أثبت الهلال انه فريق يملك شخصية البطل وقادر على التعامل مع منافسيه في كل الظروف ومع اسواء الحكام.. أكد الهلال قولاً لا فعلاً انه سيد البلد.. وحامي محاها ورمز نضالها الكروي الشريف.. وأكد باقدام لاعبيه ومهاراتهم وروحهم القتالية وحنكة وصبر مدربهم التونسي نصر الدين النابي انه قادم بقوة لبسط هيبته وسطوته على سماء افريقيا، وتكرار ما فعله في مواسم 2007، و2008 و2009 و2012 عندما دوخ افريقيا من ادناها لاقصاها، وكل المؤشرات تؤكد ان الهلال سيكون هو الحصان الأسود لدوري أبطال أفريقيا هذا الموسم وهو الفريق الافضل بجانب الترجي التونسي مع كامل احترامنا للأهلي المصري الذي اصبح شيخاً وغير قادر على مقارعة فريقاً شباباً من العيار الترجي او الهلال. واصل الهلال بأمس نتائجه المشرفة وكسب رهان كل من يراهن عليه، واصبح على كل لسان بعد ان فرض التعادل على ليوبارد الكنغولي الذي استعمل كل خبث كرة القدم ولكنه لم يخرج من المباراة الا بتعادل سيكون وباله عليه في ام ردمان ولن يكون مصيره بافضل من مصير الملعب المالي الذي لم يجد شيئاً غير البكاء على هدف ملغي اصبح من الماضي بالنسبة للهلال. في الكنغو امس اثبت الهلال انه فريق يملك عزيمة لا تعرف الهزيمة والاستسلام وافقد ليوبارد هدوئه وجعله يلعب في ملعبه وكأنه الضيف والهلال هو صاحب الدار، فظل يبحث عن التعادل بأي وسيلة بعد ان وضع كاريكا الهلال في المقدمة مستفيداً من تمريرة نزار ولو ارتفع كوليبالي لمستوى المباراة لما احتاج الحكم السنغالي لنزع حمرة الخجل من اجل مساعدة ليوبارد باحتساب مخالفات لليوبارد في اي احتكاك مع لاعبي الهلال ولكن الهلال القوى أكل بيده وشبع وقال للحكم قبل منافسه: انا الهلال رمز النضال. نعم وضع الهلال قدماً في مرحلة مجموعة دوري أبطال أفريقيا، هذا ليس تقليلاً من شأن ليوبارد وندرك ان التأهل سيحسم في لقاء الاياب ولكن عندما يكون الحديث عن فريق في قامة الهلال ما عليك الا ان تطلق العنان للواقع وليس الاحلام.. والتعادل بهدف لكل هو افضل نتائج الكرة، وحسابياً وضع الأزرق قدماً في المجموعات بينما اصبح ليوبارد في طريقه لدور الترضية بالكونفدرالية. تعامل التونسي نصر الدين النابي مع المباراة كما يشتهي ويريد واثبت انه مدرب يقرن القول بالعمل وحقق الهدف الذي كان يخطط له، حيث قال بعد مباراة هلال الفاشر انه يريد ان يبادر بتسجيل هدف في شباك ليوبارد، وقد نجح وكان بامكانه انه ينهي المباراة فائزاً لو كان الحكم عادلاً وفي كل الأحوال فان التعادل افضل الف مرة من الخسارة، وهذه نتيجة ترفع من قيمة النابي الذي لم يعرف طعم الخسارة مع الهلال حتى الآن. كان لاعبي الهلال كالعهد بهم نجوماً فوق العادة ورجال حوبة وحارة وهم يقاتلون من اجل ان يبقى الهلال كبير كما كان، ولكن لا بد من نمنح الحارس الابنوسي جمعة جيناور حقه من المديح والتمجيد والاشادة هو يواصل هواياته في صد ركلات الجزاء، فاذا كانت شباكه أهتزت بعد 8 مباريات رسمية فانه نجح في المحافظة على نتيجة التعادل كرد دين وجميل للنابي الذي منحه كل الثقة وجعله اساسياً في وجود العملاق المعز محجوب. الآن لا صوت يعلو فوق صوت الهلال.. صحيح ان الفريق قطع شوطا كبيراً نحو مرحلة المجموعات ولكن لا بد من الاستعداد للقاء الاياب الاحد المقبل وعلى الجمهور ان يدرك ان ليوبارد لن يستسلم وسيقاتل في الخرطوم، وفي الختام لا نملك الا ان نقول شكراً يا لاعبي هلال.. انتم نعم الرجال.!