدا .. جدا في احتقار .. وذلة وهوان من يتفاخر بلونه وجلده ..
فعن جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، خطب في خُطبة الوداع، في أوسط أيام التشرق، فقال
يا أيها الناس: إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى
ابي هريرة
"إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي وفاجر شقي، والناس بنو آدم وآدم من تراب، لينتهين أقوام فخرهم برجال، أو ليكونن أهون عند الله من عدتهم من الجعلان، التي تدفع بأنفها النتن
7 /
في الحلقة السابقة من سلسلة المقال قلت ان الدين يمكن ان يكون فعلا أفيونا قاتلا للشعوب كما قيل عن كارل ماركس ، وسيسمم كل شيئ اذا استخدم استخداما سيئا ، وافرغ من مضمونه او أسئ لفهم جوهرة .. او استخدمه الاشرار لاغراضهم .
واشرت الي مناظرة حدثت في كندا بين متدين ومدافع عن الاديان السيد توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الاسبق ، وهو من لعب أدوارا وعالمية بارزة ، فقد كان السيد بلير الممثل الرسمي للرباعية الدولية لسلام في الشرق الاوسط ( الامم المتحدة ، والولايات المتحدة الامريكية ، وروسيا ، والاتحاد الاروبي ) . وقد قاد محاولة جادة جدا للوصول لسلام نهائي في المنطقة .
والمناظر توني بلير الذي كان يدافع عن الديانات واهمية التدين في المناظرة ، بعد انصرافه من رئاسة الوزارة في بريطانيا تحول الي الكاثلوليكية واسس مؤسسة توني بلير للايمان ، وذلك في محاولة عالمية منه لبث الاحترام بالديانات الكبري العالمية .
اما مناظره كريستوفر هيتشنز الامريكي الملحد الذي يري الدين افيون الشعوب والمتسبب في الازمات التي يعيشها العالم ، وكريستوفر هيتشنز صحافي ومؤلف لعدة كتب ، وله مقالات مثيرة يضجر منها الكثيرون يوجهه لمن يهتم بالشئون الدولية . وله عدد من الكتب الاكثر مبيعا ابرزها ( الرب ليس عظيم كيف سمم الدين كل شيئ ؟ !! ) .
ويري الدين شرا ، و ملحد ينكر وجود الله و نحي منحي الدهريين من العرب الذين يقول الله عنهم في القرآن ( وقالو ان هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر ) .
8 /
كنت في الحلقة الماضية بصدد استعراض كتاب قراتها في هذا الجانب لوزيرة الخارجية في إدارة بيل كلينتون مادلين اولبرايت تحت عنوان ( الجبروت والجبار ) .
THE MIGHTY AND ALMIGHTY
وهي تأملات للوزيرة اولبرايت في السطة ، والدين ، والشئون الدولية .
ورغم ان السيدة مادلين اولبرايت ليست مسلمة ولا عالمة بالاسلام ، ولم تزعم يوما انها عالمة بالاسلام ، الا انها افاضت في الكتاب جدا واثراها بمواقف ابان عملها وزيرة للخارجية لامريكا ، ورغم اختلافي معها في القاء القول علي عواهنه ، وتذهب وكانها تحاكم الاسلام بتصرفات افراد مسلمين ، وذهبت في رواية بعض الاحداث وكانها حملت الاسلام افعال وتصرفات معزولة لافراد جهلة وسطحيين من المسلمين ، كقصة لفتاة لبنانية مسيحية تدعي ( ماري ) اصيبت اثناء الحرب الاهلية من شاب مسلم لبناني .
ذهبت فيها الوزيرة اولبرايت ضمنا بتحميل الاسلام فعل الشاب اللبناني .. فهل تحمل الدين المسيحي تصرفات وفظائع جوزيف كوني في شمال يوغندا ؟ !! .
ولست معنيا ايضا عن حروب الولايات المتحدة الامريكية التي خاضها في مختلف بلدان العالم ، قديما وحديثا .. حروب وصفتها وكيفتها الوزيرة اولبرايت بانها حروب امريكا العادلة .
9 /
الا انها أي كتاب ( الجبروت والجبار ) كتاب رائع عن العلاقة بين السلطة والمعتقد ( الدين والشئون الدولية ) والتعايش والتسامح والتصافي وكل ما ناضل من أجل ارسائها ( نلسون مانديلا ) من قيم ومبادئ رفيعة .. وقد قدمت السيدة اولبرايت للكتاب بحدث ديني سياسي شبيه لقصة رحيل الايقونة ( نلسون مانديلا ) بيت القصيد في سلسلة مقالاتنا .. وهي ( تابين وزير الخارجية البريطاني روبن كوك ) ، تحكي فيها انها كانت من ضمن من انضمت الي معاشر المصلين علي راحة روح نظيره البريطاني ابان توليها حقيبة الخارجية في امريكا .. الوزير روبن كوك الذي استقال من منصبه لانه كان معارضا لشن الحرب علي العراق .
وتلفت اولبرايت النظر الي ان روبن كوك لم يظهر الايمان بالله سبحانه وتعالي لانه كان ( ملحدا ) ، الا انه لم يعارض تابينه في كنيسة .
وذكرت ان اكثر من 850 شخصا من مختلف بلدان العالم حضرو القداس .
وذكرت ان توني بلير تلي قسما من انجيل لوقا ..
وتلت عقيلة المأبن روبن كوك السيدة ( غاينور ) مقطعا من سفر ميخا يتنبا باليوم المنتظر عندما تجتمع الامم " فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل " .
واشارت الي ان روبن كوك ضحي بمنصبه كوزير للخارجية في حكومة بلير ، وكزعيم قادم لحزب العمال البريطاني ، لرفضه الحرب علي العراق ، لان رفض الحرب عنده كان مبدأ ، وما زال اغلب العالم الرافض ينظر اليها بمنظوره ، وكذلك آراءه ونظرته الثاقبة جدا في ما سمي بالحرب علي الارهاب ، وقد طرد بلير ولوردات الحرب النائب جورج قلوي من الحزب والوزيرة كلير شورت لذات الموقف من الحرب .
10 /
وليس المجال مجال سرد ما حدث الا ان المهم ان للسيد روبن كوك آراءه القيمة جدا في قضايا الارهاب .. والحرب علي العراق .. وله نظرة ثاقبة .. يقودنا الي مشكلة الفهم الخاطئ للدين من قبل من اطلق عليهم الارهابيين بزعامة أسامة بن لادن والظواهري وغيرهم من زعامات تنظيم القاعدة من جانب ، ومن ديك تشيني وجورج بوش ودونالد رامس فيلد وكوندليزا رايس وبول ولفي ودز وغيرهم ممن يطلقون عليهم المحافظين الجدد من جانب آخر .. وتشدد كل في مواقفه وضخم كل خصمه وانعدم الحوار فكان ما حدث ويحدث من تخبط وازمات بين الخصمين .
وعلي تابين ( روبن كوك ) فقس موت القادة والعظماء في كل العالم ، وابرزهم علي الاطلاق حتي الآن نلسون مانديلا الذي كان جنازته اكبر جنازة في التاريخ قديما وحديثا ، وحضر تأبينه أكثر من مائة رئيس دولة ، ورئيس وزراء من كل انحاء العالم ، وكان للجنرال بكري حسن صالح حضورعرضها الشاشات في التابين المهم ممثلا للسودان .
وكنت اري كيف تلي في التابين آيات من القرآن العظيم ، ومن الكتاب المقدس، ومن التوراة ، ومن .. ومن غيرها من الديانات السماوية والوضعية ؟!! .
11 /
وقد ابانت السيدة مادلين اولبرايت في الكتاب كيف تقاتلت اروبا وتوحدت بعد ذلك في ما سمي بالصراع بين الامبراطورية والبابوية ، وعرجت الي قصص واقعية عن الحروب التي خيضت باسم الدين في مختلف انحاء العالم ؟ .
وذكرت قصص مؤثرة جدا ومبكية عن فظائع الحروب التي خيضت باسم الدين كالصراع علي مدينة القدس قديما ، والسعي للسيطرة عليها بين المسلمين والمسيحيين واليهود ومئات الآلآف الذين دقت أعناقهم في تلك الحروب من اتباع الديانات الثلاثة .. وفظائع جيش الرب اليوغندي وقسوة قائدها مجرم الحرب جوزيف كوني ، واوردت قصص مروعة عن قتله من دون رحمة للجميع اطفالا ورجالا ونساءا ، الا من كتب الله له النجاة باعجوبة كقصة لطفل نجا من القتل بعد ان احتضنه امه وفداها بروححها من الاختطاف والتجنيد القسري من المجرم جوزيف كوني ، وهو منطلق من عقيدة فاسدة و انه يسعي لتغيير النظام في كمبالا ، ويرسي حكومة علي هدي من الوصايا العشرة ، وانه يخوض بالتالي حرب مقدسة ، واستهدف الجميع بمن فيهم عمال الاغاثة ..وكيف صار يختطف الاطفال ويستخدمهم جنودا في صفوفه ؟ .
12 /
قصة مؤثرة لمسلم يقتل مسيحي أعزل متوهما انه مجاهد .
أوردت معالي الوزيرة مادلين أولبرايت في كتاب ( الجبروت والجبار ) قصة أثرت في شخصي جدا حدثت في لبنان المتناحرة ، والمنقسمة انقساما شديدا علي نفسها وكل حتي اليوم يريد اقصاء ألآخر .. وكل يريد حكم البلاد بالسيارات المفخخة .. وكل يشتم ويسب ألآخر .. ولكل سلاححه .. وفشلو في الوحدة الوطنية رغم صغر حجم لبنان كدويلة .
تقص اولبرايت وبعد ان فرغت في سرد ما لعبه البابا البروفيسر يوحنا بولس الثاني في بولندا .. وافصحت عن الدور الواسع النطاق الذي لعبه الدين المسيحي وقيمه في بولندا ، وكيف استطاع البابا يوحنا ان يعيد جسور الثقة والعلاقة بين شرق اروبا وغربها .. وكيف حث بني شعبه البولنديين والاروبيين علي عدم الخوف ، وحثهم وحفزهم علي ركوب الاهوال والمخاطر من اجل الحرية .. وقام بزيارات وبث من خلالها الروح التي حررت بولندا واسقطت جدار برلين ، ووحد الالمانتين الشرقية والغربية ، واعاد توحيد اروبا وغيرت وجه العالم .
وبعدها تواصل الوزيرة اولبرايت في سردها لحدث وقعت في الحرب الاهلي اللباني .. اللبناني .. ويروي عن سفير الحرية الدينية المتجول في وزارة الخارجية الامريكية ابان توليها الوزارة ( بوب سيبل ) وهي قصة رائعة عن تغلب علي الكراهية بالتسامح .
تسرد ان ( بوب سبيل ) يروي انه واثناء عمله كرئيس ل ( وورلد فيشن ) الهيئة المسيحية للاغاثة والتنمية في ثمانينيات القرن الماضي وكان لبنان وقتها مسرحا لحرب اهلية مدمرة ومتعددة الاطراف ، وكانت ( ماري ) فتاة تعيش في قرية معظم سكانها مسيحيين ، وهربو جميعا من جهنم الحرب حينما هاجمتها مليشيات مسلمة .
تعثرت ماري بجذر شجرة فسقطت علي وجهها ، وفيما كانت ناهضة علي ركبتيها ، وضع شاب لا يزيد عمره علي العشرين عاما فوهة المسدس علي صدغها وامرها قائلا " تبرئي من الصليب والا قتلتك " . لم تجزع ماري وأجابت " لقد ولدت مسيحية وساموت مسيحية " انطلق المسدس فاخترقت رصاصة عنق ماري وعمودها الفقري ، وبدون رحمة حفر المسلح ( المسلم ) بحربته صليبا علي صدرها ثم تركها لتموت .
في اليوم التالي عادت قوات المليشيا المسلمة واعدت لاحتلال القرية ، وفيما كانو ينقلون الجثث وجدو ماري حية لكنها لا تقوي علي الحركة لانها مشلولة ، ونقل الي المستشفي من نفس رجال المليشيا .
دار حوار بين ماري التي شلت من الاصابة واصبحت طريحة الفراش .
ساله بانها امراة تعيش في ارض احتلت مرتين من الاسرائليين في الجنوب والسوريون .
كيف تشعرين حيال من اطلق عليك النار ؟
قالت ماري لقد سامحته " .
كيف يمكن ان تسامحيه يامري " .
لقد سامحته لان ربي سامحني .. هكذا اجابت ماري .
وكما اسلفنا فان السيدة مادلين اولبرايت رغم أنها لم تدعي انها عالمة دين اسلامي قد تناولت الامور بكثير من الحصافة لكنها أخطأت جدا حين حكمت علي الاسلام بافعال الاشخاص .. من قال لمادلين اولبرايت و للشاب المسلم ان الدين يامر بقتل غير المحاربين ؟ .
من قال لها وللشاب ان الاسلام يدخل عليه الناس بالاكراه .. يا اسلمت يا فتاة والا اقتلك ؟!! .
وقصت قصة مؤثرة من فظائع جيش الرب في يوغندا ، قصة حزينة وملمة عن تلك الفظائع .
وكان عليها كمسيحية ان تقيس افعال جوزيف كوني المسيحي التنكب للسراط المعزولة بافعال المسلم المعزول والجاهل بالدين
13
اوردت الوزيرة اولبرايت في الكتاب انماذج للحروب الدينية التي اندلعت بين ارباب الديانات الثلاثة المسلمين والمسيحيين واليهود في السيطرة علي القدس الشريف ومئات ألآف الذين ماتو وكيف قتل المسيحيين كل يهودي وجودوه وقتذاك .
وبينت ان ثلث سكان اروبا القديمة قضو في حروب دينية بين اتباع الوحد ( الدين المسيحي ) انفسهم بين ( البروتستانت والكاثوليك ) .
وتناولت الوزيرة اولبرايت في الكتاب بالشرح هل لامريكا ، كما يزعم بوش الصغير رسالة خاصة مستمدة من الله ، لنشر الحرية والديموقراطية في العالم ؟ .
وأجاب فيها علي مدي تأثير ( الحق المسيحي ) علي السياسة الخارجية الامريكية ؟ .
وعن المعتقد والدبلوماسية ، وحق الله والحرية والبلد ، وعن امم الهلال ، والصليب والنجمة من اتباع الديانات الابراهيمية الثلاثة الاسلام والمسيحية واليهودية .
وأجابت علي كيف كان ينبغي لامريكا والغرب عموما ان يتعاملا مع التطرف الاسلامي العنيف ؟ .
وتقول الوزيرة مادلين اولبرايت ان السياسيون سعو تقليديا الي التقليل من اهمية المعتقدات الدينية في الشئون الدولية .. وتري ان فهم مكانة الدين وقوته ومعرفة افضل السبل للاستجابة لها ضرورية ، اذا ارادت امريكا ان تقود العالم بنجاح . ولذلك تتفحص الدين والشئون الخاجية من خلال عدسة التاريخ الامريكي بالاضافة الي تجاربها الشخصية في الحكومة . ووجهت انتقادات لاذعة للسياسة الامريكية ، وادانت من يستغل الحماسة الدينية لغايات عنيفة .
وامتدحت الوزيرة اولبرايت في الكتاب القادة السياسيين والثاقفيين والروحيين الذين يسعون الي تسخير القيم الدينية من اجل الجمع بين الشعوب .
وفي تحد صارخ للحكمة السائدة في السياسة الامريكية التي فصلت الدين عن الدولة دستورا وممارسة .. تري السيدة مادلين اولبرايت ان الدين والسياسة ليسا متلازمين فحسب ، بل ان شراكتهما يمكن ان تكون قوة للعدل والسلام والتعايش في العالم ، اذا استخدمت في الشكل الصحيح .
مركزة علي الديانات الابراهيمية الثلاثة اليهودية والنصرانية والاسلام مؤكدة في ان الديانات الثلاثة مليئة بالسياسة .
14 /
الجبروت والجبار كتاب اظهرت فيها مادلين اولبرايت رغبة الولايات المتحدة العارمة في تقسيم السودان ، وتزيد من فرضية مقتل الدكتور قرنق بأيدي الامريكان .
ففي الفصل قبل ألأخير ( الفصل السابع عشر ) وتحت عنوان أفريقيا / تسابق علي الانفس .
تحدثت السيدة اولبرايت عن التنافس المحموم بين الاسلام والمسيحية في افريقيا ، مؤكدة انه لا يوجد مكان في العالم يظهر فيها الانبعاث الديني اكثر مما يظهر في افريقيا .
كاشفة عن الدعم الكنسي للافارقة المسيحيين ، من الكنائس والمنظمات الكنسية الاروبية .
مقابل دعم ومساندة سخية من المملكة العربية السودية وليبيا كاشفة عن التقدم الكبير للاسلام في الدول المسيحية تقليدا ( مثل زامبيا ورواندا واوغندا ) .
متنباة بان افريقيا ستتفوق علي اروبا في المسيحية خلال العشرين عاما القادمات متناولة النمو المزهل .
وركزت في الباب علي السودان كأكبر دولة في أفريقيا مساحة يوم كتبت الكتاب ، وفيها حرب بين المسلمين والمسيحين ، ونيجؤيا كأكبر دولة سكانا في أفريقيا وفيها ايضا توترات واحيانا تنشب حروب بين المسلمين والمسيحيين .
ذكرت انه في وقت كانت فيها حكومة البشير وحسن الترابي منكبين علي القتال باسم الدين والجهاد ، ودعم الارهاب ، كانت امريكا تخطط لتقسيم السودان وتشتيتها .
في الكتاب رغم انها فرغت في كتابتها في العام 2006 الا ان المستشف منها ومن مغزي ما يخص السودان ، رغبة الولايات المتحدة العارمة جدا في تقسيم السودان
لانها قالت ان مساحة السودان ربع مساحة الولايات المتحدة الامريكية وتحدثت عن الارهاب وعن تجاهل البشير للقاءها .. وتحذيرتها لهم في الكف عن دعم الارهاب .
وذكرت انها تشككت في نوايا البشير ومن حوله وخافت من تناول كوب الكركدي التي قدمت لها وقالت في نفسها ( الناس ديل ناوين يسمموني ) وبعد ان ارتشفت الكركدي ، حمدت الله انها لم تنقلب رأسا علي عقب من السم ، الا انها بينت انها لم تخرج من اجتماعها بالبشير مرضيا اكثر من المشروب المسموم .. لان توجيهها تحذيرا بعدم جعل السودان ملاذا آمنا للارهابيين .. ولم يجد التحذير آذىنا صاغية فقد تورط السلطات في الخرطوم في محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك في العام التالي من اللقاء مع الوزيرة اولبرايت ..
وبينت السيدة اولبرايت في الكتاب انها لم تتفاجا من الدكتور قرنق حينما اسمعها بما كان يحب ان تسمع منه بالضبط ، واصفة الدكتور جون قرنق بانه رجل له ذكاء القائد الحقيقي وحضوره ، وانه واسع الاطلاع في الشئون العسكرية والاقتصادية علي السواء .
مبينة ان هجمات الحادي عشر من سبتمبر هي من اخافت الخرطوم ودفعتها الي تحسين علاقتها مع واشنطن فجأة . وانها تعاون بشكل مثمر مع واشنطن في الارهاب ومع قرنق في السلام .
وحصرت عمل بن لادن في السودان علي انشاء طرقا سريعة تساعد الجيش السوداني في حربه ضد الانفصاليين في الجنوب .
اذ وصفت المقاتلين في الجنوب بالانفصاليين .
وبالتالي تزايد شكوك مقتل الدكتور قرنق بتدبير من المخابرات الغربية ليسهل التقسيم بوصفت الحركة الشعبية في الكتاب بالمقاتلين الانفصاليين وذكرت ان وجود بن لادن في السودان كان لبناء طرق سريعة لقتال الجنوبيين الانفصالين كما نصت .. وان الحكومة الاسلامية في الخرطوم كانت تسعي لجعل السودان طليعة اقليمية للثورة الاسلامية في الاقليم .
15 /
وتناولت اولبرايت اشهر الامثلة علي صنع السلام القائمة علي المعتقد اتفاقية ( كامب ديفيد ) بين مصر واسرائيل ، بين رجلين لهم قناعات دينية راسخة انور السادات ومناحيم بيقن ، وكيف استطاع الرئيس جيمي كارتر ان يفهمهما .
وذهبت الي انه ليس من الممكن ان يفصل ما يشعر به الناس ويؤمنون به في المجال الروحي عما سيقومون به كسياسة عامة . مؤكدة ان المعتقدات الدينية كلها متماثلة جدا في القيم كالتواضع والعدل والاحسان . و التعايش والتسامح وما يمكن ان يلعبه الديانات وقيمها من صلاح .
16 l
واختم القول بخلاصة ان فلسفة ديننا الاسلامي في المسلم وتعريفه لماهية المسلم الحق بل المؤمن بالله رب العالمين كما بينه النبي ( ص ) في قوله " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمؤمن من امنه الناس علي دماءهم واعراضهم " و مصيبة مصائب الدين الاسلامي ان المسلمين ولا سيما من اختزلوه في الشعائر والشعارات الزائفة والبراقة والمنمقة ، مع ان ديننا مثلا وقيما ( دينا قيما ) دين السلام .. دين المحبة .. دين رسوله ارسله الله رحمة للعالمين ، ومن يستخدمه للعنف ولغايات عنيفة ليحقق بها مكاسب رخيصة او ينتقم ويتشفي يكون معتديا و ( الله لا يحب المعتدين ) ، ومن يستخدمه للمتاجرات والمراهنات الرخيصة ، والكذب والكذاب والمخادع المنافق لا دين له والمضلل ومن يعد ثم يخلف دينه مطعون فيه ويكون في الدرك الاسفل من النار .
الدين وشعائرها من صلاة وصيام وحج رغم انها اركانها واسسبينيانها الا انها مسائل شخصية .
اما قيمها من العدل .. والسلام .. و الحرية والصدق والامانة والوفاء بالعهد وانجاز الوعد والسماحة والتسامح .. نبذ العنصرية والكراهية والحقد والضغينة والتجسس والتخسس وخيانة الامانة والظلم والعدوان وغيرها من القيم العالمية هي الاصل ( دينا قيما ) ، وهي قيم يشترك فيها كل الديانات .
اما من كفروني من الناس حين اطلقت عبارة ( النبي ) علي الايقونة نلسون مانديلا وطالبوني بالتوبة فانني اقول لكم شكرا لكم علي التوجيه الجميل والنصيحة الغالية ، واستغفر الله العظيم من كل ذنب واتوب اليه .. استغفر الله العظيم من كل ذنب واتوب اليه .. استغفر الله العظيم من كل ذنب واتوب اليه .
الا انني والله لم اجد ما يجعلني مذنبا حين اطلقت عبارة ( النبي ) مجازا علي نلسون مانديلا رغم انني اكدت مرارا وتكرارا انني مؤمن ومتيقين عين اليقين وعلم اليقين وحق اليقين ان سيدنا ونبينا محمد ( ص) هو النبي الخاتم للانبياء والمرسلين ولا نبي بعده أبدا .. ومن له علم من الكتاب والسنة والقياس والاجماع وغيرها من مصادر تشريع ديننا فليخرجه لي .. عليه ان يثبت لي ذنبي بالدليل والبرهان علي اطلاق لفظ النبي علي نلسون مانديلا مجازا .
اما التوبة والاستغفار فهي عبادة وامر الله لنا .. (( فقلت استغفرو ربكم انه كان غفارا ، وقد كان النبي ( ص ) المعصوم من الله يستغفر الله ويتوب اليه في اليوم اكثر من سبعين مرة . وفي رواية اكثر من مائة مرة .
وهو من كان يستغفر الله ويتوب اليه فياليوم مائة مرة لما علم من ذنب وما لم يعلم رغم عصمته من الله ... ونحن قومه اولي بالاستغفار والتوبة ..لاننا نرتكب كبائر الآثام والفواحش واللمم بلا حدود والله يغفر الذنوب جميعا ، ولسنا معصومين مثله ( ص ) ، بل الله تعهد علي لسان المصوم ( ص ) في الحديث اذا لم نذنب ونستغفر ، سيغرنا الله بناس آخرين يذنبون ويستغفرون الله فيغفر لهم .
كما في قوله صلي اللع عليه وسلم في الحديث الذي رواه الامام مسلم في صحيحه عن ابيهريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده لو لم تذنبو وتستغفرو لذهب الله بكم ، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله ، فيغفر لهم ) .
اضافة الي حديث فرح الله بتوبة عبده الشديد . . وغيرها مما لاحصر له عن اهمية التوبة والاستغفار دوما وفوائدها الجمة .
واقول مجددا اللهم اني استفغرك واتوب اليك لما علمت وما لم اعلم من ذنب يا الله .. استغفر الله العظيم من كل ذنب واتوب اليه .. اللهم اغفر لي جدي وهذلي وكل ذلك عندي .. اما الغسل فقد اوجبه الرسول ص علي امته كل يوم الجمعة تنزيها ( غسل الجمعة واجب علي كل مسلم ) .. وشخصي اغتسل كل يوم جمعة قبل الصلاة امتثالا لامره ( ص ) .. فالجمعة الي الجمعة ورمضان الي رم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.