إن شهر رمضان الكريم يتضاعف فيه الثواب فهو شهر الخيرات والرحمات، وفيه تتحول المحن إلى منح ربانية، وهناك فوائد نفسية عظيمة للصيام، وتظهر تلك الفوائد بصورة واضحة على الزوجين. ويوضح مجدى ناصر، خبير الاستشارات التربوية والأسرية أن ترويض النفس على الصيام والصبر والتسليم لقضاء الله ومجاهدة النفس من أجل تقبُّل الظروف الصعبة يُعين الزوجين على التعامل مع مشكلات الحياة دون توتر أو إزعاج، فساعات رمضان لا تخلو من معاناة كلا الزوجين، مما يشعرهما باحتياج كل منهما لسماع الكلمة الطيبة من الآخر، ليتابعا مسيرة حياتهما بهدوء وسكينة ومودة. وللحب فى رمضان طعم آخر ومذاق أجمل وشكل مختلف، فتقارب الزوجين يكون أكبر، حيث إن مواعيدهم تكاد تكون واحدة فخروج الزوجين معا لصلاة التراويح فى المسجد وقراءة القرآن الكريم فى الليل والتهجد سوياً يذيب الخلاف ويزيد التقارب والاهتمام الزائد بين الطرفين، فرباط المحبة يقضى على أى جفاء أو عناء أو غضب بينهما ويزيد الترابط بين الزوجين. وفى شهر الخيرات تكثر العزائم بين الأهل والأقارب خارج المنزل وداخله، فتفتقد الزوجة زوجها إذا تناولت وجبة الإفطار بمفردها، فيجب على الزوج الاتصال بالزوجة للاطمئنان عليها وإشعارها بتذكره لها، وهذا يعكس اهتمام الزوج بزوجته وعدم إهماله لها، ويزين أوقات رمضان بأحلى المشاعر. وعلى كل زوجة أن تحتوى مشاعر زوجها فى رمضان، فعندما يفاجئها الزوج بدعوة أصدقائه على الفطور أو السحور، عليها أن تحتفى بهم وتهيئ مكان استقبالهم، وتعد الطعام والشراب وما يناسبهم، ويجب على الزوجة أن تشجع زوجها على الاهتمام بضيوفه وعدم التقصير فى حقهم. ويكثر السهر فى شهر رمضان وتقل ساعات النوم، وقد يشعر الزوج بالإرهاق، خاصة فى الأيام الأولى من رمضان، فيجب على الزوجة تذكير زوجها بقراءة الأذكار اليومية، والحرص على إيقاظه من النوم للصلاة أو العمل وذلك كله يكون بهدوء وتجنب إثارة أى مشكلات. وبهذا تكون العلاقة بين الزوجين علاقة سماحة وود وألفة وسعادة.
