من المعلوم بالضرورة ان نظام الانقاذ الاسلاموى الذى استولى على مقاليد الحكم فى السودان فى 1989 قد افرغ مؤسسات الخدمة المدنية السودانية من كثير من الكفاءات الكبيرة و المشهود لها بالإخلاص و حب الوطن و قام بطرد معظم ذوى الخبرات الطويلة من مكاتبهم دون ان يرجف لهم جفن و ذلك من خلال ما عرف بالصالح العام و هذا امر شهدناه بأم اعيننا و لم و لن ينكره كائن من كان .. و اما الخدمة العسكرية و لما لها من قوة و سطوة فحدث و لا حرج فلقد وضعتها عصابة الانقاذ فى مقدمة اولوياتها فاستولت علي كل مؤسسات "القوات النظامية" فى ايامها الاولى و ذلك لضمان و تأمين جريمتها النكراء .. ! اعادت الانقاذ تكوين ما يسمى بجهاز الامن الوطنى و قد جعلته خالصا لكوادرها دون الاخرين و قد اغدقت علي منسوبيه بكثير من الامتيازات التى لم يحلموا بالحصول عليها يوما و جعلت لهم اليد العليا فى ادارة كثير من شئون البلاد و جعلت منه مفتاح صمام الامان لها .. ! و اما كل من قوات الشرطة و قوات الجمارك و قوات السجون و حرس الصيد فلقد دمجتها الانقاذ فى ما عرف بقوات الشرطة الموحدة , و ليس ذلك من اجل اعادة تنظيمها و هيكلتها و تطويرها كما ادعت و انما بغرض السيطرة عليها و اعطاء اليد العليا للإنقاذيين فقط ..! و اما مؤسسة القوات المسلحة "الجيش" فلقد فى كانت مقدمة اولويات الانقاذ فلقد هجمت عليها و اقبلت على تدميرها بشراهة و غضب فسيطرت على مقاليدها بسرعة البرق خاصة المناصب الرئيسية فيها فأبدلت قيادات الاسلحة بآخرين اقل كفاءة و خبرة و رتبة و ذلك تحسبا لقيام انقلاب عسكرى مضاد لهم او ليعيد السلطة الى الجماهير المغلوب على امرها .. ! و بالفعل ضرب عمر أحمد البشير و زمرته بيد من حديد على رقاب ثلة من ابناء السودان فى القوات المسلحة فسفكوا دم تسع و عشرون ضابطا دون سبب غير انهم ارادوا انتزاع السلطة من ايدى الانقاذيين و ردها الى جماهير الشعب السودانى ..! حينها اتخذ عمر البشير و مجلس ثورته المزعومة عددا من القرارات بتسريح كثير من ذوى الرتب العسكرية العليا و ابقاء و حبس كثير منهم فى منازلهم جبرا و قهرا ..! و بمرور الايام تحولت القوات المسلحة السودانية الى مليشيات لا غير تسيطر عليها الانقاذ و اصبح ما يعرف بقوات الدفاع الشعبى "مليشيات تتبع للانقاذ" لها سطوة و سلطة اكثر من القوات المسلحة الرسمية ..! الآن و بعد مرور ما يقرب من ربع القرن من الزمان و بعد السيطرة التامة و الكاملة للإنقاذ على القوات النظامية كافة فشلت الانقاذ فشلا مريعا فى ادارة الدولة و وصل بها الامر الى ان تقاعست فى حماية حتى منشاة بترولية صغيرة فى غرب كردفان ..! فاستعانت الانقاذ بقوات من دول الجوار و لقد شهدت مدينة بابنوسة بالأمس القريب فرقا من الجيش التشادى حضرت لحراسة حقل بترول با للعجب ..!! و اما القوات النظامية السودانية فتحمى الخرطوم لا غير .. !! [email protected]