قطاع الألعاب و الرهانات على الانترنت بلغ نسبة 10% من مجموع ألعاب الحظ في أوروبا سنة 2009 يتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 14% حيث تحقق مافيا المراهنات كل عام مكاسب بمئات المليارات من الدولارات. ديلان هيل، صحفي تحقيقات كندي يستخلص من إحصائياته: عندما يتم شراء اللاعبين، يتراجع معدل الأخطاء بنسبة 20 في المئة. أما عندما يكون الحكم هو الفاسد، ترتفع النسبة إلى أكثر من 40 في المئة، كما أن ركلات الترجيح ليست بالضرورة طريق اللاعبين نحو إتمام الاتفاق مع المراهنين، والأهداف الخاطئة أو حالات الطرد ليست كذلك هي الأخرى. ويتابع: في المباريات النظيفة يزيد معدل التسجيل في ربع الساعة الأخير بينما في المباريات المشبوهة ينخفض معدل الأهداف بشدة في الدقائق العشرين الأخيرة، ويرتفع بشكل استثنائي في الدقائق العشر الأولى من الشوط الثاني. على مستوى آسيا، تستشري عمليات القمار والمراهنات التي تعد ثقافة آسيوية عادية بشكل كبير في الصين، لكن في الباطن فقط، حيث تحظر الدولة بشكل قاطع إقامة الكازينوهات ونوادي القمار فوق برها الرئيسي، باستثناء هونغ كونغ وماكاو. بدأت في الصين غير مسبوقة لتطهير قطاع كرة القدم، واعتقل أكثر من 22 شخصا على رأسهم نان يونغ رئيس الاتحاد الصيني لكرة القدم ونائبه يانغ يمينغ ثم جهان تيانشيان رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الصيني للعبة كما يوجد من بين المعتقلين رئيس فريق تشينغدو المملوك لنادي شيفيلد يونايتد الذي يلعب في القسم الثاني للبطولة الإنكليزية. يبلغ حجم سوق مراهنات آسيا ثلاثة اضعاف السوق في أوروبا حيث تقدر بما يناهز 450 مليار دولار، ومن أبرز المراهنات التي حدثت 2010: توقع مكتب مراهنات آسيوي بهزيمة غانا أمام البرازيل وبفارق هدفين على الأقل وانتهت المباراة بفوز البرازيل 3 الى صفر وقد كسب المكتب من خلال ذلك ملايين الدولارات. كما ادعى هيل أن ثلاث مباريات على الأقل في كأس العالم الأخيرة كانت مرتبة النتائج مسبقاً من جانب مقامرين آسيويين، والعاملون فيها يبحثون باستمرار عن فرص جديدة. أما بالنسبة لأوروبا، حسب هيل، لا تشهد المباريات المشبوهة ضربات جزاء أو بطاقات حمراء إلا نادرا، كما أن معدل الأهداف في الدقائق الأخيرة من المباريات النظيفة عادة ما يكون مرتفعا مقارنة بالمباريات الأخرى التي يتم فيها إحراز الأهداف عند انطلاق الشوط الأول أو في الدقائق العشر الأولى من الشوط الثاني وأفضل مثال على ذلك المباراة التي جمعت في مونديال 1982 بين ألمانيا والنمسا، التي اكتفى فيها المنتخب الألماني بهدف واحد ليمَكن النمسا من الصعود إلى الدور الثاني وذلك على حساب منتخب الجزائر الذي عاد إلى بلده خائبا بعد إقصائه من الدور الأول. وفي عام 2005 أعلن الاتحاد الألماني لكرة القدم أن الحكم روبرت هويزر حاول التلاعب في نتائج 7 مباريات في إطار أكبر فضيحة تعصف بكرة القدم الألمانية منذ أكثر من 30 عاما (تم التلاعب في نتائج 5 مباريات وفشل في التلاعب في نتائج مباراتين) لتتفجر أكبر فضيحة بكرة القدم الألمانية منذ عام 1971 التي شملت معاقبة 53 لاعبًا ومدربين اثنين وستة مسؤولين واثنين من الأندية، كما قال البرازيلي جواو هافيلانج الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إن بطولتي كأس العالم 1966 بإنجلترا و1974 بألمانيا شهدتا تلاعبا في نتائج المباريات لصالح أصحاب الأرض. من دراسة حديثة نشرت في مجلة «فورين أفيرز»، لدى وليم هيل مدير رهانات القمار البريطاني، عملاء على الشبكة في أكثر من 200 بلد كاشفاً عن بعض أساليب التلاعب، فمثلاً عندما يتعمّد فريق ضعيف خسارة مقابلة من المقابلات لا أحد ينتابه شك في النتيجة كما أن اللاعبين في هذه الفرق عادة ما يقبضون رواتب ضعيفة ومتواضعة، وبالنتيجة من السهل إغراؤهم بالمال. ويمكن أن يقال الأمر نفسه بالنسبة للمنافسات الدولية الكبرى حيث أن الفرق الأكثر عرضة لعملية الغش هذه هي منتخبات أمريكا اللاتينية، وإفريقيا وأوروبا الشرقية. والدليل على ما أقول هو أن المقابلات التي تعرضت إلى الغش خلال منافسات كاس العالم الذي استضافته المانيا عام 2006، هي مقابلات (غانا ضد البرازيل وإيطاليا)، و(الإيكوادور ضد بريطانيا)، و(أوكرانيا ضد إيطاليا). واعترف الحكم الشاب الألماني المخلوع روبرت هويزر أمام النيابة الألمانية العامة أنه حصل على مبلغ 67 ألف يورو وجهاز تلفاز مسطح مقابل موافقته على التلاعب في نتائج ثماني مباريات في الدرجة الثانية والدوري المحلي، محاكمته كشفت عن مراهنات بقيمة 2 مليون يورو في ألمانيا. وبحسب رئيس شرطة بوخوم يشتبه في أن تكون مائتي مباراة قد تم التلاعب بنتائجها، 32 منها أقيمت داخل ألمانيا ضمن منافسات دوري الدرجة الثانية فما فوق، في حين جرت الأخرى في كل من النمسا والبوسنة والمجر وسلوفينيا وكرواتيا وتركيا إلى جانب سويسرا وبلجيكا. هذا وتم الإعلان عن احتجاز 15 شخصا في ألمانيا و2 في سويسرا متهمين بدفع رشاوى للاعبين والمدربين والحكام من أجل التلاعب في نتائج المباريات وذلك لصالح أعمال المراهنة، ويعتقد المحققون الدوليون أن عمليات الغش والتلاعب وشراء ضمائر اللاعبين لامست حوالي 200 مباراة رياضية، ثلاث منها ضمن تصفيات أبطال أوربا، و12 مباراة ضمن تصفيات كأس أوربا، كما و تشتبه السلطات في نابولي أيضاً بوجود مخالفات تتعلق بغسيل الأموال في رهانات مباريات كرة القدم خلال عام 2010 عبر إحدى الوكالات الإنكليزية. وأطلقت الصحافة الإنكليزية على دييغو مارادونا لقب "خنزير الغش" بعد أن ضرب الكرة التي عدّت بيتر شيلتون أثناء مباراة الأرجنتين في ربع نهائي كأس العالم ضد إنكلترا (1986) وأصبح بُعبُعاً لجيل العار ألقى بظله على لحظة تألقه بعد خمسة دقائق، عندما أحرز أحد أفضل أهداف كأس العالم على الإطلاق. وأشارت تقارير صحفية سويسرية إلى تلقي لاعبين من نادي إف – سي تون FC Thun من أندية القسم الوطني الثاني مبالغ مالية تصل إلى 15.000 يورو مقابل سماحهم بخسارة ناديهم بأربعة أهداف خلال مقابلة له ضد فريق إيفردون، بالإضافة إلى أن نادي إف- سي غوسّاو قد تلقى رشاوي تبلغ 20.000 يورو للسماح بخسارة لقائه يوم 24 مايو 2009 ضد نادي لوكارنو على الأقل بهدفيْن نظيفين، وانتهت المقابلة بنتيجة أربعة أهداف مقابل لاشيء. وبلغت الأرباح التي حصلت عليها الجهات المراهنة 149.000 يورو.