إستقدام عمالة منزلية ( خادمات ) من السودان للسعودية ! ! إبتسام الزاكي تناقلت وكالات الأنباء خبر أن وزارة العمل السعودية فتحت باب الإستقدام للعمالة المنزلية من السودان، كدولة جديدة، بعد أن تعذَّر جلب العمالة المنزلية من (3) دول، كانت تصدِّر خادمات إلى السعودية. وذلك بعد الإقبال السعودي الكبير على استخدام خادمات من أثيوبيا وكينيا. وأضاف الخبر أن رواتب الخادمات المنزليات تتراوح بين 800-1000 ريال سعودي. ظلّ السّودان منذ إعلان المملكة العربية السّعودية يوفد إلى المملكة السعودية العلماء والأساتذة في كلّ المراحل من مرحلة الأساس إلى الجامعات فيرفع من جهالات السعوديين ويعلمّهم حتي اللغة العربية. لم يشهد السودان أستاذ لغة عربية واحد جاء من السعودية إلى السودان لتعليم السودان اللغة العربية. بل العكس صحيح. ظل الأساتذة السودانيون يعلِّمون السعوديين اللغة العربية في المدارس السعودية في الحجاز (المنطقة الغربية) ونجد (المنطقة الوسطى) و (المنطقة الشرقية). لم توفد السعودية إلى السودان طوال تاريخها طبيباً أو مهندساً أو زراعياً أو بيطرياً أو أستاذاً جامعياً ، بينما ظلّ السودان منذ قيام المملكة السعودية يوفد إلى السعودية الآلاف من الأطباء والمهندسين والقانونيين والمحاسبين والزراعيين والبياطرة والإقتصاديين وغيرهم من مختلف الكفاءات التي ساهمت وتساهم في بناء التنمية والنهضة السعوديّة. كان السودان يرسل إلى السعودية (المحمل) وكسوة الكعبة المشرفة. حوش علي دينار في (جدَّة) مثال واحد فقط يشهد علي ذلك. كان السودان يرسل إلى السعودية الغذاء واللحوم والمحاصيل الزراعية والعسل والسَّمن. يرسل حتى حملات مكافحة الجراد الصحراوي. كان السودان يوفِّر الماء للسعودية. (آبار عليَّ) في المدينةالمنورة تشهد على ذلك. السلطات السعوديَّة تعلم علم اليقين عِلم السودانيين وكفاءتهم وأخلاقهم وعزتهم وأدبهم وعطائهم بغير حدود. تعلم عبقري الفيزياء محجوب عبيد والعلامة البروفيسور عبد الله الطيب والدكتور جعفر شيخ ادريس والدكتورة سعاد الفاتح واختصاصي جراحة القلب عبد الله عشميق، وغيرهم من آلاف النابهين. لقد كتب مؤرخ السودان الجليل محمد صالح ضرار في كتابه (تاريخ سواكن) أن السعوديين كانوا في ستينات القرن التاسع عشر متسوِّلين شوارع مدينة سواكن. لكن السودان خفض لهم جناح الذل من الرحمة فآواهم وساواهم بمواطنيه، ليصبحوامن بعد من أصحاب الأموال. غير أن تلك السلطات السعودية اليوم آثرت أن تعض اليد السودانية التي امتدت إليها بالإحسان، لتعلن استقدام حرائر السودان للعمل خادمات في المنازل السعودية. تلك إساءة غير مسبوقة في علاقات البلدين. تلك إساءة لا يمسحها إلا السَّحب العاجل والإعتذار العلنيّ. المرأة السودانية التي تحتل مكاناً عالياً في وجدان شعبها، أصبحت في نظر السلطات السعودية إنسانا بلا عزة ولا كرامة، وسلعة تجارية ضئيلة القيمة وخادمة مبتذلة رخيصة يتَّم شحنها للتصدير، تنتظرها المكانس و (المكاوي) وغسل الأطباق في المنازل السعودية. لقد قتل الفارس الشاعر عمرو بن كلثوم الملك عمرو بن هند عندما (استقدم) أم ابن كلثوم، لتعمل خادمة عند أمه.على وزارة الخارجية السّودانية استيضاح سعادة السفير السعودي في الخرطوم سعادة السيد/ فيصل معلا عن تلك الإهانة السعودية لشعب السودان، عن ذلك الخبر الذي جرح في الصمّيم كرامة كل مواطن ومواطنة سودانية. خبر أن وزارة العمل السعودية فتحت باب استقدام حرائر السودان للعمل خادمات في المنازل السعودية. واضح أن وزير العمل السعودي من نسل أولئك الذين هم أشدّ كفراً ونفاقاً، من نسل هؤلاء الأعراب الذين حملهم حمار النوم من الحقب الصحراوية السحيقة إلى القرن الواحد والعشرين، هؤلاء الأعراب إن كانوا لا يعلمون أن الملك فهد كان تلميذاً في المدارس السودانية في بخت الرضا ب(الدويم)، عليهم أن يعلموا أن حفيدات المك نمر، حفيدات الملكة أماني شاخيت (الكنداكة)، حفيدات الأبطال والعلماء والشهداء والعظماء في كل ركن من أركان السودان، حفيدات مهيرة بنت عبود، حفيدات (بنات جابر)، حفيدات (شغبة المرغومابية)، حفيدات (بت مسيمس)، على هؤلاء الأعراب أن يعلموا أنَّ السودانيات، نخلات باسقات في آفاق العزّة والكرامة والصَّون. خلال آلاف السنين ما عُرفت السودانيات خادمات وحاضنات وإماء. ولن يأتي يوم يفرِّط فيه (أخوان البنات) و (مقنع الكاشفات) و (خال فاطنة) و (المأمون على بنوت فريقه) ،لن يفرط السودانيّون الذين هم عند عروضهم (لئام وجبَّارين)، لن يفرطوا في عزَّة (بت ملوك النيل) ليعبث بها سماسرة المتاجرة بالبشرمن أمثال وزير العمل السعودي. لو قبض الشعب السوداني اليوم على هذا الوزير الجبان، الذي أصدر ذلك القرار المهين، قرار استقدام حرائر للعمل خادمات في البيوت السعودية،لو قبض عليه لألبسه (رحطاً) و (بلوزة) و (سكيرت) و (توباً) ولرقَّصه في الميادين العامة، قبل أن يرسله إلى بيت أمه. لأن هذا القرار المعيب الذي يسيء إلى السودانيين، لا يصدره في حق السودانيين، شعب العزة والرجولة والكرامة، إلا اشباه الرجال.