(حريات) في حملة منسقة ، إنطلقت أجهزة دعاية المؤتمر الوطني تصف التظاهرات الجماهيرية بالتخريب ، في محاولة للتخريب المعنوي وتبرير وحشية الأجهزة الأمنية و(رباطة) المؤتمر الوطني . وأجمع كل قادة المؤتمر الوطني والمتحدثين بإسمه على تكرار لازمة أساسية : ( نوافق على الاحتجاجات وفق القانون ، ولكننا ندين التخريب ) ! هذا رغم ان المؤتمر الوطني وطوال (23) عاماً من حكمه لم يوافق مطلقاً ولا مرة واحدة على أية تظاهرة معارضة ! وأوضح الناطق الرسمي بإسم الشرطة اللواء السر احمد ، الهدف الحقيقي من ترويج هذه الأكذوبة ، حيث أعلن عن صدور توجيهات من المدير العام لقوات الشرطة ب ( الحسم القوي والفوري) . وتؤكد عدة دلائل على أكذوبة ( التخريب) . أولها ان (رباطة) المؤتمر الوطني واجهوا تظاهرات طالبات وطلاب جامعة الخرطوم يومي السبت والأحد 16 و 17 يونيو ، قبل أي حديث أو وقائع عن التخريب ، بالقمع الوحشي ، وبإستخدام العصى والسواطير والسيوف ، مما أدى إلى إصابة العشرات من الطالبات والطلاب وإدخالهم إلى المستشفيات ! وثاني الدلائل ، أن أكذوبة ( التخريب) إرتبطت بالحديث عن (حرق) بص للولاية في (ابو حمامة) ! والحقيقة ان بصات الولاية حرقها فساد الإنقاذ قبل ان يحرقها أي تخريب ! فسبق وأوردت صحيفة (السوداني) ونقلت عنها (حريات) 21 اكتوبر 2011 تصريحاً لعبد اللطيف حسن في ندوة لشركة مواصلات ولاية الخرطوم بعنوان (قراءة أولية ونظرة مستقبلية للشركة) كشف فيه ان الشركة استجلبت بصات غير ملائمة تكلف ملايين الجنيهات ، فمن جملة 350 بصا كان هنالك (200) بص معطل داخل الورش. وأضاف ( كنت أتمنى لو تقوم الشركة بإعداد زيارة للصحفيين لورش الصيانة فالماركات التى استقدمتها الشركة كلها غير جيدة ابتداء من (اليوتونق) و(التاتا) و(المارسيدس) المستعملة والتى استجلبت من دبي والتى عملت ل(20) يوما فقط فى الخط وتوقفت، وأخرى توقفت بعد ساعات من عملها وتم سحبها من السوق وهي تقبع الآن بالورش وتفاوتت أسعارها بين (84) ألف دولار لبص (اليوتونق) و(72) الف دولار (للتاتا) و(22) الف دولار (للمرسيدس). إذن فالواضح أن جهاز الأمن أحرق واحداً من البصات المتعطلة بالفساد من أجل التخريب المعنوي وتبرير القمع . والإنقاذ بإستبدادها وفسادها وطفيليتها هي التي خربت السودان – خربت الإقتصاد والمشاريع الكبرى بإستنزاف موارد البلاد في الصرف السياسي والأمني والدعائي وفي الفساد ، وخربت الخدمة العامة والخدمة المدنية والقضاء والقوات النظامية بسياسات ( التمكين) والتشريد المسمى الصالح العام ، وخربت النسيج الإجتماعي والأخلاقي والقيمي بالإفقار ودعاية الكراهية الدينية والعنصرية وضرب القبائل بعضها البعض ، وخربت البيئة بالتطفل على الغابات وتحويل البلاد إلى (مزبلة) للنفايات والمواد المسرطنة ، وخربت الحياة السياسية والمدنية بالجواسيس والوشاة والرشاوى والإبتزاز ، وخربت علاقات السودان الخارجية بالتآمر وتوفير الملاذات الآمنة لدبابير الإرهاب . ثم ان أكذوبة (التخريب) هي نفسها (تخريب) معنوي لتحركات الجماهير السلمية ، ولتبرير قمع الأجهزة الأمنية الوحشي !!