(حريات) بيان صحفي حول التطورات في حزب الامة بسم الله الرحمن الرحيم لقد اطل علينا السيد الصادق المهدي من خلال صحيفة الشرق الاوسط بمواقف سياسية مخالفة لما اقرته اجهزة حزب الامة الي جانب اتهامات جائرة لشخصي بالعمالة والعمل علي مناهضة ومقاومة خطه السياسي الرافض لاسقاط نظام الانقاذ.تأتي هذه الاتهامات في اعقاب حراك حزبي وشعبي واسع انتظم العاصمة وسائر عواصمالولايات مطالباً بتغيير النظام، كما تزامنت هذه التصريحات مع قرارات اتخذها السيد الصادق المهدي بفصل عدد كبير من القيادات المخضرمة والمرموقة في حزب الامة من مواقعهم التنظيمية في الحزب ، علي خلفية اختلافهم معه علي نهجه الشمولي في إدارة الحزب واختلافهم معه حول ادارته لخط الحزب السياسي. ان اتهامات السيد الصادق لي بالعمالة لم تكن الاولي ولن تكون الاخيرة طالما ظل يعتبر ان الراي الاخر في الحزب يشكل تحديا لرئاسته وانفراده بالقرار في الحزب وهو للأسف منهج شمولي لاقصاء الخصوم السياسيين درجت عليه الانقاذ ومثيلاتها من الأنظمة. انني اترفع عن الرد علي هذه الاتهامات بل اقول للسيد الصادق بان دولة الجنوب التي عنيتها ووصفتها بانها دولة أجنبية ،هي جزء منا ونحن جزء منها، فمواطني الجنوب هم أهلنا دماً ولحماً.عاهد قادتهم الامام المهدي في قدير علي تحرير الوطن وقاتلوا معه حتي تحرير الخرطوم .كما تصاهرت سائر قبائل السودان مع قبائل الجنوب وفي مقدمتهم الامام المهدي وإخوانه ، فكانت جدة الامام عبدالرحمن المهدي لامه من نيام ليل في شمال بحر الغزال. انني وعلي عكس موقفك المعادي للجنوب اعتز بعلاقتي مع أهلنا في الجنوب التي ادخرها لبناء السودان الموحد. انني أدعواالسيد الصادق المهدي حرصاً علي المصلحة الوطنية العليا في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها بلادنا وحفاظاً علي رصيده الوطني الطويل، ادعوه العمل علي جمع الشمل وتوحيد الصف انفاذاً لقرارات الهيئة المركزية والمكتب السياسي في هذا الصدد، كما اناشده احترام قرارات اجهزة حزب الامة وجماهيره المطالبة باسقاط النظام عبر الانتفاضة الشعبية السلمية وفقاً للخطة (ب) التي اجازها المكتب السياسي سابقاً وطالب بتفعيلها في سبتمبر 2011 بعد إبلاغكم لهم كتابتاً فشل مفاوضاتكم مع المؤتمر الوطني ورفض الاخير الأجندة الوطنية ان مصادرة حق الأمين العام المنتخب من الهيئة المركزية بإجماع أعضائها في اختيار مساعديه ومطالبته بمناصفة الامين العام الذي حجبت عنه الثقة امر غير ديمقراطي وغير دستوري يعطل طاقات الحزب ومؤساساته وقد اصابه بالشلل لسته اشهر وما زال هذا الشلل مستمرا. لقد اشرنا لكم من قبل بانه من حقكم كامام للأنصار بان تتخذ مواقف سياسية توافقية من منطلق مكانتكم الدينية والاعتبارية ولكن لابد من ترك مؤسسات الحزب تعمل وفق قرارات أجهزته ومسؤليته الوطنية، فلا بد من ان تفصلوا ما بين رؤيتكم الشخصية وراي الحزب، وتتركوا الحزب يقوم بمهامه الوطنية. ان الظرف المفصلي الخطير الذي تمر به بلادنا يتطلب اقصي درجات التجرد والابتعاد عن افتعال المعارك الجانبية وتصفية الحسابات الشخصية. والله من وراء القصد، وهو المستعان. مبارك الفاضل المهدي 30/ 8 / 2012