* سهل جداً على القارئ المتمرس أن يعرف ما بين السطور بالنسبة للعملاء الصغار الذين يجندهم حزب البشير لملاحقة المواقع الالكترونية.. ويمليهم ماذا يكتبون..! ففي أيام المظاهرات أو عند الملمات والكوارث التي تصنعها الحكومة ينشط هؤلاء بكلمات محددة متشابهة؛ ولا يستطيعون الدفاع عن سلطتهم بأسلوب وجيه أو منطقي؛ إنما يمارسون نوعاً من الإلتواء في تعليقاتهم على المعارضين.. وكما هو متكرر ومعروف فإنهم يبثون التطمينات الجوفاء.. مثلاً إذا كتب أحد النشطاء على ال(فيس بوك) عن جماهير تغلق شارع وتهتف ضد النظام، ينبري أحدهم لكتابة بوست كالآتي: (أنا الآن في الشارع الفلاني والله على ما أقول شهيد.. لا توجد أيّة مظاهرات والحياة تسير طبيعية.. وربنا يولي من يصلح)..! * الجملة الحيادية البليدة (ربنا يولي من يصلح) صارت ماركة مسجلة لهؤلاء (المحرشين) الذين لا يستطيعون مواجهة شريفة أو حتى غير شريفة مع خصومهم..! أما موضة هذه الأيام فيمكن اكتشافها بلا عبقرية من خلال تعليقات (الصِّير الحكومي) على المواقع الالكترونية؛ فهم نوع من الدجاج لا يستطيع (البيض) إلاّ ب(مسهِّل) للخداع.. فإذا وجدت معلقاً ينتقد أحد الكتاب المعارضين لسلطة السفاح ويختم انتقاده ب(أنه يكره الحكومة أكثر من المعارض) فاعلم أنه يفطر ويتغدى مع (الديكة..!).. يتلقى تعليماته من هلافيت الأمن وهو داخل مركز مخصص للكذب مثل (مركز الخرطوم للإعلام الالكتروني).. ذلك المركز المتوسط لمجموعة من الدور الصحفية..!! * الأدهى أن صحفيين (اسماء) لهم ارتباطات بمتابعة ما يكتب على (الراكوبة) أو أي موقع آخر؛ ويقدمون المساعدة نظير (3 آلاف جنيه شهرياً) تنقص أو تزيد.. يستلمونها من الرقيب الصحفي الأمني أو من وكالة ال((smc لا يوجد فرق..! كل ذلك من أجل تثبيت شجرة الإنقاذ الفاسدة.. وإذا فكّر هؤلاء في فعلهم لما وجدوا اختلافاً بينهم وبين قتلة (شهداء سبتمبر)..! خروج: * من يرتضي العيش في السودان لا فكاك له من الهزيمة إذا كان بلا عتاد... فإما تستسلم وإما تصادق الحيطان إلتصاقاً حميماً مع الهروب.. فإذا تصديت لوحشٍ يترصدك أو فتحت للموت صدرك لست بخاسرٍ.. الخسارة الرهيبة هي أن تصاب بالصدمة أو الإحباط.. ولعل أنجع السبل لتحقيق مأرب الكرامة عندنا (قوة عينك على الحق) حين تنفر خفيفاً إليه غير مبالِ بالأفعال وردودها..! وأعني بالإشارة هنا جموع النشطاء الذين اعتادوا على الصلابة في مواجهة دوامة التعسف والقهر التي تمارسها أجهزة نظام البشير ضدهم..! وما ترك الفكر الإجرامي ثغرة ينفذ منها لغرض إلاّ وتسلل...! إن المنهج (الإخواني) يتجدد على الدوام؛ متمثلاً في الخطط (والخطط البديلة) ضد الخصوم؛ ومتمثلاً في تقنين الإرهاب عبر القانون على طريقة السينما في فيلم طيور الظلام: (القانون زي ما بيحمي الحق بيحمي الباطل.. ونحن ناس لازم الباطل بتاعهم يكون قانوني)..!! أعوذ بالله