أغلبهم من النساء كبيرات السن والأطفال أمدرمان: الجبهة الثورية شنَّت محلية كرري صباح يوم امس الأحد حملة إزالة بالقوة الجبرية للتعديات على الشارع العام بمحطة صابرين شمال الثورات، والتي شملت عشرات البائعة غالبيتهم من النساء كبيرات السن والأطفال، بمشاركة كثيفة لقوات شرطة الولاية وقوات مكافحة الشغب، وأستهجن المواطنون العابرون للمحطة منظر ضرب طفل (بائع خضار) بواسطة شرطي وهو يستجدي باكي أن يعيد له كرتونة طماطم وهو يقول “عليك الله رجعا لي دي راسمالي كلو، عليك الله تاني ما بجي ببيع هنا"، ولم تجدِ دمعات الطفل ذي التسعة أعوام فتيلاً في أن تعيد له السلطات رأسماله الذي لا يتعدى حبات طماطم هي الرزق الوحيد المتاح أمام لك الطفل وعائلته؛ فيما أعرب العديد من الباعة “الفرَّاشة" عن إستيائهم من الخطوة، وإستعانت المحلية بجرافتين “قريدر" وخمسة ناقلات شرطية، لإزالة عشرات الأكشاك والطبالي والترابيز ومواضع البيع الترابية، فيما إستنكر عدد من أصحاب المحال الثابتة وبائعات الأطعمة والشاي إزالة (الفرَّاشة) من السوق لافتين إلى أن هؤلاء (الفرَّاشة) جزء من التركيبة الإقتصادية للسوق ويشكلون عامل جذب للمحال الأخرى، وقالت الحاجة فاطمة _ بائعة طعام_ بأن (الفرَّاشة) يمثلون التيار الأعم من زبائن محلات الطعام والشاي، لأنهم يمكثون في السوق منذ صلاة الصبح وحتى العاشرة مساءاً، فيما أوضح خالد _ جزار بملحمة_ بأن (الفرَّاشة) لهم الفضل في جذب المشترين إلى المحال الأخرى، وأضاف بأن المواطن يأتي ويشتري الخضراوات والفواكهة من (الفرَّاشة) لأنهم يبيعون بأسعار أرخص وبالتالي يدفعون المواطن (بصورة غير مباشرة) إلى شراء الكمية التي يريدها من اللحوم أو البيض أو الدجاج، وأبدى سخطه من طريقة المحلية التي إتبعتها في إزالة (الناس المساكين ديل) حسب عبارته، وأضاف بأن المحلية كان عليها أن تنتظر حتى إنقضاء العام لتزيل (الفرَّاشة) نسبة لأنهم يدفعون إيجاراً شهرياً للمحلية، وأضاف بأنه لم يكن هنالك داع لإستصحاب كل هذه القوات المدججة بالأسلحة في مواجهة باعة الخضار والنساء المسنات اللائي يبعن “الويكة السارا" و"الدكوة" و"المرس". فيما رفض موظفي المحلية الإدلاء بأي أقوال بأن التصريحات للإعلام تقع على عاتق إدارة المحلية وأنهم معنيون بتنفيذ الأوامر لا غير، بيد أن مصدراً بالمحلية سرَّب ل(الموقع الجبهة الثورية أن المحلية سبق وأن أنذرت أصحاب التعديات من (الفرَّاشة) وأصحاب المحال التي بها مظلات خارجية، غير أنه أعترف بالقسوة التي أتبعت في تنفيذ القرار.