لصرخي الحسني بقلم : احمد الدراجي لقد كانت سيرة ومواقف أهل البيت "عليهم السلام" منبثقة من قِيم الإسلام ، ومبادئ الإنسانية ، فهم إسلام يمشي على الأرض ، ومُثُل عليا تتلألأ في سماء الإنسانية ، تغذَّوا من صدر رسول الإنسانية "صلى الله عليه واله وسلم "وربيبه علي بن أبي طالب "عليهم السلام" الذي شرَّع أنبل وأسمى مبادئ حقوق الإنسان في وصيته وعهده لمالك الأشتر : (..ولا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً ، تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ ؛ فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ : إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ ، وإِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ )، فالأئمة الأطهار لم يكونوا طائفيين ، ولا إنتهازيين ، ولم يذبحوا المبادئ بسكين المصالح الشخصية او الفئوية ، أو الإنتماءات الطائفية المقيتة ، كانوا الإنسانية بكل معانيها ومبادئها وقِيمها ، حتى مع ألد أعدائهم ، بل كانوا يقابلون الإساءة بالإحسان ، ولقد سجل الإمام السجاد "عليه السلام" أعظم درسا حينما جاءه مروان بن الحكم وهو من ألد أعداء أهل البيت، وأمَّن عنده بعض الأمانات بالإضافة إلى حرمه وزوجته عائشة ابنة الخليفة عثمان بن عفان ، ووافق أن يحفظ الأمانة والوديعة ويردَّها "بعد ذلك" على أكمل وجه ، هذه رشفة من رحيق أهل البيت الذي فاض على الوجود ، تعطينا دروسا عملية بليغة في بناء العلاقات وكيفية التعامل بين الناس ومد أواصر الإخوة ، فَمَن لم يجمعك معه الدين تجمعه معك الإنسانية التي تبلغ ثروة الكمال عندما تُحسن لمن قتل أباك وأخاك وأهلك وأبناء عمومتك ..،هكذا هم أهل البيت "عليهم السلام" وهكذا يجب أن نفهمهم ،ونُجسِّد سيرتهم في أقوالنا وأفعالنا ومواقفنا ، وبخلاف ذلك سنكون شينا عليهم لا زينا لهم ، وسنفقد إنسانيتنا ، ونعيش ثقافة الغاب ، ونفقد التعايش السلمي ، ويسود القتل كما نشاهده اليوم إذ صار القتل على الإسم على أيدي الطائفيين المتطفلين على الدين والمذهب ، بعد أن صارت الطائفية زادهم ومؤونتهم ، ولطالما حذر السيد الصرخي الحسني من الطائفية المقيتة وعبر من خلال أفعاله ومواقفه وبياناته رفضه واستنكاره لها ، وها هو اليوم يجدد تلك المواقف المشرفة المستوحاة من هدي القرآن وسيرة الأئمة "عليهم السلام" ويُبرز الصورة المشرقة لسيرتهم الوضاءة ، ويكشف عورة أدعياء الدين والتمذهب ، من خلال تسليط الضوء على حياة أهل البيت "عليهم السلام" مع أبناء الإسلام وعموم بني الإنسانية حيث قال سماحته : ((خلال البحث صار عندي الكثير من الموارد وهذا من الموارد أيضا المفروض يسجل عندكم ، لاحظوا الابن الخامس والسادس من؟ زيد ، ومن ؟ عمر ، هذا قاعدة عمر لماذا لم يُذبح ؟ الم يُذبح على الهوية في زمن الإمام "سلام الله عليه" ، هذا عمر ... نريد نحن من هذا المكان أن نتعلم كيف كانت الحياة في زمن أهل البيت ؟، وكم من العمريين ، العمري ، كان من أصحاب الإمام ، ومن رواة الأحاديث عن أهل البيت"سلام الله عليهم" كم منهم عثمان ؟، كم منهم كان يسمى بأبي بكر؟، كم منهم كان يسمى بيزيد ومعاوية ؟، فعلا تحصل مفاجئة عندما تجد الكم الهائل من هذه الأسماء التي كانت تسمى في زمن أهل البيت "سلام الله عليهم" ، و الآن وصلنا إلى يُقتل الشخص على الاسم ، وكما تعلمون يوجد من قُتل باسم عمر وهو من أتباع مذهب أهل البيت "سلام الله عليهم" وقتل باسم حمزة أو علي وهو من أتباع أهل السنة ))، جاء هذا خلال المحاضرة السابعة التي ألقاها سماحته في باحة المرجعية /كربلاء ضمن سلسلة محاضرات "تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي"، http://youtu.be/utOvwJiX2ys