الخرطوم (رويترز) - قال شاهد عيان إن قوات الأمن السودانية فضت احتجاجا في وسط الخرطوم يوم الثلاثاء قام به العشرات للمطالبة بالافراج عن اقاربهم الذين اعتقلوا لمشاركتهم في مظاهرات مناهضة للحكومة استمرت اربعة اسابيع. وأضاف الشاهد أن المتظاهرين بدأوا بالتجمع أمام مقر الأمن الوطني في وسط العاصمة لكن قوات الشرطة والأمن تمكنت من تفريقهم سريعا. وقال "اعتدى افراد امن يرتدون ملابس مدنية بالهراوات على عدد من الشبان الذين كانوا يحاولون التجمع..اعتقلوا عددا من الاشخاص واقتادوهم بعيدا." ورفع بعض المحتجين لفترة قصيرة صورا لاقاربهم المعتقلين. وقالت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش المعنيتان بحقوق الانسان في تقرير الاسبوع الماضي إن تقديرات الناشطين السودانيين تشير إلى ان زهاء 2000 شخص احتجزوا منذ بدء المظاهرات المحدودة النطاق قبل اربعة اسابيع احتجاجا على اجراءات التقشف الحكومية وعلى حكم الرئيس عمر حسن البشير المستمر منذ 23 عاما. ولم يشهد السودان احتجاجات حاشدة كتلك التي شهدتها مصر أو اليمن لكن المعارضة للبشير الذي يتولى السلطة منذ 1989 في تزايد وتتسارع وتيرتها بسبب المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد. وفي مؤشر آخر على الاعتراض قال شهود عيان ان نحو 60 صحفيا نظموا احتجاجا ضد الحملة الأمنية على الصحف المستقلة. وردد المتظاهرون هتافات "الحرية ..الحرية" امام نقابة الصحفيين السودانيين. ويقول محررون ان السلطات السودانية أغلقت منذ بداية العام عدة صحف وصادرت طبعات بأكملها قبل نشرها لمنع تغطيتها الانتقادية للأحداث في البلاد. ويعاني السودان من أزمة اقتصادية خانقة بعد ان فقد معظم انتاجه النفطي عندما انفصل جنوب السودان ليصبح دولة مستقلة قبل عام. ووصل التضخم إلى 37.2 في المئة في يونيو حزيران اي مثلي ما كان عليه في نفس الشهر من العام الماضي مما يزيد من معاناة ملايين السودانيين بعد سنوات من الازمات والصراعات العرقية والعقوبات الأمريكية.