استبعد خبراء ودبلوماسيون واقتصاديون ورجال اعمال رفع العقوبات الاقتصادية الامريكية عن السودان في هذه المرحلة وقللوا من اهمية الجهود الدبلوماسية لرفع العقوبات في ظل التشدد الامريكي في هذا الصدد . ودعوا خلال حديثهم في ورشة عمل فرص الاستفادة من الاستثناءات في العقوبات الاقتصادية الامريكية علي السودان التي نظمتها وزارة الخارجية اليوم الي اللجوء لوسائل بديلة لتجاوز الامر تشمل التعامل المباشر مع رجال الاعمال والمؤسسات الامريكية عبر القطاع الخاص السوداني والترويج لمفهوم ان المواطن السوداني هو المتضرر الأول من العقوبات . وقال د. التجاني الكارب المستشار القانوني لشركة كنانة ان امريكا يمكن ان تكون خصما للسودان وليست عدوا باعتبار المصالح الاقتصادية المتبادلة بين البلدين التي يمكن عبرها كسر العقوبات . واوضح الكارب ان كنانة استطاعت الوصول للشركات الامريكية مباشرة خاصة تلك التي تنتج المواد الخام التي تمثل مدخل انتاج لها باعتبار ان رخص التعامل تعطي لتلك الشركات صاحبة المصلحة مشيرا الي ان تطبيق العقوبات الاقتصادية علي السودان كان انتقائيا . واكد د.تاج السر مصطفي رئيس مجلس ادارة الصمغ العربي ان قوانين العقوبات الامريكية يصعب الغاؤها مما يعني امتداد اثرها لزمن طويل الأمر الذي يتطلب ايجاد سبل للتعايش معها وتلافي اثرها. وابان ان الولاياتالمتحدة سعت للاستغناء عن الصمغ العربي السوداني عبر تشجيع انتاجه في بعض الدول المجاورة عبر توفير التمويل اللازم لزراعته هناك واجرت عدداً من البحوث لايجاد بدائل اخرى الا ان تلك الدراسات جاءت لصالح السودان حيث ثبت ان زراعة الهشاب لا تنجح الا في السودان مما اكسبه ميزة اقتصادية عالية مشيرا الي ان ثلث انتاج الصمغ العربي يذهب لمنتجات الكولا وان تجارته تحتكرها الشركات الاوروبية . وقال محمد الشفيع ممثل شركة دال للسيارات "ان الامريكيين مرنون في عدم الاضرار بالمواطنين" واضاف ان تجربة الشركة مع العقوبات لم تكن صعبة لأن مجال عمل الشركة كان في مادة الكولا التي تدخل في الصناعات الغذائية المستثناة من العقوبات. واوضح امين سيد احمد رجل اعمال سوداني ان هناك 5 ملايين مغترب سوداني يحولون مبالغ مقدرة للسودان ويجدون صعوبة بالغة في عملية التحويل بسبب العقوبات بجانب عقبات الاستيراد والتصدير مما يتطلب عمل شبكة تواصل بين القطاع الخاص السوداني والمؤسسات المالية الامريكية بعيداً عن السياسة وفق منهجية علمية محددة . واستمعت الورشة لتجارب بنك الخرطوم وجامعة المستقبل وبعض رجال الاعمال السودانيين في التعامل مع العقوبات والتي وصفها المشاركون في الورشة بأنها ناجحة وتبشر بخير في التعامل مع العقوبات الامريكية .