قال دكتور حيدر إبراهيم على. مدير مركز الدراسات السودانية،في مداخلة له خلال جلسات المؤتمر الاقليمى "الربيع العربي ومستقبل للتحولات الراهنة"، الذي نظمه البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان بالقاهرة، في 3-4 اكتو بر الحالي،بوجود سيولة في المفاهيم بشان ما يجرى حاليا بالدول العربية،ودعا إلى توضيح المفاهيم، تلك المستوردة من الخارج في الغالب الأعم،ورأى بضرورة تحديد معنى الدولة المدنية والدينية والعسكرية. وعاب على الإخوان المسلمين بمصر ، تنازلهم عن اسم له دلالة وتاريخ، وذلك باستخدامهم اسم الحرية والعدالة كبديل، فرمزية الاسم كانت ضرورية في التسمية وكان بها قدر كبير من البرغماتية، على حد قوله. وقال دكتور حيدر، أن نقاش الدولة الدينية ينسحب إلى النصوص وليس إلى الممارسة، فعند وصول الإسلاميون إلى السلطة اثبتوا أنهم حكام سيئون، وان هذا يجيء في سياق طمأنة الشعوب بشأن مستقبلها، ورأى بان الإسلاميين لديهم شعارات وليس هناك اجتهادات جديدة وتأصيل للعديد من القضايا مثل قضية مشاركة المرأة والعدالة الاجتماعية، والأقليات وأضاف بأن مشكلة الحركة الإسلامية المصرية،كونها حركة جماهيرية وليست صفوية، فرغم متابعتها لنبض الشارع تواجه مشكلات عند وصولها للسلطة، لم تحل وتأصل. ورأى كذلك بأن الحركة الإسلامية التونسية تمتاز عن المصرية باجتهادات أكثر حداثة، وذلك بمحاولاتها استصحاب التاريخ والواقع في معالجاتها، وأن نظام "بورقيبة" على ما كان عليه،استطاع تحديد الكثير من القضايا التي تهم الشارع مثل حقوق المرأة وغيرها، بحيث أصبحت واقع يبنى عليه. ووصف حيدر، مهاجمة العلمانية والعلمانيين ، بعدم التأسيس والبناء على التصورات الذهنية، بإلصاق العلمانية بكثير من الرموز والدول على نماذج مثل الرئيس عبد الناصر والعديد من المفكرين والكتاب، رغم أنهم في الواقع ليس بعلمانيين فيصح الأمر مثل خلق عدو وهمي,. كما أهاب دكتور حيدر بتحديد دور الجيش في الحياة العامة ، ذلك الذي أصبح أكثر التنظيمات حداثة، لاعتماده في تدريبه وتطوره على الغرب، فلابد للربيع العربي من تحديد علاقة الجيش بالحياة العامة وعدم القفز عليها. كما قال بأن هناك محاولات لاغتيال المجتمع المدني، باتهامه بالاستزراع من الخارج، وتلك لإلغاء فكرة الدولة المدنية ، وبالتالي فعلى المجتمع المدني خلق آلية للدفاع،ليس بالتبرير ولكن بإبراز طبيعة العلاقة الموجودة ودعا دكتور حيدر، إلى تطبيق ديمقراطية داخل المؤسسات السياسية قبل الدعوة لها من كل تلك القوى. وان على مجتمعاتنا أن تتعلم القفز من نظام الطاعة إلى الحرية، كما عاب عدم حسم موضوع المواطنة في دول الربيع العربي رغم إقرارها في دساتير تلك الدول، وقال بان المواطنة ليست مواد دستورية بل هي ممارسة في الحياة اليومية بين المواطنين. تحدث خلال المؤتمر أيضا الدكتور محجوب عروة، رئيس تحرير صحيفة السوداني،سابقا، الذي كانت من آخر انجازاته تقديم مبادرة بمنبر الدوحة لحل أزمة دارفور: فشن هجوما شديدا على الإسلاميين بسبب شعاراتهم التي تختلف مع ممارساتهم عند تقلدهم للسلطة وطالبهم بتقديم ضماناتهم التي تؤكد للمواطنين بعدم انتهاجهم للسياسات التسلطية عند بلوغ السلطة، كما رأى أن الربيع العربي بدا مبكرا منذ ثورة أكتوبر 64 بالسودان وثورة أبريل 1985 تلك الانتفاضات السلمية كانت إرهاصاته، وداعا عروة، المجتمعات العربية للاستفادة من هذه الثورات وترسيخ مبادئها ومطالبها لتلافى إدخال المنطقة في مأزق الدائرة المفرغة، وكذلك عن طريق تبنى سياسة الحوار وضبط المصطلح والمقارنات الفكرية والاستفادة من التطور الفكري الذي يحدث بالعالم حتى يستقر النظام الديمقراطي بالوطن العربي،ويتم تجذير ثقافة الديمقراطية، ودعا عروة كذلك لإيجاد كيان شعبي لدعم التحول الديمقراطي مثل جامعة شعبية