وصف الشاعر الكبير الأستاذ فضيلي جماع السودان بأنه دولة عنصرية ذات تركيبة جهوية وقبلية ، لم تصل بعد الى مرحلة القومية . واتهم فضيلي في مقابلة مع (راديو دبنقا) ، الاعلام الرسمي بتجاهل الاثنيات والقوميات السودانية المتعددة ، وعدم إتاحة الفرصة لها لنشر ثقافاتها و لغاتها و تراثها. وأوضح ان الاعلام اصبح تبعا لذلك مسخرأ لخدمة شريحة صغيرة جدأ من حيث التركيب العددي في المجتمع السوداني ، وذكر ان هذه الشريحة الصغيرة أصبحت ثقافتها هي المسيطرة وتسمى تبعا لذلك بالثقافة السودانية ، وبالأدب وبالغناء السوداني . وأكد فضيلي جماع ان العنصرية التي يعنيها تنطلق من خلال تحكم المركز في وسائل الاعلام ، وبالتالي فرض ثقافته وعدم السماح للاطراف بأن تعبّر عن ثقافاتها ، أو ان تتكلم بلغاتها ، أو ان تتغني بغنائها . واكد انه وحتى وفي حال السماح للاطراف والثقافات الاخرى بالتعبير ، فإن ذلك يتم بتسميتها بالتراث ويتم وضعها في برامج معينة ، وفي أوقات ميتة. وردا على سؤال كيفية القضاء علي ثقافة العنصرية وممارستها في السودان ، أكد فضيلي جماع ان الحل يكمن في قيام دولة مدنية ديمقراطية تعترف بالكل و بتوجهاتهم الثقافية والسياسية والدينية . وقال ان ذلك لن يكون الا بذهاب النظام القائم في الخرطوم من السلطة