خسر منتخب جنوب السودان الوطني أول مباراة رسمية له 1-صفر أمام اثيوبيا في افتتاح بطولة كأس التحدي لدول شرق ووسط افريقيا المقامة في اوغندا يوم السبت حيث سجل اللاعب يوناثان كيبيدي الهدف الوحيد في الشوط الثاني ليخسر منتخبنا - الذي يحتل المركز 200 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) للمنتخبات - في مباراته الاولى في المسابقة الاقليمية في كمبالا ، وإتضح تأثير غياب الثلاثي ريتشارد جاستن "قائد المنتخب جيمس جوزيف اتير توماس على المنتخب الوطني من خلال المستوى الذي يستطيعون تقديمها بالاضافة الى انهم يشكلون عنصر الخبرة في المنتخب . أسباب خسارة المنتخب لجوء الصربي للتوليف يطرح تساؤلات وبالنظر الى اجواء المباراة ومجرياتها فإن مدرب المنتخب الوطني الصربي زوران يتحمل المسؤولية الكاملة في هزيمة المنتخب من خلال الطريقة التي تعامل بها مع المباراة خاصةً من ناحية العناصر التي دفع بها ولولا الحارس جينارو لخرج المنتخب بهزيمة أثقل من التي منى بها فريق السلام في مباراته الاولى في بطولة سيكافا للاندية قبل فترة . تشكيلة المباراة الصربي كانت قراءته للمباراة خاطئة ودفع بعناصر لا تناسب المباراة حيث دفع بالتشكيلة الاتية : جمعه جينارو في حراسة المرمى زكريا ناسيو سليمان مارتن مونج دينق مسكين ايمانويل كرباعي خط دفاع كوجبور داك جاستن جوزيف خميس مارتن سايمون امانيا كرباعي خط الوسط في حين دفع الصربي ب"خميس ليون "قائد المنتخب في المباراة وبرفقته حسن اسماعيل في المقدمة الهجومية ، بالإضطلاع على هذه التشكيلة نظرياً فإن مشاركة اللاعب سليمان مارتن كظهير ايسر هو خطأ كبير من الصربي الذي يحاول التذاكي على الشعب ويلجأ الى خيار التوليف "سبق وفعلها من قبل مع جاكسون ودفع به كظهير ايمن رغم انه مهاجم صريح وكان هداف كأس جنوب السودان" فاللاعب سليمان مارتن "كامارا" عندما اختاره المدرب للمنتخب كان افضل لاعب خط وسط في كأس جنوب السودان وهنا سؤال لماذا دفع به المدرب في هذه الخانة وان كان يحتاج الى ظهير فلماذا لم يختاره منذ البداية ؟ . ضعف الجبهة اليسرى وكانت الجهة اليسرى هي أضعف الخطوط في المنتخب حيث لعب بها سليمان وامامه خميس مارتن البعيد كل البعد عن أجواء المباراة حيث قدم واحدة من اسواء مبارياته وكان ثغرة واضحة ولم يلجأ المدرب لإخراجه او اجراء اي تعديلات رغم ذلك حيث واصل المنتخب الاثيوبي التحرك عبر تلك الجبهة وعززو من انطلاقاتهم بها مع غياب المساندة من قبل خميس مارتن بالعودة الى الخلف وتواصلت الهجمات الاثيوبية حتى أحرزوا منها هدفاً في الشوط الثاني وهو ما كان يريده الاثيوبيين . خط الوسط هو الاخر كانت به العديد من الثغرات وبدأ بعيداً عن المباراة رغم انه من المفترض ان يكون هو المحرك الاساسي للمنتخب وبدأ واضحاً تأثره بغياب قائد المنتخب الاول ريتشارد جاستن الذي "إتضح بأنه لم يرافق البعثة الى كمبالا" حيث يمثل خط الوسط عملية الربط بين الدفاع والهجوم من خلال مد خط المقدمة الهجومية بالكرات اللازمة وتقديم المساندة الدفاعية اللازمة للخط الخلفي "المساندة كانت غائبة طوال المباراة وكان على فترات متفاوتة" ، وبالنظر الى الاضافة التي يقدمها ريتشارد لخط الوسط وعدم وجود من يستطيع القيام بدوره في تنظيم اللعب فإن المنتخب قد فقد من يستطيع لعب هذا الدور من خلال عدم امتلاك لاعبي هذا الخط للخبرة اللازمة والامكانيات البدنية التي تسعفهم لإكمال المباراة بنفس النسق العالي . المقدمة الهجومية لعب فيه هداف فريق السلام واو خميس ليون الذي قاد المنتخب في المباراة وبرفقته حسن اسماعيل وكانت قراءة المدرب خاطئة في هذا الخط حيث كان يجب عليه اللعب بخطة غير التي لعب بها ومن خلال الدفع بلاعبين يستطيعون التحرك عبر الاطرف وترك خط الوسط الذي سيطر عليه الاثيوبيين في المباراة ومنذ بداية المباراة كان يجب عليه الدفع باللاعبين "عدنان نان توماس جاكوب " إلا انه تأخر بذلك قبل قبل ان يدقع بعدنان في بداية الشوط الثاني حيث اتضح غياب المساندة الهجومية للخط الامامي الذي كان خميس ليون يقوم بالتحركات فيه لوحده ويقوم بخلخلة الدفاعات الاثيوبية التي بها بعض الثغرات حيث لاحظنا مرور قائد المنتخب في المباراة خميس ليون من دفاع المنتخب الاثيوبي لوحده ولكن عاب عليه التسرع والرعونة في إهدار عدد كبير من الفرص التي أتيحت له في الشوطين وبالتالي يتحمل المسؤولية . دروس مستفادة تواجد منتخبنا الوطني لأول مرة في بطولة سيكافا يعتبر إنجاز في حد ذاته بالنظر الى الظروف التي تزامنت مع سفر المنتخب الى يوغندا وغياب الدعم المادي له ومن خلال ما قدمه اللاعبين في المباراة يوم السبت ، وإتضح للكل ومن كانوا يرفضون مشاركة المنتخب في البطولة رغم ضعف الاعداد انه لم يكن هنالك اي مبرر لذلك ابداً فالمستوى الفني الذي ظهر به المنتخب قريب الى حداً ما من مستوى الكرة بالاقليم "سيكافا" ولسبب بسيط هو امتلاك بعض اللاعبين خبرة اللعب خارجياً من خلال مشاركاتهم المستمرة مع انديتهم في البطولات وخاصةً الذين سبق لهم اللعب بالسودان قبل الإستقلال ولديهم بالتالي فكرة عن التطورات التي تحدث في سيكافا وكثير من اللاعبين لعبوا على المستوى مع السودان وبالتالي هناك خبرة كبيرة لديهم ، ولم يكن هنالك المقابل من يتوقع خروج المنتخب بهذه النتيجة من المباراة خاصةً مع عدم وجود إعداد للمنتخب بصورة جادة ناهيك عن عدم لعب بعض اللاعبين مع بعضهم والغياب التام لعنصر الإنسجام في المنتخب كما حدث في المباراة التي جمعته بالمنتخب اليوغندي في قمة الاستقلال باستاد جوبا ورغم الحملة التي يصوغها البعض ضد المنتخب بأنه لن يشرف البلاد فإن ذلك ليس له مبرر فالمشاركة اصلاً جاءت من اجل ترك بصمة والاعلان عن ميلاد منتخب قوي يمثل البلاد مستقبلاً . ضعف الاعداد للبطولة بالعودة الى الايام التي سبقت موعد انطلاقة البطولة وما مرت به البلاد من احداث وخاصةً كرة القدم بالخلافات التي حدثت في الاتحاد العام لكرة القدم في الفترة الماضية مروراً بزيارة وفد الفيفا والتوصل الى إنعقاد جمعية عمومية في الثلاثين من نوفمبر الجاري يلاحظ ان مشاركة المنتخب لم تكن ضمن الحسبان اصلاً وقد كانت مهددة ، ولكن ما اعاق الاعدا بصورة اساسية هو عدم وجود الدعم المادي للمنتخب من قبل الدولة والشركات الخاصةً مع عدم وجود شركة راعية للمنتخب اصلاً ولهذا السبب لم يأتي الإعداد بالصورة المطلوبة ، وكان الاتحاد العام قد تحرك في الايام الاخيرة التي سبقت انطلاقة البطولة بايام عدد من الاجتماعات التي جمعته بوزارة الثقافة والشباب والرياضة حيث تباحثا من اجل كيفية دعم المنتخب وهو سيشارك في البطولة وبالمقابل كان رد الوزراة هو عدم وجود اي اموال بميزانية الوزارة وبالتالي واصل الاتحاد تحركاته قبل ان تكون المحطة الاخيرة هي مكتب نائب رئيس الجمهورية الذي وافق على دعم المنتخب ولكن كان الوقت قد تأخر جداً من اجل اقامة معسكر ولو قصير وبالتالي غادر المنتخب حتى دون تجميع كل اللاعبين في المعسكر دون اي إعداد كافئ . تجربة اللعب لأول مرة خارجياً بعض اللاعبين يلعبون لأول مرة خارج ملعبهم والطقس كان له تأثير سلبي وغياب الجمهور كان مؤثر ايضاً رغم وجود اعداد كبيرة من الجالية والجنوبيين بالعاصمة اليوغندية كمبالا وهو ما كان مفاجاْة للجميع , وكذلك المشكلات التكتيكية بسبب قلة الخبرة , والمشاركة في حد ذاتها حدث غريب على الكثير من اللاعبين ، ومن حق الكثيرون أن يحكموا على منتخبنا الوطني كما يريدون لأنه أحدث منتخب في كرة القدم على مستوى العالم , وبعض منتخبات سيكافا ظهرت في بداياتها بشكل ضعيف في كل البطولات بالإقليم ولكنها مع إستمرار المشاركة تحسن مستواهم, وتجربة اللعب للمرة الاولى في سيكافا تعني الكثير للاعبين .