رحبت الولاياتالمتحدة بوقفٍ أحادي لإطلاق النار لأسبوعين أعلنه الرئيس السوداني عمر البشير في جنوب كردفان، وهي ولايةٌ محاذية لدولة جنوب السودان يستعد لزيارتها، في وقت نفت فيه الخرطوم تقاريرَ عن وجود مقابر جماعية في المنطقة، وانتقدت تقريرا حقوقيا أمميا عن حقوق الإنسان هناك. ووصفت متحدثة باسم الخارجية الأميركية إعلان البشير ب"خطوة أولى إيجابية"، ودعت متمردي جبال النوبة "بقوة" إلى أن يردوا عليها بالمثل. كما دعت أطراف النزاع في جنوب كردفان إلى بدء حوار "على وقف حقيقي للعمليات العدائية وإلى حل حول المستقبل السياسي لجنوب كردفان والنيل الأزرق"، وعدم استغلال وقف إطلاق النار لتعزيز مواقعهم. كما طلبت من البشير السماح لمنظات الإغاثة بدخول المنطقة. وأعلن البشير وقف إطلاق النار الثلاثاء الماضي قبل أسبوع من زيارة مرتقبة له إلى الولاية. مقابر جماعية وجاء إعلان البشير في وقت تحدث فيه "مشروع سنتينل" للمراقبة بالأقمار الاصطناعية (ومقره واشنطن) عن رصد ثماني مقابر جماعية في جنوب كردفان. وقال المشروع أمس الأربعاء إن جمعية الهلال الأحمر السودانية حفرت قبورا جماعية وملأتها بالجثث طبقا لأدلة جمعها، شملت أقوال شهود عيان وإفادات من الهلال الأحمر تؤيدها صور من ديجيتال غلوب. لكن مندوب السودان في الأممالمتحدة دفع الله الحاج علي عثمان قال لرويترز إنه لا دليل على وجود مقابر جماعية هناك. وأقر بأن العديد من القتلى والجرحى سقطوا فعلا في المنطقة، لكن المسؤول عنهم كما قال هو جيش دولة جنوب السودان التي انفصلت رسميا عن السودان في 9 يوليو/تموز، وتتهم بدورها الخرطوم بدعم حركات تمرد على أراضيها لزعزعة استقرارها. وقالت الأممالمتحدة إنها لا تستطيع تأكيد ما حمله تقرير "مشروع سانتينل" لأنه لم يعد لها تفويض في جنوب كردفان، وهي ولايةٌ ذكرت بأن مفوضتها السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي لم تتمكن بعد من زيارتها. انتهاكات لكن تقريرا لمكتب المفوضية تحدث الأسبوع الماضي عن انتهاكات موثقة ارتكبت في كادوقلي عاصمة الولاية وجبال النوبة المحيطة بها، وقد ترقى -إن تأكدت- إلى جرائم ضد الإنسانية أو جرائم حرب. وشملت الانتهاكات حسب المفوضية القتل خارج نطاق القضاء والاحتجاز غير المشروع والاختفاء القسري، ومهاجمة المدنيين ونهب المنازل والتهجير الجماعي. وأعربت الخارجية السودانية اليوم عن بالغ أسفها للطريقة "غير المهنية" التي انتُهجت في جمع وصياغة المعلومات الخاصة بأحداث جنوب كردفان. ويتهم نشطاءٌ الخرطوم بشن غارات جوية وهجمات تستهدف أبناء النوبة للقضاء على المعارضة وتأكيد سلطتها بعد استقلال الجنوب. لكن الحكومة السودانية تنفي قيام جيشها بغارات، وتتهم جماعات محلية -حارب كثير منها مع الجنوب خلال الحرب الأهلية- بالقيام بتمرد لمحاولة السيطرة على المنطقة. ويدور قتال في جنوب كردفان منذ مطلع يونيو/حزيران الماضي بين الجيش السوداني وجيش تحرير السودان قطاع الشمال، الذي ينتمي كثيرٌ من أفراده إلى النوبة، وقاتلوا مع الجنوب خلال الحرب الأهلية على الرغم من انتمائهم إلى شمال السودان.