أجرت "سي.ان.ان" لقاء مع القائد السابق للحرس الثوري الليبي منصور ضو والذي يعرف بأنه "الصندوق الأسود" لبعض أحلك أسرار ليبيا وخبايا نظام الزعيم الليبي السابق معمر القذافي وروى ضو اللحظات الأخيرة للقذافي ورحلة فرارهم الفوضوية من مسقط رأس القذافي وحتى مهاجمة الناتو للموكب فهرب بعدها القذافي مشياً على الأقدام عبر أنبوب مجاري حيث قبض عليه مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي، وقتل لاحقاً في ظروف لا تزال تفاصيلها غامضة. وقال ضو أنه فقد وعيه عند إصابته بشظية في ظهره ولا يدري كيفية وفاة القذافي. وبحسب رواية السلطات الليبية، لقي العقيد القذافي مصرعه أثناء اشتباكات وتبادل للنار بين مسلحين كانوا يحاصرون سرت وموكبه الذي كان بصدد محاولة الفرار به. لكن تقريرا لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، نفى تلك الرواية في 17 تشرين الأول 2012، "هناك أدلة على كون القذافي جرى اعتقاله حيا ولكن جريحا من قبل ثوار مسراطة" الذين تشير المعطيات إلى أنهم هم من قتلوه. لكن قبل ذلك، وبتاريخ 29 ايلول 2012، نشرت صحيفة "لا كوريري ديلا سيرا" الإيطالية تحقيقا خلصت فيه إلى أنّ القذافي لقي مصرعه على يد "جاسوس أرسله الرئيس الفرنسي وقتها نيكولا ساركوزي." وفي الحقيقة فقد خلصت الصحيفة إلى ذلك بعد أن تحدث رئيس المجلس الانتقالي الليبي حينها محمود جبريل إلى قناة تلفزيونية مصرية هي قناة "دريم" مشيرا إلى أنّ "عميلا أجنبيا تسلل إلى كتائب الثوار لقتل العقيد القذافي." تابعت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية تلك القصة وأجرت حوارا مع مسؤول العلاقات مع أجهزة الأمن الخارجية في المجلس الانتقالي حينها رامي العبيدي لتأتي الرواية الرابعة. ويقول العبيدي إن أجهزة الاستخبارات الفرنسية السرية هي التي لعبت دورا محوريا ومباشرا في مقتل القذافي، مشيرا الى ان اتصالا هاتفيا أجراه القذافي مع أحد أتباعه، وكان لاجئا في سوريا، انتهى إلى تحديد مكانه بدقة وأن الرئيس السوري بشار الأسد هو من نقل رقم الهاتف إلى الاستخبارات الفرنسية.