فيصل الباقر هاهى أمريكا " التى قد دنا عذابها " كما ورد فى الأسفار والمناحات الجهاديّة الأولى،( تُمدّد ) حبل العقوبات المفروضة منذ منذ الثالث من نوفمبر1997 على ( سودان الإنقاذ ) عاماً آخر، يسرى تنفيذه إبتداءاً من الرابع من نوفمبر 2012 .ولا جديد أو مُفاجأة أو ما يدعو للدهشة أو الإستغراب فى القرار، من دولة تحكمها المؤسسات .وللعقوبات آثار موجعة فى كافة النواحى الإقتصاديّة والسياسيّة والإجتماعيّة وغيرها ،لا يجدى معها الإنكارأو المُكابرة أو الإدّعاء الكذوب. وكعادتها، ترد الخارجية السودانيّة ، بإخراج الهواء الساخن ، من هول الفجيعة، بذات المُفردات المحفوظة الناقدة والموغلة فى الرفض والإدانة . ولو كانت " الحنجرة الرئاسيّة " سالكة " هذه الأيّام ، لما تردّدت فى مطالبة الأمريكان بأن " يموصوا قرارهم، ويشربوا مويته "، لتعود - بعد أيّام معدودات - ذات الدبلوماسيّة المغلوبة على أمرها، لإستجداء رأب الصدع و" كف الأذى" ضمن مساعى ترميم وإصلاح ما أفسدته " غضبة الحنجرة " و" ذلّات اللّسان" الرئاسيّتين !. خرج السودان الواحد " المُوحّد " من الحرب الجهاديّة فى الجنوب بدولتين،وأثمرت المحرقة فى دارفور، عُنفاً مُركّباً ومُستداماً، وها نحن والعالم نشهد أُم المآسى الكارثيّة متمثّلة فى مجزرة حلّة سجلى بمنطقة شاوة جنوب شرق فاشر" السلطان "، التى نفّذتها مليشيات تأتمر بأمر الدولة ، ضد مواطنين أبرياء وعُزّل من السلاح والعتاد الحربى، وهى جريمة تستوجب التحقيق الدولى المُستقل والمُساءلة،وتُذكّرنا بفظاعات ومآسى التطهيرالعرقى والإبادة الجماعيّة فى رواندا. ومازالت شلّالات الدم فى النيل الأزرق وجنوب كردفان تجرى، ويُحرم المدنيُّون هناك من وصول المعونات الغذائيّة والدوائيّة، ويُسلب منهم الحق فى الحياة والكرامة الإنسانيّة . وما الوضع فى شرق السودان باحسن حالاً ومآلاً ممّا يجرى ويدور فى الأقاليم السودانيّة الأُخرى . وهناك أزمة أبيى وما ينتظر تنفيذ بروتوكولها من تحدّيات ومطبّات، مع إقتراب أجل مهلة مجلس الأمن والسلم الإفريقى ، المُعتمدة على مُقترحات إمبيكى " الذكيّة " وتفويضه بالنظر فى مُشكلة دارفور والتحوُّل الديمقراطى فى السودان . السودان كُلّه ينتظر سيناريوهات المناطق الخطرة والأزمات الحرجة ، وحصاد نتائج الحروب السابقة والحاليّة والموعودة والمنتظرة .وكل هذا وذاك ، يقذف بالسودان وإستقراره وأمنه وأمانه وبالأوضاع المنهارة فيه - أصلاً - من مُربّع الحرب الواحدة إلى مستطيلات ودوائر الحروب المُتعدّدة والمتناسلة ،رغم المُراهنة والحديث "الطروب " عن نجاحات ومكتسبات مرجُوّة من سلام دارفور بالدوحة. البلاد فى قلب الكارثة، والمخرج الوحيد من إستمرار حالة الحروب والتمزُّق والتشرزُم ، يبدأ بأن يذهب النظام بكل مُكوّناته ، غير مأسوف عليه ، ليحل محلّه نظام جديد ، يُوقف الحروب ويفتح الطريق لعودة السلام والديمقراطيّة وإحترام حقوق الإنسان، ويُحافظ على ماتبقّى من السودان ( الفضل ) !.