"... و أنا أنصحكم , أن لا تبدأوا في وضع برنامج الأسلمة و التّمكين قيد التّطبيق , قبل أن تُفكّكوا مُؤسّسات الدّولة القديمة , فهي خطر كبير عليكم , نحن جرّبنا هذا قبلكم و عانينا منه...يجب عليكم تفتيت مُؤسّسات و ادارة دولة بورقيبة " العلمانيّة " لأنّها ستقاومكم ...فقط بعد ازالتها تستطيعوا أن تبنوا الدّولة الاسلاميّة المنشودة ..." *(من رسالة الشيخ حسن التّرابي زعيم الاخوان السوداني الى حزب النّهضة ...اكتوير 2011) هل هناك كلام أوضح من هذا ؟... تدمير الدّولة " العلمانيّة" ثمّ بناء دولة اُخرى ...شبيهة بالدّولة الّتي بناها االاخوان في السّودان ...و هل بقي من يتسائل عن سبب شروعهم في تدمير للدّولة في تونس ...بشكل مُتعمّد و على جميع المستويات , بدءاً بالأمن , وانتهاءاً بالاقتصاد , و الادارة ؟... انّها نفس الوصفة , و الّتي أدّت الى نفس النّتائج المعروفة ...انّها تجربة مُكرّرة و مُعادة مرّات , و مرّات ...فبعد "التّدافع " الخلاّق و التّمكين الاسلامي أصبح السّودان عدّة دول مُتحاربة و رسمت حدوده (امريكا و اسرائيل) , حسب خارطة ثرواته الطّبيعيّة ...و الآن بدأ تدمير الدّولة في سوريا , من أجل التّمكين " للاسلام السّياسي "..و لتصبح سوريا بعدها دويلات عديدة مُتحاربة ...و قبلها ليبيا و العراق و الدّور قادم على الجزائر بعد فشل المُحاولة الأولى في التّسعينات . الفوضى الخلاّقة , و "التّدافع الاجتماعي" ...بدأوا في تونس , و بعد سقوط الدّولة القديمة " العلمانيّة "...يبدأ التّمكين , و من تونس الّتي ستكون قاعدة خلفيّة و مرتكزاً ... تنتشر العدوى ...و يبدأ "التّدافع الاجتماعي " في الجزائر ...و بعدها يَكتمل "مشروع الشّرق الأوسط الجديد " و يبدأ الفصل الأوّل من سيناريو الاستعمار الجديد ...و تأتي الشّركات المُتعدّدة الجنسيات و العابرة للحدود ...لتضع يدها على ثروات شعوب في دول فاشلة , انهكتها الحروب الأهليّة و المجاعات و الأمراض ...و لتستولي على كلّ شئ بثمن زهيد تحت يافطة اعادة الاعمار و البناء.