القاهرة عرض التلفزيون المصري الثلاثاء لقطات للرئيس محمد مرسي يمنح وسامين لوزير الدفاع السابق المشير محمد حسين طنطاوي ورئيس هيئة الأركان السابق الفريق سامي عنان اللذين أحالهما للتقاعد في وقت سابق هذا الأسبوع في تحرك بسط به سلطته على الجيش الذي أدار شؤون البلاد بعد سقوط الرئيس السابق حسني مبارك. وعرض التلفزيون لقطات لطنطاوي "76 عاما" الذي شغل منصب وزير الدفاع على مدى 20 عاما في عهد الرئيس المخلوع مبارك وهو يؤدي التحية لمرسي ويبتسم. وصافحه مرسي حينئذ بحرارة. ومنح الرئيس لطنطاوي قلادة النيل وهي أعلى وسام في البلاد. وعرضت لقطات أيضا لعنان بينما يقلده مرسي وسام الجمهورية وكان مبتسما. ووجه له مرسي كلمات تحية حارة أيضا. وأثار قرار إحالة طنطاوي وعنان إلى التقاعد تكهنات بحدوث مواجهة مع قادة الجيش وقال تقرير إنهما وضعا قيد الإقامة الجبرية لكن الرئاسة المصرية نفت التقرير. وكان المتحدث الرئاسي ياسر علي أعلن وقت إحالتهما إلى التقاعد أن مرسي سيمنحهما وسامين. كما أعلن أن الرئيس المصري عينهما مستشارين له. وفي خطاب ألقاه مرسي يوم الأحد أشاد بطنطاوي وعنان وقادة الجيش الآخرين. وقال المتحدث الرئاسي ومصدر عسكري إن مرسي تشاور مع طنطاوي وعنان قبل إحالتهما إلى التقاعد. وكتب أدمن صفحة المجلس الأعلى للقوات المسلحة في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يقول إن التغيير كان تغييرا طبيعيا في قيادة القوات المسلحة وإنه ينقل المسؤولية إلى جيل جديد. وقبل الانتفاضة التي أطاحت بمبارك مطلع العام الماضي لم يدر بخلد أحد أن يتسلم عسكري سابق وساما من رئيس ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين التي كانت محظورة طوال عهد مبارك. وفي مختلف الفترات منذ قيام الجيش بإسقاط الملكية مطلع الخمسينات عوملت جماعة الإخوان بقسوة وسجن كثير من أعضائها. وقال مرسي لطنطاوي وهو يسلمه الوسام "هذا تقدير من الشعب المصري وليس من رئيسه للرجل الذي كان وفيا لأهله ووطنه." وأضاف "ربنا يوفقك وينفع بك الوطن". ورد طنطاوي "متشكر شكرا جزيلا. متشكر جدا". ولوقت طويل كان عنان في رأي الكثيرين مقربا من وزارة الدفاع الأمريكية الداعم الرئيسي للجيش المصري. وتقدم الولاياتالمتحدة مساعدات عسكرية سنوية لمصر تبلغ 1.3 مليار دولار. ومنذ عام 2011 بدأت الولاياتالمتحدة التي تخشى الإسلاميين اتصالات مع جماعة الإخوان وزارت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مصر واجتمعت مع مرسي في يوليو تموز. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فكتوريا نولاند أمس الاثنين "حين كانت وزيرة الخارجية في مصر علمنا أنه سيكون هناك تغيير في لحظة مناسبة وأن نقاشا حوله سيجرى بين القيادة السياسية والجيش". وأضافت "ما هو مهم بالنسبة لنا أن تحافظ القيادة السياسية والجيش على العمل معا لتحقيق أهداف التحول الديمقراطي في مصر". ومضت نولاند إلى القول إن واشنطن عملت مع كثيرين ممن شغلوا المناصب العسكرية الجديدة وإن كثيرين منهم تلقوا تدريبا في الولاياتالمتحدة. وبعد أن تقلد طنطاوي وعنان الوسامين ظهرا على شاشة التلفزيون المصري يعقدان اجتماعا مع مرسي. وقال التلفزيون إنهم ناقشوا القضايا العامة. وأحيل إلى التقاعد أيضا قائد القوات البحرية وعسكريين آخرين حل محلهم ضباط أصغر سنا.