مدهش كان ذاك الصباح ، كانت المدينة على موعد مع زيارة الحاكم ، لم تكن تعيره أدنى إهتمام ، لأنه كسابقيه من الولاة ، إن لم يكن أسوأهم على الإطلاق ، يقولون عنه هنا وهناك ، انه حتى قبيل تسلمه أمر الولاية بخمس سنين ، لم يكن يملك مبلغ خمسة مليون ، والآن يملك المليارات ، أي من أثرياء البلاد الذين تلاعبوا بالمال العام . كانوا يعلمون أنه يأتي ليكيل لهم الوعود الفارغة ، قال بعضهم عنه انه أكذب من يمشي على أرض الولاية ، والولاية بطولها وعرضها تئن تحت المأساة ، إحدى مآسيها هو ، وسابقه ، وسابقهما ، وكلهم ، حتى راس الهرم ، قال لهم بهرام في مواجهة مشهودة (لماذا تكذبون وتصرون على الكذب) ، الغريبة أنهم يدّعون براءة الأطفال ويصرون على تسيير البلاد بعقلية الأطفال . لم تخرج المدينة ، ولم يخرج رجل عاقل واحد ، كانوا (شوية) مجانين وسكارى كل منهم يريد محادثة الحاكم في شأن خاص ، ولكن دائما كان يحول بين قدسيته ، وإقدامهم غير الطبيعي كلاب راسته . كانوا (شوية) صبية مدارس ، دفع بهم معلميهم إلى ساحة الإستقبال ، وإعتصموا بمدارسهم في إنتظار مجيئهم المغبر . كانوا (شوية) مرتزقة ومأجورين ، لا يعصون للحاكم أمراً ، ويفعلون ما يؤمرون ، ليس حبا في سعادته ، ولكن خوفا من تجسس وتحسس بعضهم على بعض ، وقطع الأرزاق ، يقولون أنهم حفظوا وآمنوا ب(وفي السماء رزقكم وما توعدون) ، ولكنهم يخافون . لم تهتم المدينة ، ولم يخرج أهلها ، كانوا يعتصمون ببيوتهم يمارسون العصيان النبيل ، والتمرد غيرالمسلح . سبقه متحدث ، هائج ومائج ومائع ، بأمر أبتر او أقطع ، لم يكن ذي بال ، وحينما قدّم سعادته ، وصعد المنبر ، وعد بسحق التمرد ، والتنمية ، والإعمار ، كسابقيه ، لم يهلل أو يكبر له أحد ، حاول أحدهم دعمه بهتاف شوارعي وقح ، لم ولن يخطر ببالك على الإطلاق ، كان نشازا ، تبدد ،ردده صاحبه ولم يردده أحد (الحاكم الجامد جامد) !!! (الحاكم الجامد جامد) . !! مدهش ذاك الصباح ، أدار السائق المحرك ، وضغط على الزر ، فكان التفجير والعذاب والإرهاب أفجر قلبي بيك أرتاح من عذابي يقولوا علي إرهابي بعدها غبتُ عن الوعي ، لم أتبين ملامح المدينة ، ولم أتذكر أكاذيب الحاكم ، لم أرى أمامي الكلاب ، السكارى ، الصبية ، المرتزقة ، و ..... ولم أستمع متبقي كلمات الأغنية ، من ذاك ال mb3 ، المنصوب أمامي ، لأتساءل هل فعلا ََ مدهش ذاك الصباح ، ام ان الحكومة (دايرة كده) . !!