يلتقي اليوم السبت قطبا الكرة السودانية الهلال والمريخ في لقاء مليء بالعواطف والإثارة وذلك ضمن مباريات الجولة الثانية من المجموعة الأولى لمنافسة كأس الاتحاد الأفريقي (الكونفدرالية)، ويطمح كلا الفريقين لحصد النقاط الثلاث للإنفراد بصدارة المجموعة دون النظر لمباراة الأهلي شندي وانتر كلوب الأنغولي والتي ستقام هذا الأحد على ملعب الأخير. مسيرة الهلال الأفريقية بدأ الهلال مشواره الأفريقي لهذا العام في دوري الأبطال، وتم إعفاء الفريق من الدور التمهيدي نسبةً لنتائج الأندية السودانية المميزة أفريقياً في الآونة الأخيرة لاسيما "سيد البلد" ما أكسب الأندية السودانية عديد النقاط في رصيدها لدى الاتحاد الأفريقي. بدأ الهلال مشواره أمام دي اف سي ارونديسمينت من افريقيا الوسطى حيث أقيمت مباراة الذهاب على ملعب الأخير وتمكن فيها رفاق مهند الطاهر من تحقيق انتصار سهل وبثلاثية نظيفة تبادل احرازها كل من كاريكا وسادومبا وبكري المدينة، وفي لقاء الإياب أغرق الموج الأزرق ضيفه بخمسة أهداف مقابل هدف يتيم سجلها كل من كاريكا هدفين وسادومبا هدفين وهدف لمساوي ليتأهل الفريق بسهولة إلى الدور الثاني. أوقعت قرعة دور ال16 أوليمبي الشلفالجزائري في طريق الهلال، المباراة الأولى أقيمت في أمدرمانوانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل حيث سجل للهلال مهند الطاهر وللنادي الجزائري علي حاجي كريم، لقاء الإياب انتهى بنفس نتيجة الذهاب حيث بكر الضيوف بالهدف الأول عن طريق علاء الدين يوسف بينما سجل علي حاجي كريم هدف التعادل للشلف ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح والتي ابتسمت لأصحاب الأرض ليتدحرج "هلال الملايين" إلى كأس الكونفدرالية الأفريقية. في دور ال16 مكرر "الترضية" واجه رفاق المعز محجوب نادي سيركل باماكو المالي، لقاء الذهاب أقيم في مقبرة الأبطال حيث قدم الهلال عرضاً جيداً وانتصر بهدفين نظيفين سجلها بكري المدينة وإدوارد سادومبا، وفي الإياب نجح الهلال بالفوز في عقر دار الفريق المالي بهدف سجله كاريكا ليتأهل الفريق السوداني بسهولة لربع نهائي المسابقة. قرعة دور الثمانية كانت قاسية على الأندية السودانية حيث أجبرتها على خوض غمار هذا الدور مع بعضها البعض في مجموعة واحدة إضافةً لنادي إنتر كلوب الأنجولي بالذات علماً أن هذا الأخير تمكن من إقصاء رابع الأندية السودانية الأمل عطبرة، خاض الهلال مباراة واحدة فقط في هذه المرحلة حتى الآن تمكن فيها من الانتصار خارج قواعده على الأهلي شندي بهدفين لهدف ليضمن بذلك ثلاث نقاط مهمة ستسهل كثيراً من مهمة صعوده لنصف نهائي المسابقة. سوق انتقالات رائع قدم أبناء المدير الفني دييجو غارزيتو أداءً باهتاً في النصف الأول من الموسم ما جعل الطاقم الفني والإداري يسعيان بشدة لتدعيم صفوف الفريق بأفضل العناصر والتخلص من اللاعبين غير المرغوب فيهم. تعتبر صفقات الفريق هذا الصيف ناجحة بكل المقاييس حيث وفقت إدارة النادي في ضم مجموعة مميزة من اللاعبين الأجانب والمحليين حيث تمكن إبراهيما ساني وإيكانجا من إقناع جمهور الفريق بإمكانياتهما الكبيرة خصوصاً الهداف السنغالي المميز ساني والقادم إلى صفوف الهلال في صفقة انتقال حر بعد إنتهاء عقده مع تولون الفرنسي.[/IMG] أما بالنسبة للاعبين المحليين فتمكن الفريق من ضم الدولي السوداني ولاعب الاتحاد مدني معاوية فداسي والذي ظهر بمستوى راقي في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة وكأس العرب التي استضافتها المملكة العربية السعودية، كما تمكن الفريق من ضم ثنائي الخرطوم الوطني محمد أحمد وكايا. أما أبرز ما قامت به إدارة الفريق في الميركاتو السابق هو التخلص من بعض أجانب الفريق والذين شكلوا عبئاً ثقيلاً عليه وهم أوتوبونج وإبراهيما توريه وديمبا باري، ولكن فشلت الإدارة في التخلص من الثنائي النيجيري يوسف محمد وفالنتين حيث وضح جلياً أنهما لا يرتقيان لقامة الهلال، الأول لم يعد قادراً على تقديم نفس المستوى الذي ظهر به في موسم 2007 رفقة الهلال، أما الثاني فهو ظهير أيسر قوي هجومياً وضعيف جداً دفاعياً وكلنا يذكر مباراة إياب الدور الثاني في الجزائر حيث تسبب بشكل مباشر في قبول مرمى الهلال لهدف التعادل. أكبر خسائر الفريق على الإطلاق هو رحيل نجم الوسط الذي ظهر بمستوى رائع مع صقور الجديان في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة محمد أحمد بشير "بشة" والذي إنتقل بصفة الإعارة لموسم واحد إلى صفوف الوحدة السعودي. طريقة اللعب منذ أن وطأت قدما الفرنسي جارزيتو أرض السودان تغير النهج التكتيكي تماماً للهلال، ففي النصف الأول من الموسم كانت طريقة اللعب هي 3-4 -3 بحيث يتواجد ثلاث لاعبين في خط الظهر منهما إثنان لا يتقدمان أبداً وهما ديمبا باري وسيف مساوي مع السماح لعبد اللطيف بوي (فالنتين) بالتقدم من الناحية اليسرى على أن يعود عمر بخيت أو بشة إلى المناطق الدفاعية مع تحول مساوي للناحية اليسرى بعض الشيء. أما الآن وبعد فترة الانتقالات الصيفية تحولت طريقة اللعب إلى 3-5-2 بحيث يلعب الفريق بثلاثة لاعبين في الدفاع ولكن هذه المرة هنالك لاعب واحد فقط لا يقوم بالمساندة الهجومية وهو سيف مساوي مع إمكانية تقدم كل من يوسف محمد من الناحية اليمنى أو عبد اللطيف بوي (معاوية فداسي) من الناحية اليسرى لتتم التغطية من لاعب الوسط الدفاعي في حال تقدم أحد هذين اللاعبين. وفي الغالب يشارك الفريق بثلاث لاعبين في وظيفة الارتكاز هم عمر بخيت كمسمار في الوسط وعلى يمينه نزار حامد ويساره إيكانجا مع إمكانية مشاركة علاء الدين يوسف في مركز نزار أو إيكانجا، هذا الثلاثي يقع عليه العبء الأكبر حيث يتوجب عليهم افتكاك الكرة في حالة الفقدان والتغطية السريعة في حال تقدم يوسف محمد أو عبد اللطيف بوي، دون أن ننسى المساهمة في بناء الهجمات وإيصال الكرة إلى الثلث الأخير من ملعب الخصم لذا اصر غارزيتو على إشراك ثلاث لاعبين في هذه المنطقة الحساسة. أمام هذا الثلاثي يتواجد من الناحية اليمنى مهند الطاهر ومن الناحية اليُسرى مدثر كاريكا حيث قام غارزيتو بتغيير مركز كاريكا وإرجاعه للخلف قليلاً وذلك لندرة اللاعبين في هذه الخانة ولما يمتاز به لاعب النيل الحصاحيصا السابق من مهارة عالية وقدرة جيدة على التمرير والمساندة الهجومية، وفي بعض الأحيان يتم إشراك هيثم مصطفى بديلاً لأحدها وذلك في حال كانت لياقته البدنية في أفضل حالاتها. المقدمة الهجومية يبرز فيها الثنائي الأجنبي الخطير إبراهيما ساني وإدوارد سادومبا والذان يكملان بعضهما البعض، يمتاز الأول بقدرته المرعبة على إحراز الأهداف بالرأس والأقدام كما يجيد التمركز السليم في حالة الاستحواذ والفقدان، أما سادومبا فيجيد الانطلاق من الخلف واللعب في المساحات الخالية إضافةً لسرعته الكبيرة وقدرته المميزة على استغلال اخطاء المدافعين وترجمتها لأهداف. أكثر ما يميز الهلال في الوقت الحالي هو القوة الهجومية الضاربة والقدرة على تسجيل الأهداف في أي لحظة، أما أهم نقاط ضعفه فهو عدم الإجادة الدفاعية حيث يلاحظ الخلل الكبير في التغطية وعدم استيعاب أفكار غارزيتو في الناحية الدفاعية حتى الآن وقد يستغل المريخ ذلك وينجح في اقتلاع النقاط الثلاث من مقبرة الأبطال. نجم الفريق - إبراهيما ساني منذ إنضمامه إلى صفوف الهلال قادماً من نادي تولون الفرنسي أثبت هذا اللاعب أنه من طينة الكبار وأنه إضافة حقيقية للمقدمة الهجومية الهلاليه، لديه قدرة منقطعة النظير على تسجيل الأهداف من مختلف الأوضاع كما يجيد التمركز السليم داخل منطقة الجزاء ومن أهم مميزاته إجادته للكرات الرأسية بصورة مبهرة. خطف هذا اللاعب قلوب الجماهير بسرعة البرق وقاد الفريق لعديد الانتصارات المحلية وذلك بتسجيله لعديد الأهداف، دون أن ننسى هدفه الحاسم في شباك الدعيع في أولى مباريات الهلال في دور المجموعات هذا الهدف كفل للفريق الظفر بثلاث نقاط في غاية الأهمية في سبيل سعيه للصعود لنصف نهائي الكونفدرالية. التشكيل المتوقع: من المتوقع أن يخوض الهلال المباراة على النحو التالي: المعز محجوب في حراسة المرمى، في خط الدفاع كل من معاوية فداسي من الناحية اليمنى وعبد اللطيف بوي من الناحية اليسرى وسيف مساوي كقلب للدفاع، فيما سيلعب أمام المدافعين كل من عمر بخيت ونزار حامد وإيكانجا، وأمام هذا الثلاثي من المتوقع أن يلعب كل من مهند الطاهر ومدثر كاريكا، أما المقدمة الهجومية فستشمل الثنائي إبراهيما ساني وسادومبا. وأنت قارئ جول.كوم ما هو توقعك لمباراة اليوم بين الهلال والمريخ، شاركنا النقاش والإستفتاء أسفل الموضوع...[/IMG]
