المعارض التونسي البارز شكري شكلت عملية اغتيال المعارض التونسي البارز شكري بلعيد صدمة للكثيرين، الذي خرجوا للشوارع احتجاجا على ما حصل، في الوقت الذي تطرح فيه تساؤلات كثيرة حول أسباب توقيت عملية الاغتيال هذه، والتي يرجعها الكثير من النشطاء التونسيين إلى الانتقادات اللاذعة التي لطالما وجهها بلعيد للحركة الإسلامية، إلى جانب آخر لقاء تلفزيوني أجراه المعارض مع تلفزيون نسمة، قبل يوم واحد من اغتياله. وخلال اللقاء التلفزيوني، تحدث بلعيد عن الاغتيالات السياسية في تونس، وقال: "أصبحت هذه الجماعات (في إشارة إلى حركة النهضة)، تمارس الاغتيال السياسي، وأجمع التونسيون على ذلك، ومن بينهم الغنوشي، الذي أراد الذهاب إلى عزاء القتلى، ورفض الأهالي استقباله. فهذا ضوء أخضر رسمي للاعتداء." وتعليقا على ذلك، كتب أحد النشطاء على فيسبوك: "العاقل سيعلم أن النهضة لا علاقة لها باغتيال شكري بالعيد، العقل سيعلم أن النهضة هي أكبر متضررة من اغتيال شكري بالعيد، العاقل سيعلم أن هذا العمل الإجرامي الجبان لا يستهدف شخص بعينه أو جهة بعينها بل يستهفدف تونس، العاقل سيعلم أن اغتيال شكري بالعيد يحمل بصمات مخابرات صهيونية فرنسية بأيادي تجمعية ورجال أعمال فاسدين لإدخال البلاد في أزمة وذلك بسبب كمال لطيف...لن تمروا." وكتبت فاتن اسبارانتيست: " أنا ما نفهمش في السّياسة وماعندي حتّى علاقة بيها....أمّا حسب ما فهمت أنّ النهضة قاعدة تصفّي في أعدائها فردا فردا....إضافة إلى ذلك مهما تكون شكري بالعيد يبقى مناضل تونسي كبير قاعد يتكلّم في كلام صحيح يحكي على مشاكل الشّعب ويعبّرلوا على مشاغلوا. الله يرحمك يا شكري إنشاء الله في الجنّة...و الله يحميك يا بلادي من أعدائك." وقال صابر عبدالواحد: "من الذي عنده مصلحة في قتله النهضة لإسكاته أو أطراف أخرى للإيقاع بالنهضة السياسة لعبة قذرة و تونس هي الضحية الله يرحمو كان مشاكس و جريء." أما على تويتر، فكان موضوع اغتيال بلعيد واحدا من أكثر الموضوعات شعبية في دول شمال أفريقيا، فكتب المدون المصري وائل عباس: "اغتيال السياسي اليساري شكري بلعيد اول من حذر من إعطاء النهضة للضوء الاخضر للاغتيالات السياسية في تونس !!! قريبا في مصر!!!" وكتبت الممثلة التونسية هند صبري: "تصفية شكري بلعيد أحد رموز المعارضة التونسية أمام بيته. أعجز عن الكلام و أبكي دما." أما سي سلامة عبدالحميد فكتب يقول: "بعد اغتيال التونسي شكري بلعيد: اللي هيغتالو سياسي مصري عشان يلبسوها لمرسي يركزوا على البرادعي أو حمدين. فكك من عمرو موسى أو السيد البدوي." -------------------------------------------------------------------------- المعارضة التونسية تنسحب من التأسيسية وتدعو إلى إضراب عام -------------------------------------------------------------------------- أعلنت الجبهة الشعبية التونسية المعارضة أنها قررت الانسحاب من الجمعية التأسيسية المكلفة بكتابة الدستور بعد اغتيال سياسي معارض، الأربعاء. وقال المتحدث باسم الجبهة الشعبية، حمة همامي، إن المعارضة تدعو أيضا إلى إضراب عام احتجاجا على اغتيال شكري بلعيد الذي قتله مسلحون أمام بيته في العاصمة تونس. ورافق مئات المتظاهرين الغاضبين سيارة إسعاف جابت وسط العاصمة تونس وعلى متنها جثمان المعارض اليساري البارز، بلعيد. وتوقفت سيارة الإسعاف أمام مقر وزارة الداخلية، وردد المتظاهرون الذين تتزايد أعدادهم باطراد شعارات معادية للحكومة مثل "الشعب يريد إسقاط النظام". وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لإبعاد المتظاهرين. وشهدت مدينة سوسة حالة عصيان مدني شاملة، احتجاجا على اغتيال بلعيد. كما خرجت مظاهرات حاشدة في مدينة سيدي بوزيد وسط وجود أمني كثيف. وقال ممثل عن تنسيقية الجبهة الشعبية بسوسة، هشام صابحية، إن اشتباكات اندلعت بين قوات الأمن وآلاف من المواطنين وأفراد من الجبهة الشعبية، وإن الشرطة أطلقت الرصاص في الهواء والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، الذين توجه عدد منهم إلى مقر الولاية (المحافظة) رافعين شعارات ضد النظام وضد الاغتيال السياسي". وقالت وزارة الداخلية إن متظاهرين أشعلوا النيران في مقار تابعة لحركة النهضة. وغصّ شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في البلاد بالمتظاهرين، الذين رفعوا شعارات تطالب بإسقاط الحكومة على خلفية الاغتيال. وهتف المتظاهرون أيضاً "عار عار شكري مات بالنار"، فيما طوقت قوات الأمن المكان ولم تقع حتى الآن أيه مواجهات. كما ندد المتظاهرون بقمع بعض الأطراف السياسية لحرية الرأي، معتبرين أن الحكومة التونسية الحالية لم تعد تستطيع حماية أبنائها، وأن عملية اغتيال شكري بلعيد هي الحلقة الأولى من مسلسل سيتابع الشعب فصوله لاحقاً. وقتل المعارض بلعيد، الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، بعد أن أطلق مجهولون النار عليه أثناء خروجه من منزله إلى العمل، في أول اغتيال سياسي تشهده البلاد. وقد أكد شقيق بلعيد نبأ مقتله لوكالة "فرانس برس"، قائلاً "تم اغتيال شقيقي، إنني يائس ومنهار" . وأوضح عبدالمجيد بلعيد لإذاعة "موزاييك" أن شقيقه أصيب برصاصتين لدى خروجه من منزله. وما إن أعلن خبر الوفاة حتى سارع أفراد حزب بلعيد إلى التجمهر أمام المستشفى الذي نُقل إليه، مرددين شعارات ضد الحكومة، ومطالبين بمحاسبة أي طرف تورط في عملية الاغتيال. فيما تتالت التصريحات والاستنكارات من مختلف الأطراف والأحزاب السياسية، حيث سارع حزب النهضة، الذي بدأت أصابع الاتهام تدور حوله في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" باعتبار أن بلعيد كان لا يفوت أي فرصة للظهور الإعلامي دون أن ينتقد سياسة حركة النهضة بطريقة لاذعة. ردود أفعال وفي أول ردّ فعل، قال رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي إن اغتيال بلعيد بالرصاص هو اغتيال سياسي واغتيال للثورة التونسية، مشيراً إلى أن هوية القاتل ما زالت مجهولة حتى الآن. وسارع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إلى نشر بيان عبر فيه باسم الحركة عن إدانته الشديدة لهذه الجريمة، كما قال إنها تستهدف أمن البلاد واستقرارها، وعزّى خلال البيان عائلة المغدور وحزبه، ودعا في بيانه السلطات الأمنية إلى بذل كل جهد للكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة وكشف أهدافهم أمام الرأي العام. ولفت في ختام بيانه إلى أن الحركة تدعو جميع الأطراف وكافة المناضلين وكل التونسيين إلى التضامن والوحدة وإلى التزام اليقظة وتفويت الفرصة على كل من يريد ضرب السلم المدني والتعايش السلمي بين التونسيين ودفع البلاد إلى العنف. من جانبه قرر رئيس الجمهورية التونسية، محمد المنصف المرزوقي، العودة اليوم الأربعاء إلى تونس مباشرة من فرنسا، وإلغاء مشاركته في القمة الإسلامية الثانية عشرة التي تستضيفها العاصمة المصرية القاهرة الأربعاء والخميس. فيما دعا الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية، حمة الهمامي، إلى التهدئة وأن يكون دم شكري بلعيد سبباً في توحد الشعب التونسي وإنهاء دوامة العنف.