الخرطوم وكالات تعرضت حكومة الرئيس السوداني عمر البشير لانتقادات واسعة، خلال الذكرى ال24، لما يعرف ب«ثورة الإنقاذ الوطني»، والتي تسلم فيها الرئيس السوداني السلطة، خلال انقلاب عسكري صباح 30 يونيو 1989، أطاح بحكومة الصادق المهدي الذي طالب النظام، أول من أمس، بالرحيل الفوري، بسبب ما أسماه الإقصاء والفشل، داعياً إلى انتفاضة مدنية قومية لإسقاطه، وقدم مقترحات قال إنها أجندة للمستقبل، سخر منها الحزب الحاكم قائلاً ان الحكومة قدمت إنجازات واسعة. ومع مرور الذكرى ال24 لم تركز أجهزة ووسائل الإعلام السودانية الرسمية على المناسبة كما كان في السابق. ويأتي ذلك بعد أن أعلن تحالف أحزاب المعارضة السودانية للمرة الأولى عن خطة حدد لها 100 يوم، سيعمل خلالها على إسقاط النظام. وفي رد لانتقادات المعارضة دافع عضو القطاع السياسي في الحزب الحاكم «المؤتمر الوطني» ربيع عبدالعاطي عن النظام، مؤكداً أنه حقق نجاحات تقتضي الأمانة أن يتحدث عنها المعارضون، وساخراً من طلب المهدي رحيل البشير، مضيفاً أن «السودان جرب حكم الصادق المهدي وحصد الشعب نتائج ذلك الحكم». من ناحيته، قال عضو مجلس الثورة السابق العقيد محمد الأمين خليفة (انضم إلى حزب المؤتمر الشعبي المعارض)، في تصريحات أمس، إن حكومة البشير حققت نجاحات اقتصادية في بداية عهدها، أهمها استخراج البترول وبناء الطرق وتطوير شبكات للاتصال، كما أنها جمعت الناس إلى مؤتمرات الحوار الوطني، بشأن قضايا ملحة، من بينها قضايا السلام، لكن ذلك كله كان في بداية عهدها. وأضاف خليفة أن حكومة البشير وبعد النجاحات التي حققتها، فإنها أخفقت في فن إدارة التنوع في السودان، وفشلت في إدارة العلاقة مع جنوب السودان، وتسبب هذا في فقدان جزء عزيز من الوطن. وكان زعيم حزب الأمة القومي المعارض الصادق المهدي، طالب، أول من أمس، خلال تظاهرة تعد الأكبر منذ سنوات النظام بالرحيل الفوري بعد 24 عاماً من تولي مقاليد السلطة، بسبب ما أسماه الإقصاء والفشل، وقدم مقترحات قال إنها أجندة للمستقبل. وأعلن زعيم حزب الامة المعارض أمام حشد غير عادي ضم الآلاف في ام درمان، المدينة التوأم للخرطوم، إن حزب الامة قرر التعبئة من أجل «رحيل نظام الاستبداد والفساد»،وقال الصادق المهدي بعد 24 عاماً على الانقلاب الذي أطاح به في 1989 بقيادة البشير، إن سياسات هذا النظام مزقت الوطن الى دولتين وتلتهب فيه ست جبهات اقتتال تنذر بمزيد من التمزق. واقترح الصادق المهدي أن ينفذ هذا البرنامج «رئيس وفاقي يقود حكماً قومياً لفترة انتقالية الى ان يوضع الدستور وتجرى انتخابات عامة»، قائلاً «نحن على استعداد ان نكفل تجاوب الآخرين مع هذه المبادرة، ومقابل دوره في مخرج آمن للوطن، نكفل له مخرجا آمنا». وقال المهدي إن الإنقاذ وجدت السودان يعاني حربا واحدة فزادتها إلى ست حروب، ووجدته حر الإرادة فصدر ضده 47 قراراً من مجلس الأمن الدولي، ودخل البلاد نحو 30 ألف جندي أممي، وإن اقتصاده أصبح في حالة ترد لا تسمح بالمعيشة. وكان البشير تحدى الجمعة قبل الماضية معارضيه وقدرتهم على إسقاط نظام حكمه، وقال في كلمة أمام مجلس شورى حزبه «إنهم يقولون سيسقطون النظام، لكننا نقول لهم حينما تسقطونه سيكون هناك حديث آخر». من جهة أخرى، وصل نائب رئيس جنوب السودان رياك مشار الى الخرطوم، أمس، لتهدئة التوترات التي نجمت عن تصريحات البشير الذي هدد بوقف حركة نقل النفط من جنوب السودان عبر أراضي بلاده. وبعد وصوله إلى مطار الخرطوم، توجه رياك مشار الى قاعة المؤتمرات لإجراء محادثات مع نظيره السوداني علي عثمان طه، حيث حضر اللقاء وزراء النفط والداخلية والدفاع في كلا البلدين.