أدى نواب برلمان جنوب السودان القسم السبت قبل يومين من بدء الدورة البرلمانية للبلد الجديد، في غياب رئيس الجمهورية سلفا كير ميارديت وعدد من النواب الذين لم يتسن لهم الحضور. ودعا رئيس البرلمان جيمس واني إيغا النواب للتعاون بغض النظر عن الخلفيات أو الانتماءات السياسية. وقال أمام المجلس التشريعي الوطني "أنتم مؤسسو أول برلمان تشهده جمهورية جنوب السودان.. وأدعوكم للتعاون فيما بينكم في هذا المجلس الموقر.. بغض النظر عن الخلفيات أياً كانت" واصفا وجود أحزاب سياسية مختلفة بأنه "رصيد" يحسب للبرلمان الجديد. وطبقا لمرسوم رئاسي صدر الاثنين يتألف البرلمان من 170 عضوا انتُخِبوا قبل الانفصال، و96 نائبا سابقا كانوا قد انتُخِبوا لبرلمان الخرطوم عن الدوائر الجنوبية، فضلا عن 66 من النواب المعينين الجدد. وأدى 279 نائبا اليمين السبت، بينهم رياك مشار (نائب الرئيس) من جملة 332 نائبا جنوبيا بين منتخب ومعين. وغاب سلفا كير عن مراسم أداء القسم، لكن وكالة الأنباء الفرنسية لم تذكر سببا لهذا الغياب مكتفية بالقول إن بعض النواب تغيبوا كذلك عن الجلسة الافتتاحية بعد أن تعذر عليهم الحضور. وقال رئيس المجلس "انتهينا من القول: هؤلاء جاؤوا من الخرطوم، وهؤلاء نواب جوبا وهؤلاء من المعينين.. نحن جميعا جنوبيون سودانيون في التحرير". ومن المقرر تشكيل الحكومة الجديدة بعد بدء البرلمان أعماله الاثنين، لتحل محل حكومة تصريف الأعمال القائمة الآن. غير أن زعيم المعارضة أونيوتي أديغوا، الذي يرأس جناح التغيير الديمقراطي المنبثق عن الحركة الشعبية لتحرير السودان الأم، انتقد بشدة حجم البرلمان الجديد مطالبا بتشكيل حكومة صغيرة الحجم. وقال إن الأموال التي تُنفق على 332 نائبا وخمسين عضوا في مجالس الولايات الإقليمية، والتي أشار إلى أنها تبلغ سبعة آلاف جنيها سودانيا (أي ما يعادل ألفي دولار أميركي) في الشهر لكل عضو علاوة على النفقات الأخرى، يمكن أن تذهب للإنفاق على الخدمات العامة الأكثر إلحاحاً. وكان جنوب السودان قد نال حكما ذاتيا واسعا عن حكومة الخرطوم بمقتضى اتفاق سلام 2005 الذي أنهى صراعا دام عقودا بين المتمردين الجنوبيين السابقين وحكومات الشمال. ومهد اتفاق السلام الشامل لإجراء استفتاء تقرير المصير في يناير/ كانون الثاني والذي صوتت فيه أغلبية ساحقة لصالح الانفصال عن الخرطوم، الأمر الذي أدى إلى إعلان قيام دولة جنوب السودان في التاسع من يوليو/ تموز الماضي والتي سرعان ما حظيت بالاعتراف الدولي.