قتل 16 شخصاً بينهم تسعة من عناصر الشرطة السودانية الأحد في اشتباكات بين الشرطة وميليشيا قبلية في منطقة قريبة من الحدود مع جنوب السودان، حسب ما أفاد قيادي قبلي وشهود عيان. وقال القيادي في قبيلة المسيرية محمد عمر الانصاري ل"فرانس برس" عبر الهاتف من مدينة الميرم قرب الحدود مع جنوب السودان "منذ يومين وصلت للميرم ثلاثة قطارات في طريقها للجنوب، اثنان منها يحملان أشخاصا عائدين من الشمال الى الجنوب وسمحنا لهما بالمرور. أما الثالث فيحمل بضائع هي عبارة عن مواد غذائية واحتجزناه ولن نسمح له بالمرور حتى تتفق الدولتان على مرور التجارة بينهما". وأضاف "عندما بدأ القطار في العودة شمالا وعلى بعد 17 كلم من الميرم عند قرية الحريكة هاجمه متفلتون (...) ينتمون لحركات متمردة واشتبكت معهم الشرطة وقتلت منهم سبعة وقتلوا من الشرطة تسعة". ونتيجة لهذا الاشتباك "قام عدد من المواطنين بنهب بضائع القطار لأنهم يعانون من انعدام هذه المواد" بحسب الانصاري. وقال شهود لفرانس برس إن "ميليشيا ينتمي أفرادها لقبيلة المسيرية العربية هاجمت قطارا يحمل بضائع كان في طريقه من دولة السودان الي دولة جنوب السودان عند نقطة الحريكة (17 كلم شمال مدينة الميرم) واشتبكت معها قوة من الشرطة السودانية كانت تحاول حماية القطار، فقتل على إثر ذلك سبعة من الميليشيا وتسعة من الشرطة السودانية". وكان القطار محتجزا منذ يومين من قبل عناصر ميليشيا تتبع لقبيلة المسيرية التي تعيش على الحدود بين شمال السودان وجنوبه. ويتفاوض السودان ودولة الجنوب حول إقرار اتفاق تجاري بينهما يسمح بتبادل البضائع بوساطة من الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس ابابا. والمنطقة التي احتجز فيها القطار تقع في ولاية جنوب كردفان التي تدور فيها مواجهات مسلحة بين الحكومة السودانية ومسلحين يتبعون للحركة الشعبية في شمال السودان منذ الخامس من يونيو/حزيران الماضي. وقبيلة المسيرية العربية تعيش على الحدود بين الشمال والجنوب وتحترف الرعي.