أنس بنضريف- هنا أمستردام- على غرار الواقع السياسي في الشرق الاوسط المتميز بالتعقيد .تعيش مصر تقلبات سياسية تتغير بتغير المشهد السياسي. فيصبح حلفاء اليوم أعداء الغد، واعداء البارحة قد تتلاقى مصالحهم في المستقبل. قامت إذاعة هنا امستردام بمحاولة ايضاح هذا المشهد المعقد عن طريق انفوغرافيك. حيث يظهر مدى تشعب العلاقات بين الاقطاب السياسية وكيف تتلاقى المصالح رغم اختلاف الايديولوجيات، حيث تذوب المبادئ لتفتح المجال لتكتلات كل همها الغاء الآخر ليصبح المشهد أكثر ضبابية من ذي قبل. ويصبح المستقبل ضربا من ضروب التنجيم السياسي. تحالفات أيديولوجية تم تقسيم الانفوجرافيك الى قسمين، الفترة الاولى تمتد اثناء حكم الرئيس مرسي والفترة الثانية بعد الاطاحة به. المثير في الرسم الاول ان التحالفات السياسية كانت مبنية على تقارب ايديولوجي يتجلى في دعم التيارات الاسلامي لبعضها متمثلة في التوافق بين السلفيين والاخوان. الليبراليون والحركات الشبابية كانوا على صف واحد من التيارات الاسلامية بما فيها الاسلام الرسمي المتمثل في مؤسسة الازهر. كما اجتمعت التيارات الليبرالية و الحركات الشبابية في معارضتها للمؤسسة العسكرية وطالبت بأبعادها عن المشهد السياسي. واتهم السيسي بانه يحابي الاخوان المسلمين و ان تعيينه من طرف الرئيس مرسي كأكبر دليل على ذلك. في نفس السياق كان الاخوان يدعمون الجيش او بدرجة أقل يسكتون على اخطائه في فترات استعمل فيها العنف. اما بالنسبة لنظام مبارك والفلول فاجتمع الفاعلون السياسيون على استبعاده باستثناء الاعلام. أما الاقباط فكانت علاقتهم بالفلول ونظام مبارك غير واضحة غير انهم في حالة الاختيار بين الاخوان و الفلول فميولهم واضحة لاستبعاد اي تحالف مع الاخوان. الكل ضد الاخوان ما يثير في الرسم الثاني هو ان التحالفات اصبحت مبنية على مصالح سياسية اكثر منها ايديولوجية. ويبدوا ان الخاسر الاكبر هو الاخوان حيث فقدوا كل حلفائهم بعد عزل مرسي بمن فيهم الحلفاء الايديولوجيون كالسلفيين و مؤسسة الازهر. أما الرابح الاكبر فكان الجيش الذي اصبح يحضا بتأييد من طرف الليبراليين و المنظمات الشبابية و السلفيين. هذا الحلف بالإضافة الى الازهر يتلاقى مع الفلول و الاعلام في معارضتهم للإخوان المسلمين و قد تركوا اختلافاتهم الايديولوجية الى ان يتوضح المشهد السياسي. الرابح الاكبر كذلك هو عودة الفلول الى المشهد السياسية مستفيدين من الاعلام. أما الاقباط فلم يغيروا تحالفاتهم بعكس السلفيين الذين يدعمون الجيش و الليبراليون في معارضتهم للإخوان والذي على ما يبدو حب من طرف و احد