رفضت أحزاب المعارضة السودانية دعوة حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم للمشاركة في إعداد الدستور، وأكدت أنها تمضي قدماً للإطاحة بالنظام، وأظهرت المعارضة يأساً من مصداقية الحزب الحاكم ونواياه، وقالت إنها بلغت منه مرحلة اليأس، واعتبرت الدعوة لإعداد الدستور مجرد بالونة اختبار . وقال القيادي في حزب "المؤتمر الشعبي" أبوبكر عبدالرازق، إن الدستور عهد وميثاق تتواضع عليه الأمة وأن المعارضة بلغت من "المؤتمر الوطني" مرحلة اليأس من وعود الحزب الحاكم ، مؤكداً أن المؤتمر الوطني غير مؤهل ولا مؤتمن على مثل هذا الخيار الذي يتأسس على الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية يفضى لتداول سلمى للسلطة وأيلولة السلطة إلى المعارضة وهي قناعات لايفضلها الحزب الحاكم . وقال القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، المتحدث الرسمي باسم الحزب يوسف حسين، إن حزبه لم تصله أي دعوة لا من الحكومة ولا "المؤتمر الوطني" ، لافتاً إلى أن الخطوة درجت عليها الحكومة كلما ألمت بها الأزمات لتقوم بتفجير بالونة اختبار . واعتبر دعوة الحزب الحاكم للمعارضة في هذا التوقيت بأنه حديث للاستهلاك السياسي و"بالونة لجس الاختبار" وربط بين دعوة الوطني وحديث المبعوث الأمريكي للسودان برلستون ليمان لإعداد دستور توافقي قبيل شهر . من جانبه أعلن مساعد الرئيس السوداني الدكتور نافع علي نافع ترحيب بلاده بأي توجه أمريكي للتطبيع معه ، جاء ذلك خلال اجتماع المكتب القيادى لحزب (المؤتمر الوطني) الحاكم في السودان أمس برئاسة نافع، وحضور علي عثمان طه النائب الأول للرئيس ونائب رئيس الحزب الذي أطلع المكتب القيادى على الاستعدادات الجارية لانطلاق جولة المفاوضات القادمة في أديس أبابا مع حكومة جنوب السودان وغيرها من قضايا الساحة السياسية بالبلاد . وأوضح أن المكتب القيادي قد اكتفى فقط بأخذ العلم بالجولة باعتبار أن الأجندة معروفة وكذلك الموقف التفاوضي للحكومة معلوم حول القضايا المطروحة . وفى رده على سؤال حول استمرار (الحركة الشعبية) فى عمليات الاغتيال للكوادر والقيادات بولاية جنوب كردفان ، أكد نافع "أن هذا عمل مرفوض وسيواجه بما يستحق من اجراءات وحسم" . في غضون ذلك، قررت حكومة دولة جنوب السودان التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لتقديم شكوى رسمية ضد الأمين العام للأمم المتحدة حول ما أورده في تقرير للمجلس مؤخراً حول خرق اتفاقية تم التوصل إليها بين الخرطوم وجوبا بخصوص أبيي المتنازع عليها . وقال رئيس اللجنة الإشرافية المشتركة لمنطقة أبيي من جانب جنوب السودان الدكتور لوكا بيونج ، إن بلاده بصدد الدفع بشكوى إلى مجلس الأمن والمطالبة باعتذار رسمي من كي مون بشأن ما أورده في التقرير، واعتبر ما ورد فيه عبارة عن معلومات خاطئة وغير دقيقة .