حذرت الحكومة السودانية حكومة جنوب السودان من مغبة التدخل في شؤونها الداخلية، أو استضافة عناصر تسعى إلى إسقاط النظام في الخرطوم. في وقت تشهد فيه ولاية النيل الأزرق الحدودية اشتباكات بين جماعات مسلحة تابعة للحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش السوداني. وقال الوزير في رئاسة الجمهورية أمين حسن عمر إن ذلك لن يمر بدون عقاب، لكنه أكد أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الملفات العالقة بين الدولتين. وفي المقابل، قال والي ولاية النيل الأزرق المقال ورئيس الحركة الشعبية/قطاع الشمال مالك عقار إن قواته تسيطر على 80% من الولاية، وإن معركته مع الحكومة في الخرطوم ستستمر إلى أن يتم التوصل لاتفاق طارئ بشأن كيفية حكم السودان. مشيرا إلى أن حركته تسعى لوضع دستور جديد للبلاد تراعى فيه التعددية الإثنية والدينية والثقافية. وأضاف عقار أنه لا مانع لدى حركته في التحاور مع حزب المؤتمر الوطني حول وضع المليشيات المسلحة في ولاية النيل الأزرق. وقال إن معركته هي مع النظام في الخرطوم حول كيفية حكم السودان الجديد. اشتباكات وكانت الاشتباكات تجددت الأربعاء بين الجيش السوداني وجماعات المعارضة المسلحة في ولاية النيل الأزرق. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد إن الجيش السوداني تكبد قتلى وجرحى في اشتباك مع متمردي الحركة الشعبية قرب مدينة باو، على بعد 120 كيلومترا جنوب الدمازين، عاصمة ولاية النيل الأزرق التي تقع بمحاذاة دولة جنوب السودان. وتصاعدت حدة التوتر في ولايتيْ النيل الأزرق وجنوب كردفان الحدوديتين منذ إعلان الجنوب الاستقلال في يوليو/تموز الماضي. واتهمت حكومة السودان الجماعات المسلحة بمحاولة إشعال التمرد في الولايتين، وحظر المسؤولون الأسبوع الماضي الحركة الشعبية لتحرير السودان في الشمال، كما أصدر الرئيس السوداني عمر البشير قرارا أقال بموجبه عقار من منصبه كوالٍ للنيل الأزرق، وعين بدلا عنه حاكما عسكريا. وفي هذا السياق طالب حزب المؤتمر الوطني -في ختام اجتماع لمكتبه القيادي برئاسة نائب رئيس الحزب للشؤون التنفيذية علي عثمان محمد طه- "القوات المسلحة بحسم كافة جيوب التمرد التي تهدد الأمن والاستقرار في الولاية". واعتبر ما حدث في ولايتيْ النيل الأزرق وجنوب كردفان تمردا على الدولة، ومحاولة لتقويض الأمن والنظام فيها، مجددا اتهامه لحكومة دولة جنوب السودان بإيواء المتمردين ودعمهم. وشدد نافع علي نافع نائب رئيس الحزب للشؤون التنظيمية على ضرورة "سحق التمرد أولا قبل الدخول في أي حوار أو تفاوض"، قائلا إن ما حدث من تمرد "يبعدنا عن أي تفاهم مع المتآمرين والمتمردين والعملاء". وقال للصحفيين إن "البلاد لم تشهد إجماعا على قضية من قبل بمثل ما يحدث الآن من وقوف خلف القوات المسلحة، إلا من قليل ممن تقلبت أفئدتهم وزاغت أبصارهم". وأكد عدم وجود خلاف بشأن ما يجري في ولاية النيل الأزرق من تمرد على الدولة، "وبالتالي فإن القوات المسلحة تقوم بواجبها حياله"، مشيرا إلى إمكانية إجراء المشورة الشعبية، لكنه ربطها باستقرار الأوضاع في الولاية. ومنذ الخميس الماضي تدور اشتباكات بين القوات السودانية ومتمردين تابعين للحركة الشعبية قطاع الشمال في ولاية النيل الأزرق التي شهدت جزءا من الحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه من 1983 إلى 2005. تحذير أميركي وحذر المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان برنستون ليمان في وقت سابق من تداعيات التوتر في ولاية النيل الأزرق وجنوب كردفان، وقال -بعد محادثات مع وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي ومسؤولين آخرين- إنه في غياب إجراء محادثات فإن الوضع لا يزال خطيرا. وأضاف ليمان أن بلاده ما زالت تريد المضي قدما نحو تطبيع العلاقات مع الخرطوم، لكن من الواضح أن ما يحدث في ولايتيْ النيل الأزرق وجنوب كردفان يمثل عقبة في هذا الطريق. وحث ليمان الخرطوم والجماعات المسلحة على السماح لوكالات الإغاثة بدخول المناطق الحدودية، وقالت الأممالمتحدة في وقت سابق إن الحكومة لا تسمح لفرق الإغاثة بزيارة ولاية النيل الأزرق.