كمال كرار لأن الولاء قبل الكفاءة نطّ أحمد إلي كرسي المدير العام في شركة حكومية بناء علي قرار أصدره حاج أحمد ، بناء علي توصية من الشيخ أحمد سبقتها تزكية من الشيخة أم أحمد . في نوتة صغيرة علي سطح مكتبه الزجاجي رتب المدير العام الجديد أولوياته العاجلة التي بدأت بتغيير شكل المكتب ، وانتهت بشراء عربة كامري موديل السنة دي . أما اهتماماته اليومية ، فكانت استقبال وفود المهنئين ، والضيافة علي حساب المكتب ، ثم إرسال العربة بسائقها للبيت من أجل التسوق وترحيل الأولاد وأمهم ( القديمة) إلي حيث يشاءون ، ثم إرسال العربة الأخري للزوجة الجديدة لزوم الفسحة وقتل الملل والتبضع وما شابه ذلك . ثم تأتي بعد ذلك التوجيهات الهامة حول الفطور وتوابعه ، وشيك النثرية الحكومية اليومية الذي يوضع في الجيب ، ثم الوقود من المحطة الرسمية لزوم مشاوير الليل ، أما المكالمات العالمية لمتابعة الشؤون الشخصية فهي في الفواصل ما بين التوجيهات وعلي نفقة المؤسسة العامة ، وينتهي يوم العمل وسعادة المدير السادن لم يفتح ورقة واحدة لمتابعة ما يجري في أروقة إمبراطوريته ، ولم يكتب تقريراً واحداً لأي مسؤول آخر ، ولم يدفع حتي ( حق) غسيل العربية ، الذي يدفعه المدير المالي من بند التسيير خوفاً علي منصبه أما حينما يزوره الوزير مرة كل عام ، فإنه يفرش الموكيت الأحمر عند مدخل المؤسسة ، وعلي جانبيه يقف العاملون إنتباه ، ثم يستقبل الوزير وحاشيته بالأحضان ، ويقودهم إلي جناح المؤتمرات الفاخر ، حيث موائد الطعام والشراب الممتدة ، وبعدها الهدايا للوفد الزائر وظرف ( مدنكل ) يدسه المدير شخصياً في جيب الوزير ، عندها يهتف التنابلة سير سير يا وزير . وعند نهاية السنة ، تطبخ الميزانية بحسب توجيهات المدير ، وتتحول الخسائر بقدرة قادر لأرباح مؤكدة ، ينال بموجبها المدير ترقية استثنائية وحافزاً مالياً كبيراً ، وتنال حاشيته بعضاً من المال العام حتي لا يكثر الكلام . أما الأولويات القصوي عند نهاية العام فهي البديل النقدي ، ومعناه ثمن تذاكر السفر المفترض بالطائرة إلي الإسكيمو له ولزوجتيه والعيال ، يستلمه السادن بالنقد الاجنبي وليس بالجنيه السوداني . وتأتيه في مكانه حوافز إجتماعات مجالس الإدارة ، وحافز اللجان المتعددة التي تنعقد في غيابه ، ولا يتورع بعد هذا كله عن الاتصال بصديقه مدير البنك الإسلامي كيما يضعه في صف المال الخبيث ، من أجل تكملة برجه ( أبو كديس) وتأهيل مشروعه الزراعي في ( الكداريس) .