( حريات ) اكد الدكتور ياسر ميرغني – الصيدلي وامين عام جمعية حماية المستهلك – بان مجلس الصيدلة والسموم التابع لوزارة الصحة فاسد ويمارس التزوير لتمرير أدوية غير مطابقة للمواصفات لتدخل البلاد بأساليب فاسدة لصالح جهات معينة . وقال ياسر ميرغني في ورشة نظمتها هيئة المواصفات والمقاييس بالتعاون مع مجلس الصيدلة ووزارات الزراعة والثروة الحيوانية وعدد من المؤسسات الحكومية وممثلين عن القطاع الخاص ، ان مجلس الصيدلة يفتح أبواب المعمل المركزي خارج ساعات العمل الرسمية لاستخراج اذونات باستيراد أدوية غير مطابقة وأحيانا مشكوك في صلاحيتها . وفيما حاولت ممثلة مجلس الصيدلة في الورشة الدكتورة سكينة علي الرد علي اتهامات امين جمعية حماية المستهلك بالهجوم الشخصي عليه متهمة اياه بالتربح علي حساب المواطنين والتلاعب بمشاعرهم , الا انها عجزت عن الرد علي اتهاماته المحددة بادخال ادوية غير مطابقة للمواصفات , وهو الامر الذي تنهض عليه عدة دلائل بمعزل عن ياسر ميرغني . وكان الأستاذ محمد عبد المنعم النقابي بالامدادات الطبية من أوائل الذين كشفوا الفساد في استيراد الأدوية وفي تخزينها . وقد نشرت الصحف الحكومية نفسها المستندات التي تثبت تورط الامدادات الطبية في استيراد الأدوية الفاسدة ، فكشفت مستندات نشرتها صحيفة (الرأي العام) بأن الهيئة العامة للامدادات الطبية استوردت أدوية من دولة عربية تنتهي صلاحيتها بعد شهر أو اثنين من تاريخ الاستيراد بقيمة ( 10،237) مليون جنيه مصري ! واستوردت الهيئة أدوية أخرى من جهات غير مسجلة ! ووزعت أدوية قبل التحليل المعملي الذي ينص عليه القانون ، وبعد ظهور النتائج المعملية تأكد عدم المطابقة الفيزيائية للدواء ( الرأي العام 7 سبتمبر 2011 ) . ونشرت صحيفة (الانتباهة) 21 يوليو 2011 ان الهيئة العامة للامدادات الطبية استلمت أدوية من موردين انتهت صلاحيتها في العام الماضي2010م ! وكشف الكاتب الصحفي الطاهر ساتي في عموده 16 يوليو 2012 عن بيع صيدلية شوامخ التابعة للتأمين الصحي بولاية الخرطوم لادوية منتهية الصلاحية منذ 2009 . وكشفت دراسة أميركية بمجلة ( لانست ) مايو 2012 أن نحو ثلث عينات أدوية الملاريا في آسيا وأفريقيا فاسد أو مزور . ونقل موقع صحيفة نيويورك تايمز عن الدراسة التي أجراها علماء من معاهد الصحة الوطنية الأميركية وفحصوا خلالها 27 مجموعة من عينات أدوية مضادة للملاريا يتم شراؤها في منطقة جنوب شرق آسيا وأفريقيا بين عامي 1999 و2010 أنّ ثلث العينات من القارتين فاسد . وأفادت أنّ بعضها مهرب وبعضها الآخر منتهي الصلاحية، بالإضافة إلى أنه تمت إعادة تعليب بعض تلك الأدوية، ويتضمن بعضها الآخر كمية صغيرة جداً غير كافية من المادة الفعالة للقضاء على المرض . وسبق واشارت ( حريات ) الي ان مثل هذه الوقائع تؤكد ان الانقاذ التي تبيد اهل الهامش بالقصف الجوي هي نفسها التي تبيد اهل المناطق الاخري بالطفيلية والفساد والافقار .