محافظون يباركون استبعاد نينا سياهكالي من الانتخابات البلدية لعدم مراعاتها التقاليد الاسلامية. انتخابات وفق المقاس الديني ميدل ايست أونلاين طهران – حرمت طهرانإيرانية فائزة في الانتخابات الأخيرة من منصب عضوية مجلس بلدية قزوين لأنها "مثيرة" للشهوات وليس بالإمكان أن تعمل مع بقية أعضاء المجلس، وكلهم رجال وبعضهم من الملالي. ووفقا لموقع "ايرانواير" الايراني فان جمال المهندسة الصارخ هو السبب الحقيقي لطردها من المجلس باعتباره مخالف لقوانين الاسلام. وتواجه النساء في طهران قوانين تعود الى الثورة الاسلامية في 1979 مجحفة بحقهن في مسائل الزواج والطلاق او الميراث. وهن محرومات من تولي منصب قاض وقد خفض سن البلوغ بالنسبة للاناث الى تسع سنوات مقابل 15 عاما للذكور. كما انهن لا يستطعن العمل او الحصول على جواز سفر بدون موافقة الزوج. وبامكان المرأة ان تصبح نائبا وحتى وزيرة لكن لم يسمح لاي سيدة بالترشح الى الانتخابات الرئاسية منذ العام 1979. وبالنسبة لرجال الدين فان هذه القوانين تحمي النساء من نمط حياة غربي يجعل منهن بحسب الدستور "سلعة" او "مجرد اداة". وفي الجمهورية الاسلامية فان "المهمة الثمينة والجدية" المنوطة بالامهات هي "تنشئة رجال ونساء في اطار الدين". ونينا سياهكالي مرادي، وعمرها 27 سنة ومهندسة معمارية متخصصة أيضا بعلوم الكومبيوتر تحولت الى مادة مثيرة للجدل في الصحافة الايرانية. وبدأت قصة المهندسة الإيرانية نينا سيخالي حين قررت التنافس على مقعد في المجلس المحلي لبلدتها لتتحول بدل من ذلك إلى مادة خصبة على مواقع التواصل الاجتماعي في إيران وخارجها ليس لأنها فازت بالمقعد المنشود بل لان السلطات الإيرانية منعتها من الترشح لمخالفتها قوانين الإسلام. الطبيعة الانفتاحية للفتاة لم ترق للملالي وبارك محافظون استبعادها من الفوز بالانتخابات البلدية لعدم مراعاتها التقاليد الاسلامية. وتقوم الشرطة الايرانية كل سنة، مع بدء موسم الربيع والحر، بحملة لارغام النساء على الالتزام باللباس الاسلامي. ولكنها تضطر في كل مرة، بعد اسابيع من الملاحقة والقمع، للتخلي عن الحملة. فالمهمة صعبة وكبيرة جدا. اذ يقدر عدد سكان طهران بين سبعة وثمانية ملايين شخص. وذكرت الصحف الايرانية ان مسؤولين محافظين نددوا بعدم التزام النساء باللباس الاسلامي، وطلبوا من الشرطة التدخل. ويؤكد رجال الدين المحافظون ان النساء لا يحق لهن رؤية اجساد الرجال بالسراويل القصيرة كما ان المدرجات الرياضية مكان لا ينصح بتواجد نساء فيها بسبب الشتائم التي يتلفظ بها الرجال. ونينا الحاملة أيضا لشهادة تحكيم برياضة "الكونغ فو" حققت فوزا ساحقا بالانتخابات البلدية التي جرت مع التشريعية والرئاسية في يونيو/حزيران. واعتبر معارضون إيرانيون ان الفتاة الصغيرة ادخلت الفزع في قلب النظام الذي يخشى تتكرر ظاهرتها. وحصلت نينا العاملة في قزوين كمهندسة متخرجة ببرامج "مايكروسوفت" لهندسة وتصميم المواقع الإلكترونية، على 10 آلاف صوت واحتلت المرتبة 14 بعدد الأصوات بين 163 مرشحا، ممن ذاق معظمهم طعم الهزيمة، إلا من فاز مثلها، لكن جميع الفائزين تولوا مناصبهم باستثنائها هي بالذات. وسبق ان وافق مجلس المراقبة على ترشحها، وهو الهيئة العليا التي تحدد ملائمة المرشحين في الانتخابات للدستور والقوانين والشريعة، إلا أن أعضاء بلدية قزوين رفضوها، متذرعين بأنها استغلت جمالها لتحصل على الأصوات، عبر نشر "صورها" وتوزيعها أثناء حملتها الانتخابية التي خاضتها تحت شعار: "أفكار شابة لمستقبل شاب". ولم يرق لبعض الملالي الطبيعة الانفتاحية لحملة نينا مرادي الانتخابية، فكتبوا بيانا وقعوه وختموه وأرسلوه الى حاكم قزوين والنافذين في المحافظة، قائلين إن صورها في الإعلانات والأفيشات مبتذلة وفيها إغراءات منافية للدين.