استدعت وزارة الخارجية السودانية الثلاثاء القائم بالأعمال البريطاني، ونظيره الأميركي، والسفير النرويجي لإطلاعهم على "ما ثبت من دعم دولة جنوب السودان للحركات المتمردة" التي هاجمت منطقتي أم روابة و أبوكرشولا في جنوب كردفان مؤخرا. وذكرت وكالة الأنباء السودانية (سونا) أنه تم استدعاء الدبلوماسيين الثلاثة كل على حدة، حيث اجتمع بهم وكيل وزارة الخارجية رحمة الله محمد عثمان، الذي أكد "رفض الحكومة السودانية لمثل هذا العمل العدائي، والذي من شأنه التأثير سلباً على العلاقات بين البلدين، ويمثل تهديداً مباشراً للجهود المبذولة حالياً للتطبيع وتطبيق الاتفاقيات الموقعة". وقالت الوكالة إن الدبلوماسيين الثلاثة أعربوا عن "تقديرهم للجهود التي تبذلها الحكومة السودانية" من أجل الاستقرار بين الدولتين، وأكدوا رغبتهم في التواصل مع دولة جنوب السودان "للكف عن مثل هذه الأعمال" لضمان سير عملية السلام بين الخرطوم وجوبا . وكانت الجبهة الثورية المتمردة قد أعلنت في 27 أبريل/نيسان الماضي أن قواتها استولت علي مناطق أبو كرشولا، السميح، الله كريم، وأم روابه "دون أي مقاومة من مليشيات النظام، وتقدمت نحو العاصمة الخرطوم". وأعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير الاثنين أن قواته المسلحة أصبحت على مشارف منطقة أبو كرشولا في جنوب كردفان، وأنها عازمة على تحريرها من متمردي الجبهة الثورية. يشار إلى أن الجبهة الثورية السودانية المناهضة للحكومة السودانية هى تحالف يضم الحركة الشعبية في الشمال، وحركة العدل والمساواة وحركتي تحرير السودان (فصيلي مني أركو مناوي وعبد الواحد محمد نور) إلى جانب قيادات من أحزاب الأمة والاتحادي الديمقراطي. وأعلنت الأممالمتحدة يوم الجمعة الماضي أن حوالي أربعين ألف شخص فروا منذ شن متمردون هجوما كبيرا بمدينة أم روابة ومناطق أخرى بوسط السودان، وسط مؤشرات على استعدادهم لتنفيذ حملة جديدة. وأضافت في تقرير لها أن معظم الفارين من الاشتباكات في مناطق مختلفة في جنوب كردفان، لجؤوا لمدينة الرهد القريبة. ونقل مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية توقع مفوضية العون الإنساني الحكومية السودانية وصول المزيد من الفارين إلى الرهد في الأيام القادمة.