كتب تهنئة فحواها أنه يهنئ فلان بن فلان بمناسبة ثقة المسؤولين فيه وتعيينه وزيراً ، وقال في معرض ( تكسير التلج) أن فلان أهل لهذا المنصب ، وأن الوزارة سعت إليه ولم يسع إليها وتمني له التوفيق والسداد لخدمة البلاد والعباد . ونشر التهنئة في صفحة ملونة كاملة بصحيفة يومية ، بعد أن كتب ( شيك طاير) لمدير إعلاناتها . بعد يوم من نشر التهنئة ، قدل كاتبها ( وهو سادن بن سادن ) في ردهات الوزارة كما قدل الطاؤوس في جنينة الحيوانات قبل أن تمسحها الإنقاذ من الوجود . واستقبله وكيل الوزارة بالأحضان ، واستضافه علي حساب الوزارة شاي وحاجة باردة وفطور محمول من فندق فاخر . ثم ذهب معه الحجل بالرجل لمكتب الوزير ( الجديد لنج ) بعد أن أخطره بأن سعادته ألغي كل ارتباطاته من أجل استقباله . ودخل السادن للوزير ، واستمرت المجاملات الزائفة بينهما ردحاً من الزمن ، والوكيل يتمتم ( ما شاء الله ) ولم يخرج من مكتب ( وزير الهنا) إلا بعد أن تغدي معه ، علي حساب الحكومة ، علي وعد الزيارة مرة أخري في القريب العاجل . ولم ينس أن يضع بطاقته في يد الوزير ، الذي بادله البطاقة بأخري باللون الذهبي . بعد يوم واحد ، اتصل بالوزير ، واخترع مناسبة ( من راسو) وعزمه بصحبة المدام في فندق 5 نجوم ، وكتب ( شيك طاير) للفندق بعد أن أوهمهم بأن العزومة علي حساب مراسم القصر الجمهوري . ثم في اليوم التالي اتصل بالوزير ليطمئن علي أنه قضي ليلته بسلام ، متمنياً له طول العمر والزوغان من عين الحاسدين . وفي اليوم الخامس ، اتصل به الوزير شخصياً ، وطلب منه الحضور لمكتبه لأمر عاجل ، وعرف فيما بعد أن هذا الأمر العاجل هو قرض أجنبي ( بالدولار) لصالح مشروع يخص الوزارة ، خصص له شخصياً بسبب ثقة الوزير فيه . وفي اليوم السادس استلم 30% من مقدم العقد الدولاري ، ولم ينس حافز الوكيل ورشوة الوزير . وفي اليوم السابع استلم ما تبقي من العقد دون أن يشتري لوري ( رملة) لصالح المشروع التنموي المزعوم . وفي اليوم السبعين ، إنتهي من بناء برج الأحلام ، أبو سبعين طابقاً ، وافتتح علي يد الوزير شخصياً ، بعد أن أهدي له السادن مفتاح شقة لزوم ما يلزم . وفي اليوم رقم ( 100) ، هاتفه الوزير شخصياً كيما يحضر لمكتبه علي جناح السرعة لأمر عاجل ، وحتي كتابة هذه السطور لم نعرف ما هو الأمر العاجل ، يا حمام يا زاجل.