شار مصدر دبلوماسي بالأمم المتحدة ل"الشرق الأوسط" إلى أن "هناك الكثير من الطرق لتدمير الأسلحة الكيميائية لدى سوريا، وأحد الخيارات هو نقل هذا المخزون إلى موقع طرطوس العسكري حيث يمكن تدمير تلك الأسلحة داخل سوريا، وأحد الخيارات أيضا هو إرسال فريق دولي للإشراف على تدمير تلك الأسلحة في مواقع تخزينها الحالية، أو إرسال مخزون الأسلحة الكيميائية السورية إلى بلد أوروبي أو إلى تركيا". وأبدى المصدر الدبلوماسي قلقه من "احتمالات وجود بعض المعوقات لتنفيذ خطة تدمير الأسلحة الكيميائية السورية، وقال: "ليس واضحا ما إذا كانت الحكومة السورية ستسمح للمفتشين بزيارة كل مواقع تخزين الأسلحة الكيميائية ومدى الحركة المسموحة لهم، وإذا كانت ستضع شروطا للموافقة على قائمة المفتشين، إضافة إلى تفاصيل تتعلق بكيفية تدمير الأسلحة بشكل آمن داخل سوريا أو خارجها"، مشيرا إلى أن "المفتشين الدوليين واجهوا عوائق كثيرة في هذا الصدد بسوريا في الماضي". وفي سياق متّصل أكّد مصدر في شركة "روس أوتوم"، وهي الشركة الروسيّة الوحيدة المخوّلة بناء المحطات النووية، "صعوبة تحديد كمّية المواد الكيميائية التي تملكها سوريا، لأنّها حصلت عليها من مصادر عدّة وليس من الاتّحاد السوفياتي السابق فقط"، ولفت إلى ان "سوريا أنتجت بعض مكوّنات الأسلحة الكيميائيّة خلال السنوات العشر الماضية، وهي تملك كمّيات كبيرة من المواد والغازات المُكوّنة لهذه الأسلحة"، مُشدّداً على "صعوبة وضع هذه الترسانة تحت الرقابة الدوليّة، إلّا إذا تعاونت دمشق في هذا المجال، وهنا أهمّية الدور الروسي في إقناعها بذلك". ولفت في حديث صحفي إلى أنّ "إتلاف الأسلحة الكيمئايّة في الأراضي السوريّة عمليّة مُعقّدة جدّاً، لأنّها مُخزّنة عشوائيّاً في مناطق مُختلفة، ولأنّ ذلك يستلزم معامل خاصّة"، مُشيراً إلى "وجود معمل شوتسي في روسيا، وهو عبارة عن محرقة للأسلحة الكيماويّة، أُتلفَ فيه السلاح الكيميائي الروسي بعد توقيع موسكو المعاهدة الدولية سنة 1991". وأضاف: "لإتلاف السلاح الكيميائي، يجب إضافة غازات خاصّة للمُساعدة على تحليله وتحويله إلى سوائل أقلّ ضرراً تُحفَظ لاحقاً في مناطق نائية كي لا تتسرّب إلى التربة، وهذه التقنيّة غير متاحة في الشرق الأوسط". وأكّد المصدر أنّه "إذا وُضعت الأسلحة الكيميائيّة، وبينها غاز الأعصاب، في مقابر من دون معالجتها في معامل متخصّصة، فإنّها قد تتسبّب مع الوقت بكارثة بيئيّة، لأنّها إذا تسرّبت إلى التربة، فستمتدّ إلى مسافات تفوق مئات الكيلومترات، وستُلحق أضراراً كارثيّة بالبشر والحيوانات والمزروعات، وستظهر عوارضها مباشرة وستتراكم تدريجاً، ما سيُصعِّب معالجتها".