اصطفت اليوم عشرات العربات أمام محطات وقود في جنوب السودان للتزود بحاجاتها في وقت تتناقص فيه إمدادات البترول في البلاد نتيجة تراجع احتياطات جوبا من الدولار بحيث لا تكفيها لتغطية كلفة الاستيراد لمدة ثلاثة أشهر، وكانت الدولة الوليدة قد أوقفت إنتاج نفطها قبل أسابيع على خلفية نزاع مستحكم مع السودان. وقالت وكالة رويترز إن الوقود نفد في أربع محطات في جوبا، في حين يقف السائقون في طوابير طويلة أمام المحطات القليلة التي لا يزال لديها كمية من الوقود، وأشار أحد العمال في إحدى المحطات إلى أنه لا يعرف متى ستصل لهذه الأخيرة إمدادات وقود جديدة بعدما نفدت الكميات المتوفرة لديها. وتخوض جوبا حربا ضد جارتها الشمالية بعدما سيطرت الثلاثاء الماضي على منطقة هيجليج الغنية بالنفط واشترطت مقابل سحب جنودها منها انسحاب الخرطوم من منطقة أبيي الغنية هي الأخرى بالبترول. ويشكل إنتاج النفط وعائداته العمود الفقري لاقتصاد جنوب السودان حيث يستحوذ على 98% من ميزانية الدولة، وهو المصدر الوحيد تقريبا للعملات الأجنبية في البلاد. وفي أعقاب سيطرة جنوب السودان على هيجليج، أعلن السودان أنه لن يتفاوض مع جوبا بشأن المشكلات العالقة بينهما ومن أبرزها النزاع حول رسوم عبور نفط جوبا عبر أراضي السودان. احتياطي العملات وتقول جوبا إن لديها من مخزون النفط ما يسد حاجتها لمدة طويلة، إلا أن انخفاض احتياطاتها من العملة الأميركية رفع بشدة كلفة الاستيراد مما أضر بالاقتصاد المحلي، وتشتري البلاد أغلب حاجاتها بما فيها المواد الغذائية الأساسية والوقود. وبفعل تراجع كمية الدولارات المتوفرة في جنوب السودان وفقدان العملة المحلية جزءا من قيمتها، يجاهد مسؤولو محطات الوقود لسداد مدفوعات لمورديهم الأجانب لاسيما كينيا وأوغندا، حيث لا تتوفر جنوب السودان على أي مصفاة للنفط. لكن وزير الإعلام في جنوب السودان برنابا ماريا بنجامين نفى أن يكون نقص إمدادات الوقود بالبلاد مرتبطا بأي نزيف في الاحتياطي من الدولار، قائلا إن الأمر يتعلق بالطلب الكبير وصعوبات في البنية التحتية. وأضاف بنجامين أن النقص في الإمدادات يحدث بين الفينة والأخرى، مضيفا أن إمدادات جديدة في طريقها إلى جنوب السودان. لكن مصدرا مصرفيا كشف أن البنك المركزي في جنوب السودان قلص بشكل كبير إمداده للبنوك التجارية بالدولارات في مسعى لوقف نزيف الاحتياطي المالي.