فداء الطيب - سارة كرم الدين - نهلة بشير ام دوم حديث الثورة والدم فى مدخل المدينة يستقبلك شباب على الحواجز التى اقاموها .. يحرسون المدينة وعيونهم مفتوحة ترصد حركة الذهاب والاياب .. حيث لا يوجد عسكرى داخل المدينة كلهم غادروها منذ ان غادر محمد الدنيا تاركا خلفه شهادته لتحرس المدينة .. الكل هنا محمد الكل هنا يكتب تاريخا يجعلنا ندرك ان حقيقة المجد تنبت بأنفاس الشهداء وهكذا بدأت رحلتنا .. تعددت الحواجز وفى كل حاجز نكسب ثقة الحراس .. يستقبلونا ويدعوننا للدخول هم كما قال عنهم شاعر العودة لسنار الليلة يستقبلنى أهلى : خيل'' تحجل فى دائرة النّارِ ، وترقص فى الأجراس وفى الدِّيباجْ لم نتوجس من منظر الدمار الذي يحيط بالمكان .. الفاجعة هنا وحدت الاجناس والسحنات.. الكل هنا يرنو الى محمد فى عليائه الشاهق .. واقسموا بالقصاص للشهيد محمد .. بدأ والد الشهيد شامخا وهو يستقبل مواساتى بأن الفقد واحد وان محمد سوف يكتب تاريخا جديد .. طقوس الاشارات تعلن نفسها .. وعبدالباقى يزف لنا ثورة الارض المعبقة بدم الشهيد محمد .. قلت لنفسى العظماء وحدهم من يتسامون على الجراح .. ام دوم الجميلة تجملت بمحمد .. تزينت بالطين والدماء .. ثم مضى عبد الباقى يحدثنى عن الشهيد .. وخال الشهيد يشاركه الرواية التى شاهدها الجميع هنا .. يا لبؤس العسكر حينما تغدوا البندقية حلا للقضية في داخل دار الشهيد بأم دوم حيث تجتمع النساء للتعازي كانت السيدة أخلاص والدة الشهيد تحكي مأساتها بفقد ابنها البكر والذي لم ترزق الا بشقيق واحد له. الدموع والفجيعة تملأ ملامح وجها وقالتها لنهلة وسارة بنص الكلمة (دم ولدي مابنخليهو). ولكن حزنها لم ينسيها كرم الضيافة فأمرت لنا بالغداء وطافت بنا احدي بنات عمات الشهيد في المنزل لتقديم واجب العزاء لعماته والإستماع لحديثهن وألمهن. سرداق اخر للعزاء اقامه الاهالى فى مدخل المدينة من الجهة الشرقية .. سرداق الثورة الفتية ابهرنى .. فقد تحول الى خلايا تبعث فى النفس فأل خير وبشارة شباب قابضين على الجمر .. ما تأوهوا ولكن استعذبوا التعب .. ايقنت بأنهم على درب محمد سائرون .. المجد لام دوم ولكل شرفاء بلادى .. الصور التى بحوزتنا تظهر بشاعة المنظر ولكن رغما عن ذلك تحدثنا عن العزة والشموخ .. قلنا لهم لم نأتى لنعزيكم ولا نبحث عن كسب رخيص ولكن جئنا لنكون تحت خدمتكم .. اعطونا اوامركم لنفذها كما امرتم .. هزنى التكبير .. والد الشهيد صافحنى ثم اشار لى تجاه الاهالى .. هم من يقررون ولست انا صاحب الفجيعة وحدى .. دخلنا وسط الجموع .. سارة ونهلة يوثقون للاحداث بالكاميرا .. وسرعان ما حدث التآلف بيننا .. هذا يدعوا سارة لتصور هنا .. واخر يدعوا نهلة الى الناحية الأخرى من السرداق وبين هذا وذاك كنا نصافح الجميع .. حيث الفقد فقد عموم السودان .. والكل اقسم بالدم ان القصاص سوف يكون .. وان الحق سوف يعود .. ام دوم تكتب تاريخا جديدا والصور تحكى لكم ما تم توثيقه مساء أمس