علن الرئيس السوداني عمر البشير رفض بلاده القاطع لبقاء قوات “اليونميس" بعد انفصال الجنوب في التاسع من يوليو/تموز الحالي، مهما كانت الظروف والأسباب، وجدد تأكيد حرص الشمال على التعاون مع الجنوب، وحل مسألة حلايب مع مصر عن طريق التشاور والحوار، فيما أعلنت حكومة الجنوب اكتمال التحضيرات لإقامة الاحتفال بإعلان دولتها الوليدة . وأعلنت الأممالمتحدة أن أمينها العام بان كي مون سيحضر الاحتفال . وقال البشير في حوار مع بعثة إعلامية رافقته في زيارته إلى الصين، إن قضية حلايب ظهرت إلى السطح منذ أيام الرئيس المصري جمال عبد الناصر وانتقلت بعد ذلك إلى مجلس الأمن لكنها لم تحسم . وأضاف أن مصر دخلت حلايب في وقت كانت كل قواتنا مشغولة بالجنوب، واعتبر السودان ذلك محاولة لفتح جبهة جديدة لذا آثر تهدئة الأوضاع والتركيز على حلها بالتشاور مع مصر . وقال نحن في انتظار الحكومة المصرية الجديدة للتشاور معها حول هذا الأمر . وأكد البشير حرص الحكومة على استمرار علاقات التعاون والمصالح المشتركة مع جنوب السودان عقب الانفصال . وقال إن مصلحة الطرفين في تحقيق ذلك، وأوضح أن بعض المتنفذين في الجنوب وقفوا في طريق استقرار الأوضاع بين الشمال والجنوب لأنهم ينفذون أجندة أجنبية . وجدد رفض السودان لبقاء قوات “اليونميس" بعد 9 يوليو مهما كانت الظروف والأسباب، مؤكداً أنها لا علاقة لها بمنطقة آبيي مطلقاً وأن الاتفاق تم حول وجود منطقة عازلة على طول 10 كيلومترات بالجانبين ونشر فرق للمراقبة على الحدود . على صعيد آخر، أكملت مفوضية نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج، دمج 6500 من مسرحي القوات المسلحة والدفاع الشعبي، فيما شرعت في ترتيبات لتعويض خروج “يوناميس" من السودان وفقاً لاتفاقية السلام الشامل . وقالت رئيسة القطاع الأوسط بالمفوضة ابتسام خضر إن المفوضية ترتب لإيجاد البديل بعد خروج “يوناميس" . في غضون ذلك، قالت تقارير إعلامية إن دولة جنوب السودان باعت لمستثمرين أجانب نحو 9% من أراضيها التي تعد من بين الأخصب للزراعة في إفريقيا . وذكرت جمعية مساعدة الشعوب النرويجية، وهي مؤسسة غير ربحية، أن العديد من الصفقات أبرمت بين مؤسسات حكومية وشركات وأفراد وصناديق مع حكومة جنوب السودان لتأجير أراضي تستثمر لاحقاً في مشروعات زراعية، وتوليد الوقود الحيوي أو إقامة مساحات ضخمة من الغابات . وجاء في تقرير المؤسسة النرويجية “أن الأرقام صادمة، فمساحة بعض الصفقات فلكية، ولم نكن نتوقع أن نرى شيئاً مثل هذا"، مضيفاً أن ذلك يحصل حتى “قبل أن يبزغ الفجر على الناس" في جنوب السودان . من جانبها، أعلنت الأممالمتحدة أن أمينها العام بان كي مون سيسافر الأسبوع المقبل إلى جنوب السودان، لحضور احتفالاته بالاستقلال . على ذات الصعيد، أعلن برينستون ليمان مبعوث إدارة الرئيس باراك أوباما الخاص للسودان بشر بأن الجنوب سينفصل بسلاسة عن الشمال عندما يعلن استقلاله في التاسع من يوليو/تموز، ولكن الجانبين يواجهان تحديات اقتصادية وأمنية صعبة يمكن أن تهدد باندلاع مزيد من العنف . وقال ليمان إن انفصال جنوب السودان رسمياً سيكون “مناسبة احتفالية" . من جهتها، أعلنت حكومة جنوب السودان أنها أكملت التحضيرات لإقامة الاحتفال التاريخي بإعلان الدولة الوليدة يوم السبت المقبل التي سيطلق عليها اسم جمهورية جنوب السودان . وقال الأمين العام لحكومة الجنوب عبدون اقاو إن 80 دولة أكدت مشاركتها في الاحتفالات وإن المشاركة ستكون على مستوى الرؤساء لأكثر من 30 دولة فيما ستتمثل دول أخرى على المستوى الوزاري . وأوضح انه ستكون هناك كلمة للبشير وأخرى لرئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت . من جانبه، بدد وزير الداخلية بحكومة الجنوب قير شوانغ أي مخاوف بشأن الأوضاع الأمنية مبيناً أن آلاف الجنود ورجال الشرطة والأمن على أهبة الاستعداد لتأمين الاحتفال والزوار . على صعيد منفصل، لقي جندي تابع لبعثة قوات الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي المشتركة بدارفور (يونميد)، مصرعه وأُصيب آخر بالجنينة عاصمة غرب دارفور، في هجوم نَفّذه مجهولون في منطقة بين الجنينة ومقر البعثة .