انتزعت رئاسة الجمهورية قطعة أرض وقف في المقرن بالخرطوم لتنشئ عليها داراً للعاملين بالقصر الجمهوري . ورفض أمين ديوان الأوقاف في رسالة لرئاسة الجمهورية نشرتها صحيفة (الأخبار) 24 سبتمبر قطعة أرض الصحافة التي اقترحتها رئاسة الجمهورية كتعويض لقطعة أرض الوقف بالمقرن باعتبارها غبناً واضحاً على الأوقاف ، فلا هي مثل أرض المقرن ولا أفضل منها ، وأضاف ان هذا ( البدل غير مكافيء) ، وان الشرع يمنع البدل الا بالأفضل ، وان بدلاً كهذا فيه غصب للأرض وأن الأرض المغصوبة لا تصح فيها الصلاة، ناهيك عن مبان للترفيه، ودفع بأسباب أخرى قال إنها موضوعية تتمثل في أن استقطاع هذه الأرض يعني أن تفقد القطعة قيمتها وميزتها الاستثمارية، مطالبا رئاسة الجمهورية برفع يد الكل عن أملاك الله سبحانه وتعالى وإزالة الغبن عن أوقافه، ليس في القطعة المعنية وحدها وإنما في بقية الأوقاف التي هي بيد الغير سواء كانوا أفرادا أو سلطات حكومية. والأهم والأخطر في رسالة أمين ديوان الأوقاف حديثه عن (بقية الأوقاف التي هي بيد الغير سواء كانوا أفرادا أو سلطات حكومية) مما يؤكد عملية النهب الواسعة التي تعرضت لها الأوقاف !! وسبق وكشف تحقيق بصحيفة ( التيار) أن وزير الأوقاف أزهري التيجاني أخذ نثرية شهرية من هيئة الحج والعمرة تبلغ (200) مليون جنيه للاستخدام في (سبيل الله) ! وأوقفت الهيئة النثرية بعد عدة أشهر ، الأمر الذي شكل أحد أسباب الخلاف بين الوزير ومدير الهيئة أحمد عبد الله . كما كشف التحقيق ان حوافز كبار متنفذي الانقاذ في موسم الحج تصل الى (120) ألف ريال سعودي للشخص الواحد !! واكتشفت لجنة التحقيق مع مدير الحج والعمرة أحمد عبد الله انه فتح (17) حساباً بنكياً للهيئة ! وتجاوز المدير بند التبرعات بثلاثة أضعاف ! وتابعت اللجنة شيكاً ب (20) مليون من المفترض ان تذهب في شكل تبرعات لادارة من ادارات الشرطة الا أن الشيك لم يذهب الى هدفه . ولاحظت اللجنة أن حسابات تفتح ثم يتم اغلاقها وتصفيرها ! والمفارقة ان نهب الأوقاف وأموال الحج والزكاة يتم من سلطة تشرعن استبدادها بغطاء الدين !! وهي مفارقة تؤكد بصورة لا تقبل اللبس افلاس المشروع الاسلاموي ، بسبب رئيسي وحاسم ان الديمقراطية لم تكن ابداً أحد مكوناته ، فتحول حثيثاً من الزعيق المتهوس بشعارات الاسلام الى النهب الطفيلي بلا وازع من ضمير أو أخلاق – نهب مقدرات الدولة ، ونهب أموال مواطنيها ، بل ونهب الأوقاف والزكاة وأموال الحجاج الى بيت الله تعالى .