أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    مليشيا التمرد تواجه نقصاً حاداً في الوقود في مواقعها حول مدينة الفاشر    ضربة موجعة لمليشيا التمرد داخل معسكر كشلنقو جنوب مدينة نيالا    مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية    شاهد بالفيديو.. شاعرة سودانية ترد على فتيات الدعم السريع وتقود "تاتشر" للجيش: (سودانا جاري في الوريد وجيشنا صامد جيش حديد دبل ليهو في يوم العيد قول ليهو نقطة سطر جديد)    ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك        أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نظام البشير يعمل مع اسرائيل ومع حماس.. عرمان : بعد نهاية هذه الحرب لن استمر في اي عمل تنفيذي حتى في داخل الحركة الشعبية
نشر في سودانيات يوم 01 - 03 - 2013

النظام يجري محاولات حثيثة لبيع تاج مملكة الشمولية لعدد من القوى السياسية
مصطفى سري
في حديث الساعة مع ياسر عرمان الامين العام للحركة الشعبية
الامين العام للحركة : النظام يجري محاولات حثيثة لبيع تاج مملكة الشمولية لعدد من القوى السياسية .. ويعمل مع اسرائيل ومع حماس
عرمان : انني بعد نهاية هذه الحرب لن استمر في اي عمل تنفيذي حتى في داخل الحركة الشعبية عرمان : الدكتور منصور خالد من المثقفين الكبار في السودان ونقول له ( ينعم صباحك نور ويسعد مساءك الخير )
اجرى الحوار : مصطفى سري
+ الحكومة السودانية تعمل الان على الاتفاق مع قوى المعارضة لاصدار دستور جديد للبلاد ، ما رايكم ؟
= النظام السوداني يجري محاولات حثيثة لبيع تاج مملكة الشمولية ، وامارة المؤتمر الوطني لعدد من القوى السياسية المعارضة على اساس ان رئيس النظام عمر البشير لن يترشح في انتخابات العام 2015 ، ولذلك على الكل ان يمني بوراثة النظام عبر تلك الانتخابات ، وهو ينشر هذه الدعاية الكاذبة في الداخل وفي الخارج ، لكن لا احد عاقل يصدق هذا النظام ، نحن نعرف الانتخابات التي يجريها النظام وشاركت فيها جميع القوى السياسية من قبل ، ودون اجراء انتقال حقيقي لتفكيك الشمولية ودولة الحزب الواحد لن تجرى انتخابات ديموقراطية . النظام يتحدث باكثر من لسان والى اكثر من زعامة سياسية ، والى اكثر من حزب سياسي ، وهو يريد ان يجمد عمل القوى السياسية ، وكذلك ان يفوت الوضع المثالي الذي يرشح القوى السياسية لاسقاط النظام واحلال بديل ديموقراطي واعادة هيكلة الدولة السودانية ، استمرار النظام سيؤدي الى تمزيق السودان ، والنظام يذهب الى كل حزب ويعرض عليه تاج مملكته ، ولديه لغة مع كل زعيم وحزب حول كيفية انتقال الورثة الشمولية للاحزاب ، واخر ما توصل اليه النظام هو ان يستخدم لجنة المشير عبد الرحمن سوار الذهب ، والتي من المفترض ان تعقد ورشة عمل يوم السبت المقبل كجزء من عملية الخداع ، وقد عقدت اجتماعات بالفعل مع بعض القوى السياسية ، والمشير سوار الذهب مع احترامنا له ، فان لديه علاقة متشابكة مع النظام الذي يريد ان يشتري الوقت وليس لديه اي شئ يستطيع ان يقدمه . المهم انه لا يمكن وضع دستور دون انهاء الحرب ، والاتفاق على ترتيبات انتقالية ، وستكون هذه نكتة سمجة ان تشارك اي قوى سياسية محترمة في لجنة للدستور دون الاتفاق على الترتيبات الانتقالية التي تتيح الحريات والنقاش الواسع حول الدستور ، ودون انهاء الحرب كشرط رئيسي لوصول السودانيين لدستور يعبر عن ارادة وطنية شاملة واجماع وطني وفي ظل مناخ يتيح تفاعل وطني بين كافة القوى السياسية السودانية . عرض النظام الدخول الى انتخابات العام 2015 بترتيبات من المؤتمر الوطني هو سوق من اسواق المواسير والشيكات الطائرة التي يشتهر بها سوق المؤتمر الوطني السياسي .
+ وهل تعتقدون ان وثيقة الفجر الجديد التي وقعتها القوى المعارضة بشقيها السياسي والمسلح ما زالت فاعلة رغم اعلان بعض الاحزاب الموقعة عن سحب توقيعها ؟
= لا يوجد بديل لوثيقة الفجر الجديد ، بل حتى خصومها الذين كالوا لها السباب واتهموا الذين وقعوا على الوثيقة بكل الموبقات يبحثون عن فجر سموهو بالفجر الاسلامي في اسلوب فج يعكس مدى انحطاط تفكير هذه القوى التي تبحث عن وراثة النظام بما تسميه بالفجر الاسلامي وهي قوى طفيلية منتفخة الاوداج والبطون ، وهذا يوضح بجلاء قوة الطرح الذي طرحته وثيقة الفجر الجديد ، والان من الواضح ان القوى التي وقعت على الفجر الجديد هي التي في يدها المبادرة السياسية ، بل اكثر خصومها فجاجة مثل منبر السلام العادل لم يجدوا شئ الا بالتمسح على اعتاب الفجر الجديد ، الجميع بات مقتنعاً بضرورة التغيير ، وهو آت لا محالة . وثيقة الفجر الجديد ولاول مرة وضعت كامل زمام المبادرة السياسية في يد المعارضة ، رغم الحملات والاغراءات والتخويف والابتزاز والدس الرخيص الذي مارسه المؤتمر الوطني ، فلا تزال الوثيقة ذات بريق عالي ، بل حتى الراغبين في ورثة النظام من داخله يبحثون عن فجر لهم ، واذا اردت ان تدرك وبسهولة قوة وثيقة الفجر الجديد وخوف النظام منها ، فان الاعتقالات ، والاحتفاظ بالزعماء الشجعان الذين وقعوا على الوثيقة ، كل ذلك يوضح هلع النظام ، واحتفاظه بقادة سياسيين بعضهم يعاني من امراض مزمنة ، وشخصيات مثل الدكتور محمد زين العابدين ، الدكتور عبد الله عبد الرحيم ، انتصار العقلي ، القائد عبد العزيز خالد ، وهشام المفتي ، ودكتور يوسف الكودة ، . كل ذلك يوضح حيوية وقوة وثيقة الفجر الجديد التي سيتم تطويرها وهي قابلة للتطوير ، وسيتم اخذ الملاحظات في الحسبان ، والوثيقة عملية وليست حدث ، واهم شئ ان الوثيقة اصبحت تمثل تياراً شعبياً وسط كل القوى السياسية ، وتطويرها ليس فقط من الذين وقعوا عليها بل ستنفتح على اوسع قوى من المجتمع المدني والقوى السياسية ، وهي وثيقة لا بديل لها ، لان الفجر الجديد تعني عمليتين مترابطتين ، اولا انها تعني في المقام الاول وحدة كافة القوى المعارضة لاسقاط النظام ، ثانيا احلال بديل منظم للنظام حتى لا نترك بلادنا نهب للفوضى ، بل نحن نتوقع ان هناك قوى ستبتعد من النظام الحالي ، وهنالك مجموعات من الاسلاميين ستعلن رايها بوضوح في رفض الشمولية ، وفي ضرورة ايجاد ترتيبات جديدة ، وستتسع دائرة الرفض ، وهذا ما يثير فزع النظام ، والان هنالك ظواهر عديدة وتطورات جديدة ، وتصدي شجاع من المواطنين ضد النظام في مختلف مناطق السودان ، مثل ما حدث في المناقل ونيالا، والشعب السوداني يرغب في التغيير واسقاط النظام .
+ لكن هناك تخوف من بعض القوى السياسية من ذهاب الحركة الشعبية للتفاوض مع نفس النظام وان ذلك سيقود الى الانفضاض من هذه الوثيقة ، ما ردكم ؟
= الحركة الشعبية اذا ارادت ان تذهب وان تتفق وان ارادت ان تلحق مع النظام والوضع القائم ، لما انتظرت الفجر الجديد ، والحركة الشعبية واحدة من القوى الرئيسية التي ساهمت في الوصول الى وثيقة الفجر الجديد مع كافة القوى التي وقعت عليها ، واؤكد لك باننا في قيادة الحركة الشعبية لا نرغب في حلول جزئية ، كما اننا لا نرغب في وراثة الشمولية او المشاركة فيها ، ولا نشتري حنيطير المؤتمر الوطني ، الذي يجب عليه ان يقبل بالتغيير الشامل وكل القوى السياسية سترحب بذلك ، والتغيير الذي ننشده هو الذي سياتي بترتيبات جديدة ونظام جديد ، وديموقراطية ، ومحاسبة تشكل اساساً للحياة السياسية القادمة ، ولذلك فان المؤتمر الوطني يعمل على اضاعة الوقت . الحركة الشعبية ستذهب الى المفاوضات لعدة اسباب موضوعية ومنطقية ، اولها الوضع الانساني يهم اكثر من مليون مواطن ومعظمهم موجودين في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية ولابد لنا ان نتعامل بمسؤولية مع هذه القضايا ، وثانيها قرار مجلس الامن الدولي (2046 ) يأتي تحت البند السابع ، وهو قرار ملزم لكافة الاطراف ، وهو بمثابة قانون دولي لابد من التعامل معه ، والحركة لا تبحث عن صفقة اوحلول جزئية ، ولكن اي فرصة لحل شامل نحن نقف معه . نحن لسنا دعاة للحرب ، ومتى ما وجدنا التغيير الحقيقي استجبنا له ، وقادة الحركة الشعبية لا يبحثون عن وظائف ، فهم كانوا بالفعل لديهم تلك الوظائف ، وانت تعلم ان رئيس الحركة الشعبية ونائب الرئيس وقادتها كانت لديهم تلك الوظائف ، وما نبحث عنه هو حل شامل متى وجدناه قبلنا به ، وهو ما تسعى اليه كل القوى السياسية ، لكننا مقتنعون ان النظام لن يقبل بالحل الشامل ، وهو غير راغب في الوصول الى اي حلول سياسية ، بل هو لا يقبل حتى اعطاء الطعام للمواطنين ويعمل على ضربهم ليل نهار جواً وبراً ، فكيف يقبل باي تحول . المفاوضات ستثبت للمجتمع الدولي تعنت النظام ، وستكشف للمجتمع الدولي حق الشعب السوداني في الحرية والديموقراطية ، وانه لا بديل الا بتوحيد قوى المعارضة عبر وثيقة الفجر الجديد ، والعكس هو الذي سيحدث ، حيث ان الوثيقة التي وقعناهها والعمل الذي نقوم به سيؤكد لاعضاء الحركة الشعبية ومؤيديها والشعب السوداني والمجتمع الدولي انه لابديل الا باسقاط هذا النظام لانه يأخذ الشعب كرهينة وهو نظام فاسد ، والرغبة في تغيير النظام لا تاتي فقط من خصومه بل من داخله ، حيث هنالك شخصيات فاعلة وعدد كبير من ضباط القوات المسلحة معتقلين وهم كانوا من قادة تنظيم الاسلاميين في الجيش ، وهنالك تشريد مستمر حتى للكثيرين الذين بنوا قلعة هذا النظام ، فما بالك معنا نحن الذين ظللنا نعارض شمولية النظام ، وقدمنا اكبر التضحيات في العمل على التغيير ، فهل يعقل ان نترك عملية التغيير .
+ الحكومة السودانية تتهم من وقعوا على وثيقة الفجر الجديد بانهم اداة لقوى خارجية من بينها اسرائيل ، ماذا تقولون ؟
= هذه ترهات لا تستحق ان نتوقف عندها او الالتفات لها ، ولكن نقول اذا كانت هناك ثمة معارضة في منطقتنا قد توحدت ، وقامت باجراء وحوارات وعمل مشترك هي المعارضة السودانية ، نحن مشاركون وشهود على ما تم ، ولا توجد اي قوى خارجية من قريب او بعيد ، بل ان المعارضة السودانية وجزء من قياداتها توصلت الى هذه الوثيقة عبر حوار طويل ، وفي ظل مناخ دولي سلبي ، والجبهة الثورية على وجه التحديد استطاعت ان تعمل مع القوى السياسية عبر الحوار ان تتوصل الى هذه الوثيقة في ذلك المناخ السلبي الذي بدأ يتحول الان الى مناخ ايجايبي وسيتحول اكثر واكثر الى مصلحة قوى التغيير في السودان . نحن نقوم بعمل واسع خارجي لتغيير الارض الى مصلحة قوى التغيير التي تعمل على اسقاط النظام ، ولقد قمنا بالفعل بعمل اقليمي ودولي ، هو الاقوى في تاريخ المعارضة ، وستظهر نتائجه عما قريب، وهنالك عوامل جديدة لمصلحة قوى التغيير من ضمنها الانقسام الرأسي والافقي في قيادة المؤتمر الوطني ، وامتداد هذا الانقسام للقيادات العسكرية والامنية ، والمؤتمر الوطني لديه تحالف خارجي مع بعض الدول ، فهو قد جعل من اراضي البلاد ساحة لمعارك خارجية ، لذلك حديثه عن دعم خارجي للمعارضة ، نقول ان كل اناء بما فيه ينضح ، ، وحديثه عن اسرائيل يأتي لذر الرماد في العيون ، عن التقارير التي صدرت قبل ايام ومن اسرائيل نفسها عن ترحيل مواطنيين سودانيين من تل ابيب الى السودان بالاتفاق مع النظام نفسه ، وكالعادة فان النظام يبيع ويشتري في كل الاسواق ، فهو يعمل مع الاسلاميين ويبيعهم ، وهو كذلك يعلن العداء ضد اسرائيل ولكنه يعمل ليلاً معها ، هذه هي الحقيقة التي تتكشف يوماً بعد يوم ، ان هذا النظام ليس لديه مبدأ سوى الحفاظ على السلطة وهذه طبيعة حركات الاسلام السياسي ، والمؤتمر الوطني يعمل مع اسرائيل ومع حماس ، ويعمل على زعزعة استقرار افريقيا ، ولديه لجان لدعم الاستقرار مع كل دول الجوار ، ويدرب المتطرفين ويسلم بعضهم ، وهو مع ايران ومع السعودية ، نظام بهلواني ، وحركات الاسلام السياسي كلها قائمة على البهلوانية لا على المبادئ ، وهي انظمة في جوهرها متطرفة ومعادية للتنوع والديموقراطية وتعتمد فقه الضرورة للحفاظ على الحكم ، وكما يقول اهلنا ( ركاب سرجين وقيع ومساك دربين ضهيب ) وهذه الطبيعة الاسفنجية هي سمة عامة لحركات الاسلام السياسي ، واين ما يأخذهم الحفاظ على السلطة سيصيرون معه . النظام مستعد لتمزيق البلاد اذا تعارض ذلك مع بقاءه في سدة الحكم والسلطة ، وهذا هو مسرح العبث الذي يعمل فيه ليجلس الى الابد على مقاعد السلطة .
+ هنالك جهات في المجتمع الدولي تعتقد ان النظام ما زال قويا وان المعارضة في شقيها السياسي والعسكري لم تستطع تغييره طوال هذه الفترة ، كيف تردون على ذلك ؟
= هذه الجهات لديها مصالح ، ولكن الحديث ليس عن قوة النظام ، لان نظام القذافي كان اكثر قوة من نظام الخرطوم ، وكذلك نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في تونس والمصري حسني مبارك ، هذه الانظمة كانت اقوى من هذا النظام ، لكن توجد مصالح حقيقية وهي مستمدة من ضعف النظام ، لانه مستعد ان يبيع امه نفسها في سوق في سبيل تثبيت كراسي الحكم ، ولذلك هنالك قوى كثيرة مصالحها يمكن ان تخدم اكثر في نظام متهالك مستعد ان يستجيب لكثير مما هو مطلوب منه ، وقد احدث النظام في السودان ما لم يمكن ان تحدثه اي قوة معادية للبلاد ، والنظام دمر الزرع والصحة والتعليم والمراكز العامة وافقر الناس وقسم السودان وقد اساء لكل السودانيين ، وارتكب الابادة الجماعية ، ولذلك هذا نظام يمكن ان يحتفي به من هو اكثر عداوة للسودان ، ولذلك فان الحديث عن قوة النظام نقول غير موجودة ، بل ان الشعب السوداني والمعارضة اقوى بكثير منه ، والجدير بالملاحظة ان قوة النظام مستمدة من عدم وحدة خصومه في المعارضة ، وهذا ما اعطى النظام قوة في ظل تشتت خصومه ، ولذلك فان الحرب الشعواء على وثيقة الفجر الجديد ليس لانها تحدثت عن علاقة الدين والدولة ، ولا لانها تحدثت عن العمل العسكري او غيره آليات ، ولكن النظام اصابه الهلع لان كل القوى التي تعارضه والغاضبين والمتضررين منه اجتمعوا في وثيقة الفجر الجديد ، وهذه عملية مستمرة لوحدة المعارضة ، اذن ما يخيف النظام هو وحدة المعارضة ، وهو لا يهتم بالدين بل يهتم بالدنيا وهي القضية الرئيسية ، والجميع يعلم ان وحدة المعارضة ستؤدي الى ازالة هذا النظام ، والعلاج الناجع هو وحدة المعارضة وتطوير وثيقة الفجر الجديد ، وفي ذلك نحن لسنا سجناء للمصطلحات والنصوص ، بل اننا سنتعامل بذهن منفتح مع كافة قوى المعارضة لتوحيدها على اساس مرحلة انتقالية جديدة تتيح للسودانيين جميعاً للاجابة على السؤال : كيف يحكم السودان قبل من يحكمه ؟ وبناء مستقبل جديد للسودانيين وتوحيد السودان على اسس جديدة .
+ لكن قوى المعارضة لا تثق في بعضها ، هناك من يحاور النظام واخرين تنصلوا عن وثيقة الفجر الجديد بعد ان وقعوا عليها ، الا تعتقد ان المشكلة في المعارضة ؟
= ان الابداع والانجازات التي تمت على مر تاريخ البشرية كانت بسبب التغلب على الاوضاع الصعبة ، خاصة ان هناك من كانوا يتوقعون انه لا يمكن التغلب عليها ، ولذا الانجاز والابداع الحقيقي سيكون في التغلب على الشكوك وعدم الثقة ، ومحاولة تمزيق صف المعارضة مصدره النظام ، وهو يعمل ليل نهار على ذلك ، وهو اكثر الانظمة التي تستخدم الاساليب الفاشية وتشويه صورة المعارضة وزعماءها ، ولديه شبكة واسعة ومعقدة حتى من بعض االناس الذين تلمع ظواهرهم بالمعارضة ولكن دواخلهم يعملون مع النظام ، والنظام يحاول تدمير وحدة المعارضة وزرع الشكوك وعدم الثقة ، والانجاز الحقيقي لهذا الجيل هو التغلب على ذلك، وبناء دولة جديدة تسع الجميع ، ومستقبل جديد للسودان واعادة توحيد السودان على اساس وجود دولتين ، والوصول الى علاقة استراتيجية بين السودان وجنوب السودان ، هذه هي المهام امام قيادات المعارضة ، شيوخاً وشباباً ، نساء ورجال ، وهذه هي القضية الرئيسية ومربط الفرس وهو ما يستحق الانجاز ، ولا يوجد اي خيار امام شعبنا لاستعادة دولته وكرامتهم وحياتهم من جديد والوصول الى مستقبل مشرق الا بانجاز هذه المهمة .
+ بعض القوى المعارضة تقول ان تغيير النظام بالقوة المسلحة فيه خطر على السودان ، وان الجبهة الثورية التي تحمل السلاح يمكن ان تغير من التركيبة الاثنية والسكانية ، كيف ترون ذلك ؟
= لا يوجد حزب سياسي من الاحزاب المعروفة في السودان لم يحمل السلاح فيما عدا الحزب الجمهوري والاستاذ محمود محمد طه ، اما الاخرين فقد حملوا السلاح حتى في ظل هذا النظام ، والذين يتخوفون من العمل المسلح بعض هذه المخاوف تستحق التوقف عندها ، وبعضها الاخر فزاعات ، وبعضها عدم تصالح مع الذات ، والشعوب التي تنتفض ضد الدولة السودانية في الهامش هي نفسها التي شاركت في الثورة المهدية وفي المعارك ضد الاستعمار . وصحيح ان هنالك قضايا ومسؤوليات يطرحها هذا الشكل من النضال ، علينا جميعاً توسيع دائرة العمل الجماهيري السلمي ، والنهوض بالعمل الذي سيؤدي الى انتفاضة واسعة ولا يكون السلاح الا لحماية جماهير الانتفاضة ، وكل ما هو مطلوب كيف ننسق ، ولا يمكن الغاء العمل المسلح كما لا يمكن الغاء العمل السلمي ، ووثيقة الفجر الجديد قالت انه آن الاوان للتركيز على العمل السلمي المدني لاسقاط النظام ، وهذه هي المهمة الرئيسية ، وعلينا ان لا نخلط الاوراق وان ننظر بعين واقعية ، وان نعطي فرصة لانتفاضة شعبية جماهيرية واسعة تستفيد من العمل المسلح ، ولكن الانتفاضة السلمية تشكل المعالم الرئيسية للتغيير القادم ، نحن نتفق على ذلك ، والقوى التي تعمل في النضال المسلح لديها جماهير عريضة يمكن ان يعملوا في العمل السلمي الديموقراطي ، وهذه الحركات المسلحة هي في الاصل حركات سياسية ، ولم تولد باسلحتها ، بل ولدت بالسياسة وجاءت الاسلحة لاحقاً ، وعليه فان قضيتنا سياسية في المقام الاول ، متى ما وجدنا صيغة افضل لحلها سنذهب اليها ، وقلنا مراراً اننا مع الحل السلمي الشامل الذي يؤدي الى تغيير حقيقي كما حدث في جنوب افريقيا ، الخيار الثاني المفضل لدينا انتفاضة شعبية واسعة مثل ما حدث في عامي 1964 ، 1985 ، ونحن نستطيع ان نضرب امثلة في داخل بلادنا ، ولكن هذه الانتفاضة يجب ان تؤدي الى الاجابة على سؤال كيف يتم حكم السودان ، وليس على تربع البعض في الحكم دون الاجابة على الاسئلة التي ابعدت السودان من بناء دولة حديثة منذ الاستقلال ، ولذلك فان العمل المسلح هو مجرد وسيلة وآلية لتغيير النظام ، ومتى ما وجدنا آليات اكثر فاعلية فنحن معها ، وازالة التخوفات نقول انه لاحد يمكن ان يستغفل احد ، ويجب ان يكون من بين صفوفنا من يريد ان يبيع بضاعة مغشوشة ، او من يريد ان يبدل الضحايا بضحايا جدد ، او من يريد ان يبدل بندقية ببندقية اخرى ، بل علينا جميعنا الذهاب الى صفحة وطنية جديدة والى مشروع وطني جديد ، وهذا لا يتم الا عبر الجلوس بتطوير وثيقة الفجر الجديد والتمسك بوحدة المعارضة .
+ يتهمك النظام بانك تبحث عن مواقع وقيادة وانك احد الذين يعرقلون العلاقة بين دولتي السودان وجنوب السودان ، كيف ترد ؟
= هذه اتهامات سافرة دون اقدام ، تكذبها الوقائع الموجودة في دفاتر النظام نفسه ، وهو يعلم انه في الفترة الانتقالية عرضت علي (5 ) وزارات ، وقد عرضها علي النائب الاول آنذاك ورئيس دولة الجنوب الحالي سلفاكير ميارديت بان اكون وزير في رئاسة الجمهورية في مكتبه واعمل معه ، واعتذرت له وذلك في حضور الصديق دينق الور ، وقبل اعتذاري ، وبعد نقاش قررت ان اذهب الى البرلمان ، ثم عرض علي دينق الور نفسه بان يتم تعيني وزيراً للخارجية بدلاً عنه ان يذهب هو للعمل الى جنوب السودان ، واعتذرت ودينق الور موجود ويمكن ان يسأل عن ذلك ، ثم عرضت علي في مرحلة لاحقة ان اكون وزير شؤون مجلس الوزراء ، واعتذرت مرة اخرى ، وبعد نقاش قلت انني ممكن ان اصبح مستشاراً لكي لا اتحمل مسؤوليات تنفيذية حتى اساعد النائب الاول آنذاك في اداء بعض المهام ، عروض اخرى قدمت واعتذرت عنها ، وفضلت العمل داخل مؤسسات الحركة الشعبية ، والحرب التي تقودها دوائر عديدة حتى ان بعضها يلبس ثوب انه جزء من قوى المعارضة والديموقراطية ، هي حملة سافرة لا تمتلك اقدام ، والاساس في هذه الحملة معلوم ومصدرها في خاتمة المطاف هو الخرطوم ، وهم يعلمون مواقفي السياسية ، واود ان اؤكد لك اليوم وغداً ، وللذين يعرفونني جيداً انني لا اسعى الى وظائف ، ولو كنت اريدها لوجدتها في اوقات سابقة ، وقادة النظام انفسهم يعرفون ذلك ، انا لا ابحث عن وظائف او ما يقدمه النظام للاخرين سواء كانت سلطة او اموال ، وهو يدرك ذلك ، وسيرتي معروفة لاصدقائي ولقادة الحركة الشعبية الذين عملت معهم لوقت طويل ، مراراً وتكراراً اعتذرت عن مهام كثيرة يسيل لها لعاب الاخرين ، وقد عبر عن ذلك الدكتور منصور خالد في احدى مقالاته ، وما اود ان اقوله حتى من موقعي الحالي كامين عام للحركة الشعبية ، ويمكنك ان تحاكمنني في يوم من الايام عليه ، انني بعد نهاية هذه الحرب لن استمر في اي عمل تنفيذي حتى في داخل الحركة الشعبية ، ولن اقوم بترشيح نفسي في اي موقع تنفيذي حتى ولو عبر الانتخابات ولن اخوضها ، وكل ما ساعمله في السنوات القادمة المساعدة في بناء تحالف بين قوى الهامش والقوى الديموقراطية ، وان اساهم باقصى درجات المساهمة في بناء هذا التحالف التاريخي لنقل السودان الى مرحلة جديدة ويجب ان يقوم هذا التحالف المهم لمصلحة جميع السودانيين . وساعمل مع اي سودانية وسوداني شمالاً وجنوباً الى توحيد السودان على اساس وجود دولتين ، ووجود اتحاد سوداني مثل الاتحاد الاوربي ، هذه هي المهام التي ساقوم بها في المستقبل وانا مسؤول عن هذا الحديث الذي اقوله لك الان . الحملات المضللة والكاذبة ستنتهي مثل ما انتهت حملات سابقة لها ، وكرس النظام صحف ومؤسسات وكنت موجود في الخرطوم واستهدفني لمدة ست سنوات ، حتى ان احدهم من المؤتمر الوطني اخرج مسدسه في داخل البرلمان ، وهذا امر لم يحدث من قبل ، وهذه سابقة لم يجري التحقيق فيها ، وتمت محاولة تفجير مكتبي في الخرطوم ولم يتم التحقيق ايضاً رغم مجئ الشرطة واخذها للعينات والبينات ، بل ان الصحف منعت من نشر صور الانفجار في المكتب في ذلك الوقت ، وقد تم تكفيري علناً من هيئة حكومية تسمى هيئة علماء وليس لها علم ، وتم اعتقالي والاعتداء علي بالضرب رغم انني كنت رئيس الهيئة البرلمانية ولدي حصانة ، ولم ابدل ولم اغير توجهاتي السياسية ، وقد هددت مراراً وتكراراً ، وتم التطرق لحياتي الشخصية وحياة اسرتي باكاذيب وترهات يحاكم عليها القانون ولم يتم ذلك ، وعليه اقول اننا لسنا طلاب سلطة ولم تكن هي في يوم من الايام قضية لنا ، ومطالبنا هي التغيير وبناء دولة سودانية راسخة القدم ، وانا مؤمن ايمان قاطع بضرورة تكوين تحالف ديموقراطي واسع بين قوى الهامش والقوى الديموقراطية وبناء كتلة تاريخية لمصلحة السودان اولاً ، وهذا هو المكان الرئيسي لمسرح نشاطي القادم ، وليس البحث عن سلطة التي وجدناها من قبل ورفضناها وسنرفضها مرة اخرى ، وفي ذلك سجلي واضح وموقف قاطع ، فقد عملت ثماني سنوات في صفوف اليسار السوداني ، وعملت اكثر من 27 عاما في الحركة الشعبية ولا ازال كما في السابق ، واعلم ما هي المهام التي يمكن ان اقوم بتأديتها ، ولا عزاء لكل الذين يشنون هذا الهجوم واقول لهم انه غير مؤثر بل يزيدني يوماً بعد يوم قناعة بان ما افعله صحيح ومؤثر لدرجة كبيرة ، ان هدفنا النهائي سيظل هو السلام والطعام والديموقراطية والمواطنة المتساوية ، وفي ذلك لا نعتذر لاحد .
+ على ذكر الدكتور منصور خالد ، اين هو ولماذا ابتعد عن الحركة الشعبية نفسها ؟
= الدكتور منصور خالد ملء السمع والبصر وهو اطول النخلات في عالم الاستنارة اليوم ، وقد قام بعمل كبير وغير مسبوق وهو من اكبر المثقفين السودانيين الذين انضموا الى الحركة الشعبية من شمال السودان ، وسينصفه التاريخ ، وهو شخص كتب افكاره ولا يستطيع احد ان يزايد عليه ، وادعو اصدقاء الدكتور منصور خالد لتكريمه على العمل الكبير الذي قام به بانضمامه الى الحركة الشعبية ، وهو شخص محب للسودان وبذل مجهودات كبيرة للحفاظ على وحدة السودان على اسس جديدة ، وهي مجهودات مشاهدة ومسموعة ومقروءة ولا يمكن تضليل الناس بالمزايدة عليها ، وهو يستحق التكريم في شمال وجنوب السودان معاً ، لانه من المثقفين الكبار من وسط السودان الذين انحازوا الى قضايا الهامش ، وتأهيل جيل جديد حتى يكون السودان بلداً فاعلاً ، ومواقفه واضحة ، ونحن في الحركة الشعبية راضون عن خياراته ، وهو في الاصل وفي كل مرحلة من المراحل اختار لنفسه الدور الذي يريده ، الان ما حدده لنفسه من دور لا نريد اي احد ان يزايد عليه ، فقد ادى دوره في الحركة الشعبية ، وهو الان متفرغ للكتابة وليست لديه صلات تنظيمية بالحركة الشعبية ، لكن تظل وجهة نظره ورؤيته واضحة للقضايا في السودان . وتجدني من المقدرين والعارفين بقيمة منصور خالد واقول له وهو المحب للحقيبة وذو المزاج الامدرماني المنفتح على كل السودان شمالاً وجنوباً ، اقول له ( ينعم صباحك نور ويسعد مساءك الخير ) وانا ابحث عن وقت لكتابة مقالة عنه .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.