( حريات ) بعد مطاردات مع الشرطة في شوارع مدينة امدرمان تسلق عدد من الشباب مئذنة مسجد الخليفة بوسط المدينة واعتصموا بها رافضين النزول ومهددين بالانتحار في حال اقدام الشرطة علي انزالهم بالقوة. ورفض أكثر من ثلاثين شابا وشابة وهم من المشردين والباعة المتجولين محاولات الشرطة للقبض عليهم ومنعهم من النوم في الطرقات أو بيع بضائعهم في حملة (( كشة )) نظمتها أجهزة الشرطة بامدرمان وتعتزم توسيعها لتشمل كافة أنحاء العاصمة واستمر اعتصامهم بالقبة لمدة زادت عن الست ساعات. وتجاوبت أعداد كبيرة من المارة مع صيحات المعتصمين وحصبهم لرجال الشرطة بالحجارة ، وأدي الموقف لخلاف وسط قوات الشرطة التي تمركزت داخل وحول فناء المسجد بسبب بؤس الوضع والفضيحة التي ظهرت أمام المواطنين من سوء المعاملة ، وكادت الامور أن تنفلت من يد الشرطة عندما ظهر تبرم وسخط من بعض الجنود الذين أمرهم الضباط بالتعامل بالقوة لانزال المعتصمين دون وضع اعتبار لحياتهم. وبعد اقتناع المعتصمين بالنزول انهالت عليهم قوات الشرطة بالضرب المبرح بالعصي ما أدي لوقوع اصابات كثيرة في اوساطهم. وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية أكدت وجود أكثر من 12 الف متشرد بالخرطوم ، فيما تقول منظمات أن عددهم يتجاوز الثلاثين الف شخص. ويتوقع العديد من المراقبين أن تؤدي حملات الشرطة في حال استمرارها الي اشتعال الموقف في مناطق حساسة بوسط الخرطوم ، لا سيما وسط انباء تتناقل عن تنظيم المشردين لانفسهم وتوزعهم علي مناطق مختلفة وبحماية وتكتيكات جديدة لمواجهة الهجمة الشرسة التي تقوم بها الشرطة. كما يمكن أن تزداد المواجهات في ظل الحملة التي أعلنت عنها ولاية الخرطوم لمنع بائعات الشاي من العمل واللاتي يقدرعددهن أيضا بالالاف . وتناولت العديد من الصحف السودانية الصادرة صباح اليوم السبت وعلي رأسها صحيفة الانتباهة ( العنصرية ) الحادثة بطريقة مخزية ، ولم تتحدث عن الظروف الاجتماعية التي ادت الي تشريدهم ولا عن القمع الذي قاد الي اعتصامهم بالمئذنة ، بل ركزت علي وصفهم بالشماسة وهي وصمة العار الاجتماعية التي تجردهم من مواطنتهم بل وحتي انسانيتهم.