الناطق باسم حركة العدل والمساواة: اتفاق الدوحة نموذج للفشل جبريل آدم ل«البيان»: الخرطوم تسلّح قبائل دارفور المصدر: الخرطوم - البيا ن - طارق عثمان أكد الناطق الرسمي لحركة العدل والمساواة، وهي أكبر الفصائل المتمردة بإقليم دارفور السوداني المضطرب، جبريل آدم بلال، أن حصيلة القتلى والجرحى من جراء الاشتباكات القبلية التي وقعت في دارفور أخيراً تجاوزت 600 قتيل وجريح، وحمل الحكومة السودانية مسؤولية الأحداث واتهمها بتسليح القبائل، في ذات الوقت الذي وصف فيه اتفاق الدوحة لسلام دارفور بأنه نموذج للفشل.وقال بلال خلال حواره مع «البيان»: إن أزمة دارفور التي أكملت عامها العاشر لا تزال تراوح مكانها، مشيراً إلى أن الحكومة لا تزال تشكل مهدداً لحياة المدنيين بمواصلتها ذات الجرائم التي ارتكبت قبل عشرة أعوام بحسب قوله، مشدداً على أن حركته ظلت تسيطر على الأوضاع الميدانية وألحقت الهزيمة تلو الأخرى بالقوات الحكومية، وأضاف بلال: «لكن المهم في الأمر أننا خلال هذه الفترة استطعنا أن نجعل من رأس النظام شخصاً غير مرغوب فيه لدى كل الدول المحبة للسلام». وفي ما يأتي نص المقابلة.. ما أسباب ارتفاع وتيرة العنف القبلي خلال الأيام الأخيرة بدارفور؟ ارتفاع وتيرة النزاع القبلي بدارفور في الفترات الأخيرة مرده إلى مواصلة الحكومة برنامج تسليح القبائل بصورة بشعة، كما سعت إلى إعادة تقسيم دارفور على أساس المحاصصة القبلية، فالحكومة لم تنشئ ولاية أو محلية أو أي وحدة إدارية في دارفور إلا على أساس قبلي صارخ. 600 ضحية هل لديكم إحصائية بحجم الضحايا من جراء أحداث السريف الأخيرة بين قبيلتي بني حسين والرزيقات بشمال دارفور؟ وفقاً للإحصائيات المتوافرة من قبل الإدارات الأهلية في المنطقة، فإن أعداد الضحايا الجرحى منهم والقتلى تجاوزت 600، وهذه تعتبر خسارة فادحة في الأرواح في صراع مصطنع من قبل الأجهزة الأمنية، في ظل تعمد الغياب من قبل القوات النظامية التي كان من الممكن أن تحول دون وقوع الكارثة إن رغبت. المتهم الوحيد ما دوركم أنتم خاصة وأن أصابع الاتهام الحكومية تشير إليكم في تأجيج هذا الصراع؟ نحن ناشدنا الإدارات الأهلية والأعيان من الطرفين، وأجرينا معهم اتصالات، بغية وضع حد لإراقة دمائهم، وشرحنا لهم المخطط الذي ترسمه الحكومة بغرض الفتنة ولا تزال اتصالاتنا معهم مستمرة ولم تنقطع، أما أصابع الاتهام فهي تشير إلى المتهم الأوحد في الفتنة وهي الحكومة التي سلحتهم ودبرت لهم أسباب القتال ولم تحرك ساكناً لنجدتهم لأنها تريد لهم القتال. كيف تقيمون الأوضاع الميدانية عموماً في دارفور بعد مرور عشرة أعوام على الحرب؟ للأسف، بعد مرور عشرة أعوام من عمر الأزمة السودانية في دارفور لم تراوح الأوضاع الميدانية مكانها، إذ إن الحكومة ومليشياتها لا تزال تشكل مهدداً لحياة المدنيين بمواصلتها ذات الجرائم التي ارتكبت قبل عشرة أعوام، وإن كنا ومازلنا نمسك بزمام الدفاع عن المدنيين، وتمكنا من إلحاق الهزيمة تلو الأخرى بالمليشيات الحكومية وظللنا طوال سنين الحرب نسيطر على الأوضاع الميدانية، ولكن المهم في الأمر أننا خلال هذه الفترة استطعنا أن نجعل من رأس النظام شخصاً غير مرغوب فيه لدى كل الدول المحبة للسلام. هل مازلتم على موقفكم من الدعوات الحكومية المتكررة للحركات المسلحة باللحاق بمنبر الدوحة للسلام؟ دعوات الحكومة للانضمام لسلام الدوحة لا تعنينا في شيء، لأن اتفاق الدوحة يمثل نموذجاً للفشل في قمة تجلياته، ولأنه لم يخاطب القضايا الأساسية التي قامت من أجلها الحرب، ولذلك لم نقبل لأنفسنا أن نسجل في قائمة الفاشلين. دور فاشل أكد الناطق الرسمي لحركة العدل والمساواة جبريل آدم بلال، أن دور بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي «اليوناميد» لم يكن أقل سوءاً من دور الأجهزة الحكومية، فهي فشلت تماماً في حماية المدنيين بدارفور، كما فشلت في حماية نفسها، فكل تحركاتها مرهونة بإذن الأجهزة الأمنية الحكومية حتى التحقيق لكشف ملابسات الحوادث لن تستطيع قوات «اليوناميد» أن تحرك ساكناً دونما إذن من الحكومة، وهذا يعني بكل وضوح أن دور «اليوناميد» هو الدور الذي ترسمه لها الحكومة.