(حريات) نشبت مشاجرة حادة بين وزير الصحة بحر إدريس أبو قردة وعضو المجلس الوطني المتطرف دفع الله حسب الرسول في جلسة استماع ساخنة للجنة الصحة بالمجلس حول برنامج الإيدز وتنظيم الأسرة كادت تتحول إلى عراك بالأيدي بعد هجوم دفع الله واتجاهه نحو الوزير لولا تدخل مقرر اللجنة الذي حال بينه وبين أبو قردة. وكان الوزير طلب من “دفع الله" عدم مقاطعة المتحدثين “بعد أن تكرر الأمر" ودعاه للتأدب في الحديث إثر مهاجمة “دفع الله" للدكتورة “رانيا الفاتح" مسؤولة الأمراض المنقولة جنسياً بوزارة الصحة بولاية الخرطوم والتي اتهمها الأخير بتوزيع الواقي الذكري في جامعة أفريقيا، مما جعل “دفع الله" يرد بعنف على الوزير قائلاً “إتأدب إنت أنا مؤدب" واتجه نحوه لولا تدخل المقرر. ومن جانبه جدد “دفع الله" اتهامه لبرنامج الإيدز بمخالفته للدعوة لمحاربة الإيدز بالفضيلة، واتهم د. رانيا بتوزيع الواقي في الجامعات. ودافعت د. “رانيا" عن موقفها وأكدت أنها ذهبت للجامعة بتوصية من الوزارة لتوعية الطلاب وليس من مهامها توزيع الواقي إنما من اختصاص شخص آخر، وظلت تردد “حسبي الله ونعم الوكيل" وقالت: “لقد تضررت كثيراً من هذا الموضوع". وكذب “أبو قردة" ما ذهب إليه “دفع الله" في أن الدكتورة قامت بتوزيع الواقي في الجامعة، وقال إن الأمر ليس من اختصاصها، مؤكداً أن سياسة الوزارة لا تتعارض مع القيم الدينية والأعراف، وأكد محاسبتهم لأي منظمة مخالفة. وتأتي هذه المشاجرة والجدل بشأن استخدام الواقي في وقت تؤكد فيه الجمعية السودانية لمحاربة الايدز ان 1.4% من السودانيين مصابين بفيروس الايدز وهو المعدل الذي يضع السودان في المرتبة الاولي بين دول شمال افريقيا في معدل الاصابة بالايدز. وكشف الدكتور إيهاب علي حسن مدير البرنامج القومي للإيدز عن (120) ألف حالة إصابة جديدة بالمرض، مؤكداً أن نسبة الانتشار عبر الاتصال الجنسي تبلغ 97%، مشيراً إلى أن أكثر الفئات عرضة للإصابة ما بين 19 – 35 سنة. وفي السياق كشف محمد عوض مسؤول الإعلام بوزارة الصحة بالخرطوم أن نسبة انتشار الإيدز في الجامعات بلغت 1.1% في العام 2002، الأمر الذي دفع الوزارة بوضع برنامج تدريبي وتوعوي بخمس جامعات من بينها أفريقيا. وتتكرر المشادات حول الاستراتيجية العالمية لمحاربة الايدز التي تتضمن استخدام الواقي الذكري باستمرار في المجلس الوطني جراء العنف اللفظي الذي يستخدمه الأعضاء سلفيوا الاتجاه من عضوية الحزب الحاكم.