الطائفة اليهودية المصرية تودع رئيستها وتدفنها في القاهرة بعد مسيرة طويلة رفضت خلالها مغادرة بلدها وتمسكت بتراثها الديني. وينشتاين ترأست عشرات اليهود بعد ان كانوا عشرات الالاف قبل عقود ميدل ايست أونلاين القاهرة - من أسماء الشريف أقامت الطائفة اليهودية المصرية الصغيرة حفلا علنيا نادرا الخميس لتأبين رئيستها المخضرمة كارمن وينشتاين لكن الزعماء الإسلاميين لم يحضروا. وتوفيت وينشتاين (82 عاما) يوم السبت في منزلها بالقاهرة حيث عرفت في العشرين عاما الماضية بجهودها للحفاظ على التراث اليهودي في البلاد. وشارك دبلوماسيون من الولاياتالمتحدة وإسرائيل نحو مئة شخص حضروا الحفل الذي أقيم في معبد شا-عر هاشاماييم (باب الجنة) الذي يخضع لحراسة مشددة في وسط القاهرة وأذيعت أجزاء منه على الهواء مباشرة في محطة تلفزيون خاصة. وكافحت الطائفة اليهودية للحفاظ على الديانة حية وبقاء ثقافتها بعد أن انخفض عدد أفرادها إلى العشرات في السنوات الماضية من نحو 80 ألفا في أواخر الخمسينات. وفر معظم اليهود من مصر بعد هجمات عليهم خلال وبعد حرب عام 1956 التي غزت إسرائيل خلالها شبه جزيرة سيناء بمشاركة بريطانيا وفرنسا في محاولة لاستعادة السيطرة على قناة السويس. وبدأت هجرة اليهود من مصر بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948 وحربها الأولى مع جاراتها العربية. وبرز اليهود في الحزب الشيوعي المصري الذي تم حظره عام 1958 في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ودفنت وينشتاين في وقت لاحق بمقابر البساتين وهي موقع الدفن اليهودي الوحيد الذي لا يزال مفتوحا في القاهرة والذي ساعدت وينشتاين على تأمينه من أعمال التخريب طوال حياتها. ووصفت صحيفة الأهرام وينشتاين على موقعها الالكتروني باللغة الإنكليزية بأنها "المرأة الحديدية ليهود مصر". وقال باري فريدمان وهو يهودي أميركي يعيش في القاهرة "كانت امرأة جليلة وهبت نفسها للطائفة اليهودية الموجودة ... بقيت هنا حين رحل الكثيرون على مر السنين". والمثال على جهود وينشتاين للحفاظ على التراث اليهودي في مصر هو معارضتها لنقل تحف تاريخية يهودية نفيسة من مصر إلى الجمعية التاريخية لليهود التي تتخذ من بروكلين مقرا لها عام 1997. وقال ديزاير سقال مدير ومؤسس الجمعية إن التحف تضم أكثر من 100 مخطوطة توراتية يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 200 عام. وأضاف "ردت علينا بخطاب قالت فيه إن هذه التحف مثل الأهرامات وأبو الهول ويجب ألا تنقل" وأنها سلمت تلك الأشياء في وقت لاحق إلى سلطات الآثار المصرية. وانتخب أعضاء الطائفة اليهودية الاثنين ماجدة هارون رئيسة جديدة لهم. وقالت في كلمة ألقتها في حفل التأبين "أريد أن أكسر الحواجز التي أقيمت بين أهل الديانات والمعتقدات المختلفة". وأضافت "أتعهد بالحفاظ على تراث اليهود المصريين من أجل أن نعيده إلى الشعب المصري... لا بد أن يبقوا في الذاكرة". ونعى الرئيس الإسلامي المصري محمد مرسي وينشتاين في بيان واصفا إياها بأنها مصرية وهبت حياتها بلا كلل للحفاظ على التراث اليهودي المصري وفضلت قبل كل شيء العيش والموت في بلدها مصر. ومرسي في زيارة لروسيا الخميس ولم يحضر حفل التأبين أي عضو في الحكومة. وآراء مرسي في اليهود ليست كلها مديحا. ففي مقابلة سجلت بالفيديو في 2010 وأذيعت على موقع يوتيوب لتبادل ملفات الفيديو في يناير/كانون الثاني وصف مرسي الصهاينة بأنهم مصاصو دماء ومتعطشون للحروب وأحفاد القردة والخنازير ويعتدون على الفلسطينيين. وتوفيت وينشتاين في وقت يشهد اهتماما بماضي يهود مصر من جانب المثقفين. ويعرض في ثلاث دور سينما بالقاهرة فيلم بعنوان "يهود مصر" بعد أن وافقت الرقابة المصرية الشهر الماضي على عرضه وهو فيلم وثائقي تاريخي تأخرت الموافقة عليه بسبب تحفظات جهاز أمني. ويصور الفيلم التغيير في قبول المجتمع المصري للأقلية اليهودية في النصف الأول من القرن العشرين.