وافق البرلمان السوداني -في جلسة طارئة- على قرار الرئيس السوداني عمر البشير بفرض حالة الطوارئ في ولاية النيل الأزرق الحدودية مع جنوب السودان، التي تشهد اشتباكات بين الجيش ومسلحين تابعين للحركة الشعبية لتحرير السودان. وأقر البرلمان فرض حالة الطوارئ في الولاية إلى أجل غير مسمى، ودعا الجيش السوداني إلى الحسم العسكري تجاه من وصفهم بالمتمردين والمتآمرين على استقرار السودان ووحدته. وحمل أعضاء الحركة الشعبية/قطاع الشمال مسؤولية اندلاع الحرب واتهموها بتنفيذ أجندة أجنبية، مشددين على ضرورة إطلاق يد الجيش للحسم العسكري، وفق ما نقله مراسل الجزيرة الطاهر المرضي. لكن إجازة قانون الطوارئ إلى أجل غير مسمى وجدت معارضة من جانب أعضاء آخرين اتهموا البرلمان بإجازة ما وصفوه بأكبر خرق للدستور ترتكبه هيئة تشريعية منوط بها الدفاع عن القانون. قلق داخلي وقد شكلت أجواء الحرب -التي خيمت على ولايتيْ النيل الأزرق وجنوب كردفان الحدوديتين- منعطفا يصفه المراقبون بأنه خطر على استقرار السودان ومستقبل وحدة ما بقي من أراضيه. وكان حزب المؤتمر الشعبي المعارض -الذي يتزعمه حسن الترابي- دعا الاثنين إلى إسقاط النظام الحاكم في السودان. واتهم الأمين السياسي للحزب كمال عمر -أمام حشد من أنصار المعارضة- الحكومة السودانية بممارسة "التطهير العرقي" في ولاية النيل الأزرق، و"خرق الدستور"، و"خيانة العهود والعمل على تمزيق البلاد". ومنذ الخميس الماضي تدور اشتباكات بين القوات السودانية ومتمردين تابعين للحركة الشعبية/قطاع الشمال في ولاية النيل الأزرق، وتصاعدت حدة التوتر في ولايتيْ النيل الأزرق وجنوب كردفان الحدوديتين منذ انفصال الجنوب في يوليو/تموز الماضي. وتضم الولايتان عناصر كانت تابعة للحركة الشعبية لتحرير السودان، وصارت الآن ضمن ما يعرف بالحركة الشعبية/قطاع الشمال، وتقول الحكومة السودانية إن هناك لجانا كانت تعكف على ترتيبات أقرتها اتفاقية السلام بدمج هذه العناصر في القوات المسلحة، لكن الحركة الشعبية رفضت تلك الترتيبات. واتهمت حكومة السودان الجماعات المسلحة بمحاولة إشعال التمرد في الولايتين، وحظر المسؤولون الأسبوع الماضي الحركة الشعبية لتحرير السودان في الشمال، كما أصدر البشير قرارا أقال بموجبه رئيس الحركة الشعبية/قطاع الشمال مالك عقار من منصبه، حيث كان واليا للنيل الأزرق، وعين بدلا عنه حاكما عسكريا. واتهمت الخرطوم عقار بالتمرد بعد اندلاع معارك يقودها الجيش السوداني في مدينة الدمازين عاصمة الولاية، وأكد الجيش سيطرته على الوضع بالمنطقة، وأقر بوجود جيوب للتمرد في مناطق أخرى بالولاية. ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية عن متحدث باسم الجيش قوله إن القوات السودانية خاضت قتالا مع مجموعات مسلحة قرب باو جنوب الدمازين عاصمة الولاية، وألحقت بها "خسائر فادحة".