كمال كرار ظل اتحاد العمال الحكومي ( بل الأعمال ) حيناً من الدهر مشغولاً بأموره الخاصة التي لا تقبل التأجيل . ومن ضمن هذه الأمور المستعجلة بنك العمال وأرباحه أو خسائره ومرابحاته واستثماراته وأصوله . ومن ضمنها أيضاً اجزخانات العمال التي كانت ملء السمع والبصر فاندثرت ولا نعلم إن كانت أرباحها وأموالها قد اندثرت أيضاً . ويدخل في هموم اتحاد العمال – نقصد الأعمال – ما يسمي بالاتحاد التعاوني القومي وأندية العمال التي تأسست من اشتراكات العمال واختفت في ظروف غامضة وتشغل بال اتحاد العمال – بل الأعمال – السفريات الكثيرة والمؤتمرات الوفيرة الخارجية التي لا بد أن نثرياتها بالدولار والاسترليني الذي لم يشاهده فريني . كما تشغل باله النفرات والمظاهرات المؤيدة للنظام في كل منعطف سياسي ، حيث البصات واللافتات والتعبئة وغيرها من المصروفات التي تدفع من ميزانية الاتحاد المعتمدة علي اشتراكات العمال الشهرية التي تؤخذ من أجورهم البائسة . ولم تشغل بال الاتحاد المذكور في يوم من الأيام قضية أجور العمال أو بيئة عملهم أو ( شكلاتهم ) أو معاناتهم اليومية ولم تهتز شعرة في رأس اتحاد العمال – الأعمال – والآلاف من العاملين يفصلهم النظام لأسباب سياسية ولم يسجل الاتحاد أي موقف احتجاجي وعشرات النقابيين يفصلون بسبب نشاطهم النقابي ولم يسأل في يوم من الأيام عن علاقات العمل الجائرة في بعض الشركات المحلية والأجنبية ولم يقف يوما ضد عقود الإذعان في المناطق الصناعية ومن ضمن بنود بعض العقود ( العجيبة ) ما يجعل شهر الماهية 42 يوما بدلا عن 30 يوم ، وما يجعل لبس القميص الأحمر في العمل جريمة لأنه لون الشيوعيين . ولما ازدادت ململة العمال واضراباتهم واهتز كرسي الاتحاد ( المريح ) من تحت السدنة ، حمل هؤلاء أوراقهم وذهبوا لوزارة المالية من أجل زيادة الأجور . وصدتهم المالية بالقول (ما كانش يتعز ) انتو عارفين البير وغطاها ، فاتجهوا إلي معركة التصريحات قائلين أنهم ذاهبون إلي رئاسة الجمهورية وأنهم سيدعون اللجنة المركزية لاجتماع عاجل لن تحمد عقباه . وستمضي الموازنة كيفما أراد وزير المالية ، وستنتهي ضجة إتحاد الأعمال بانتهاء مسرحية ( زيتهم في بيتهم ) الحكومة لا تزيد مواهي الناس طالما كانت الميزانية مخصصة للعسكر اللي واقف طابور ، والرأسمال الطفيلي يقول للعمال الماعاوز شغل يدينا عرض اكتافو . وفي جميع أنحاء الدنيا تزداد ( المواهي ) عن طريق الإضرابات والاعتصامات ، التي تسقط الحكومات بما فيها الإنقاذ واتحادها وبينهم أمور متشابهات .